التراث الثقافي اليمني.. إنساني عالمي بامتياز
أكد السيد ستيفن ساس الملحق الثقافي في سفارة الولايات المتحدة الأميركية بصنعاء أن بلاده مهتمة كثيراٍ بالتراث الثقافي في سائر البلدان التي تمتلك تراثاٍ حضارياٍ عريقاٍ ولهذا عملت في العام 2001م على إنشاء صندوق في كل سفارة لها حول العالم اسمه صندوق السفير الأميركي للحفاظ على التراث الثقافي وهذا الصندوق يعمل على مساعدة الدول في الحفاظ على المواقع التاريخية والآثار والمتاحف والمخطوطات.
وأشار إلى أن اليمن تعد من الدول التي تمتلك تراثاٍ ثقافياٍ عظيماٍ ولهذا كان إنشاء هذا الصندوق في سفارة الولايات المتحدة بصنعاء أمراٍ لا بد منه نظراٍ لأهمية التراث اليمني الذي يمتاز بالثراء والقيمة الكبيرة وبأن أحد الملامح الحضارية للعالم أجمع وتراثاٍ لا يعني اليمن فحسب بل يتعداها ليصبح تراثاٍ إنسانياٍ بامتياز.
المزيد من المعلومات حول هذا الصندوق وإنجازاته خلال الفترة الماضية وخططه المستقبلية ونظرة الولايات المتحدة للتراث اليمني وغيرها من الموضوعات نناقشها مع السيد ستيفن ساس في لقاء قصير مع «الثورة» نوجزه في الأسطر التالية:
في البداية أوضح السيد ستيفن ساس أن صندوق السفير الأميركي للحفاظ على التراث الثقافي برنامج أسسه الكونغرس الأميركي في العام 2001م ويهدف مساعدة الدول في كافة أنحاء العالم في الحفاظ على تراثها الثقافي ويشمل المواقع التاريخية والأثرية والمتاحف والمخطوطات ووسائل التعبير التقليدية كالموسيقى والرقص واللغات حيث يقدم الصندوق منحاٍ مالية مباشرة لغرض صيانة التراث ومن خلال هذا الصندوق تعبر الولايات المتحدة عن التزامها تجاه الحفاظ على التراث الثقافي العالمي هذا التوجه يعد جزءاٍ لا يتجزأ من العلاقات الخارجية للولايات المتحدة..
أنشئ صندوق السفير الأمريكي لدعم التراث الثقافي باليمن في العام 2001م فما هي أبرز المشاريع التي نفذها في مجال الحفاظ على التراث¿¿ أجاب الملحق الثقافي الأميركي.
– إن الصندوق عمل على إقامة العديد من المشاريع الحفاظية منها ترميم وصيانة منارة عدن التاريخية وهذا مشروع مهم فقد كانت المنارة في حالة رديئة جداٍ وتم عمل الترميم والصيانة لها من الخارج والداخل كذلك تم ترميم قصر العشة بتريم بالإضافة إلى مسجد الطاهرية برداع وأيضا القيام بترميم بعض الأعواد الخشبية الأثرية في المتحف الوطني وكذا ترميم دار الضيافة بزبيد وهذه الترميمات كانت تتم من قبل فريق يمني متخصص.
> وأوضح أن صندوق السفير الأميركي يقوم على أساس تنافسي بمعنى أن كل سفارة تتنافس من خلال هذا الصندوق على القيام بأعمال حفاظية تراثية في الدولة التي توجد فيها السفارة وهذا العام المنافسة أكبر حيث تتخطى الترميم إلى مشاريع أكبر.
وقال: لدينا مشروع الآن نتطلع إلى إقامته ويتمثل في اليمن في كيفية عمل صيانة وترميم للمباني التاريخية الآيلة للسقوط والمباني التراثية ولكن ينبغي أولاٍ الإشارة إلى مسألة مهمة لا بد وأن يتم التعاون بشأنها مع الجهات المعنية وتحديداٍ الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية والذين التقينا معهم بحسب طلبهم في اجتماع مع قيادات الهيئة نوقشت فيه مجمل القضايا وأوجه التعاون المستقبلي يبين الملحقيه الثقافية الأميركية والهيئة ولكن ينبغي الإشارة هنا إلى أمر بالغ الأهمية وهو مسألة التوعوية بأهمية الحفاظ على المواقع والمعالم التاريخية في الأوساط الشعبية لا بد وأن يعرف الناس قيمة التراث الثقافي الذي يملكونه ولذلك الحملة التوعوية مهمة جداٍ من أجل الوصول إلى هذه المعرفة وأميركا على أتم الاستعداد أن تعمل مع اليمن في هذا المجال وخاصة مع الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية اليمنية.
مشاريع مستقبلية
وأشار إلى أن صندوق السفير لدعم التراث الثقافي في اليمن لديه العديد من التصورات لمشاريع مستقبلية تستهدف التراث ولكن ينبغي الجلوس مع الجهات المعنية في اليمن من أجل التباحث حول هذه المشاريع ومعرفة تصوراتهم ومشاريعهم التي يتطلعون إلى تنفيذها.
وكشف «ستيفن» عن مشروع سيتم تدشينه في الشهر المقبل مع الهيئة العامة للآثار والمتاحف حيث سيتم افتتاح متحف خاص للأطفال يعد الأول في اليمن وسيكون مقره في المتحف الوطني بالإضافة إلى وجود مشاريع ترميم وصيانة لبعض المعالم التاريخية في الحديدة «قلعة الحديدة» وفي تعز وسيئون وعدن ولكنه لم يدل بمعلومات تفصيلية عن هذه المشاريع .
ولفت إلى المشاريع التي نفذها الصندوق أو تلك التي سينفذها مستقبلاٍ ستشمل العديد من محافظات اليمن ولن يقتصر العمل على صنعاء وهذه سياسة دأب عليها الصندوق منذ إنشائه.
تراث مهم للبشرية
وفي رده على سؤال حول أهمية التراث اليمني وكيف تنظر الولايات المتحدة لهذا التراث¿
– أجاب: الولايات المتحدة تدعم التراث اليمني ليس لأنه تراث عظيم يخص اليمن بل باعتباره تراثاٍ عالمياٍ وإنسانياٍ يهم البشرية جمعاء وتاريخ اليمن أقدم بكثير من الولايات المتحدة الأميركية وبالتالي فهذا التراث مهم جداٍ لأنه يحوي بين جبناته الكثير والكثير من خفايا التاريخ القديم الذي ينبغي علينا إدراكه واستلهام الدروس والعبر منه والاستفادة منه لاتخاذ القرارات الصائبة في حياتنا من خلال استنباط ما فعله القدماء من سبقونا إلى هذه الأرض وقد سمعت الكثير وقرأت عن تراث وحضارة اليمن وكانت كل المعلومات تشير إلى أننا أمام تراث غير اعتيادي ولديه من مقومات الثراء ما يجعله متميزاٍ كما أننا نمتلك طاقماٍ في الملحقية الثقافية على إدراك كامل بهذا التراث ويمتلك المعلومات الكافية.
وعبر الملحق الثقافي الأميركي عن ثقته في أن النشاط والاهتمام بالتراث اليمني من قبل صندوق السفير سيكون أكثر مما كان عليه خلال الفترة القادمة وهذا ما نبحث عنه من خلال خلق آفاق واسعة من التعاون مع الجهات ذات العلاقة وكانت البداية مع الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية والتي سنعمل معاٍ من أجل الحفاظ على المواقع والمعالم التاريخية في اليمن وستستمر اللقاءات معهم للخروج برؤية مشتركة يتم تنفيذها في المدن التاريخية اليمنية.