طبعا سأتحدث اليوم عن موضوع من المواضيع المهمة التي ربما يتغافل عنها الجميع وهي معاناة أبنائنا الصغار وحتى الكبار في البحث عن ملاعب وأماكن يمارسون فيها هواياتهم الرياضية ومن يتابعهم يلاحظ كيف أنهم يحاولون ابتكار ملاعب وأماكن ولو اقتطعوا جزءا منها من طرقات مرور السيارات، التي غالباً ما تقطع عليهم هوايتهم وهم في ذروتها ليسمحوا لها بالمرور ومن ثم يعاودون اللعب وهكذا يعيشون التعب والعذاب من الصغر وحتى عندما يكبرون لا يجدون الملاعب المناسبة كباقي خلق الله.
وما دفعني لإعادة الكتابة حول هذا الموضوع أولا ما شاهدته خلال زيارتي لمدينة الثورة الرياضية لحضور افتتاح مركز الطب الرياضي من بقايا ما تسمى ملاعب خفيفة أكل عليها الدهر وشرب وصارت أماكن لرعي الأغنام أو مواقف للسيارات وبعضها صار مأوى للكلاب الضالة.
وكما سمعت أن هذه الملاعب يفترض أنه تم إقامتها لطلاب كلية التربية الرياضية وللرياضيين للتدرب عليها وإقامة البطولات المحلية فيها لكنها أصبحت ملاعب منتهية الصلاحية ولم تعد صالحة للبشر ليمارسوا أي نشاط رياضي عليها، وثانيا ما أشاهده يوميا في الشوارع من مناظر لأطفال صغار وشباب وهم يحاولون ممارسة هوايتهم الرياضية في الملاعب وقد يتعرضون لحوادث سيارات أو إشكاليات من الناس، كما يحدث يوميا.
في الحقيقة أن هذا الوضع السيئ لملاعبنا مقابل معاناة الشباب في البحث عن ملاعب يطرح عددا من التساؤلات أهمها: لماذا كل هذا الاستهتار والإهمال بهذه الملاعب؟ ولماذا نبني هذه الملاعب ثم نهملها هكذا؟ وهل يمكن أن تقوم وزارة الشباب والرياضة بحصر كافة الملاعب الرياضية الخفيفة وغير الخفيفة ووضع خطة لإعادة تشغيلها بالشكل الصحيح ودراسة إمكانية وضع حل لمعاناة الشباب الذين يبحثون عن ملاعب ولا يجدون سوى الشوارع ومخاطرها؟ وهل يمكن أن تكون لدى وزارة الشباب ومكاتبها في المحافظات خطة لتفعيل دور الأندية في استقطاب الشباب إلى الأندية وإنشاء أندية في الأماكن التي تفتقر لها الأحياء والحارات؟ وهل يمكن تفعيل دور الرياضة المدرسية والجامعية وتأهيل ملاعبها لتستقبل الشباب؟.
أتمنى أن تصل رسالتي إلى وزارة الشباب والرياضة والأندية والاتحادات وتعمل جميعها على وضع حلول لمعاناة الشباب، كما أتمنى على الوزارة وصندوق رعاية النشء والشباب أن يعيدوا تأهيل ملاعب مدينة الثورة الرياضية وفتحها أمام الشباب بناء ملاعب جديدة في أماكن متفرقة سواء في أمانة العاصمة أو في المحافظات وعدم ترك الشباب عرضة للإهمال والتعرض لحوادث وإصابات بسبب غياب الرؤية، فنحن في اليمن لدينا من المواهب الرياضية والكثير ربما ما لا تمتلكه بلدان كثيرة تفوقت علينا رياضيا، ويمكن أن تكون بعضها استعانت برياضيين يمنيين من الذين تركوا البلد وهاجروا والأمثلة كثيرة، لكن هذه البلدان لديها رؤى وخطط وملاعب بينما نحن لا نمتلك ذلك ..لكن الأمل يحدونا في أن تجد هذه الدعوات والرسائل صدى لدى مسؤولي الرياضة والشباب في بلادنا وأن يجد الشباب من يأخذ بيده لأن الشباب هم الذين نعول عليهم في بناء مستقبل مزدهر للبلد.