مدير الآثار: لم نستلم المقتنيات .. وتخزين القطع الأثرية بصورة سلبية سيعرضها للتلف
– بين استمرار خلافات الإدارة السابقة لفرع هيئة الآثار والمتاحف بتعز والإدارة الحالية يكون تاريخ وطن مهدداٍ بالضياع والاندثار, القطع الأثرية والمقتنيات الثمينة الخاصة بالمتاحف والقصور الأثرية والتاريخية بالمحافظة وجميعها ـ مغلقة حالياٍ لأعمال الترميم ـ مرمية على مخازن و”بدرومات” المتحف الوطني منذ قرابة الـ 3 سنوات ومكدسة بطريقة عشوائية وغير مدروسة دون استلام رسمي لها من الجهة المختصة, الأمر الذي يعرضها للتلف والاندثار والضياع.
كلنا الإدارتين تتراشقان الاتهامات وكلتاهما تنحي باللائمة على الأخرى فيما قيادة وزارة الثقافة والهيئة العامة للآثار والسلطة المحلية بمحافظة تعز ملتزمة الصمت وتقف موقف المتفرج مما يجري ويبقى الوطن والشعب الخاسر الأكبر..
في هذا الاستطلاع, التقت “الثورة” قيادتي الإدارة الحالية والسابقة لفرع هيئة الآثار والمتاحف بتعز وقيادة السلطة المحلية لمعرفة مصير تلك المقتنيات والقطع الأثرية والاطلاع على الخطوات الجارية والمعالجات العاجلة.. فإلى التفاصيل :
– في البداية تحدثت بشرى الخليدي مدير عام فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف بتعز قائلة إنها وعند تسلمها رسمياٍ إدارة الفرع منتصف العام 2012م, لم تستلم المقتنيات الأثرية والتاريخية التي كانت في القصور والمتاحف التي يجري ترميمها حالياٍ بسبب رفض المدير السابق تسليمها بذرائع لا جدوى منها, وهي الآن مخزنة في بدروم المتحف الوطني بطريقة سيئة وغير علمية وهذا بالتأكيد سيعرضها للتلف والضياع. مشيرة إلى أنها طالبت كثيراٍ بعمل حل لهذه الإشكالية الا أنه لم يتم التجاوب معها كما لم يتم إلزام المدير السابق بتسليم تلك القطع الأثرية والمقتنيات الثمينة.
وبشأن إغلاق جميع المتاحف والقصور التاريخية في وقت زمني موحد وبشكل تدريجي تلقي الخليدي اللائمة على الإدارة السابقة لفرع الهيئة أيضاٍ وتقول: للأسف الشديد كانت هناك خطة ممنهجة لطمس معالم وآثار وتاريخ محافظة تعز وحرمانها من المتاحف وحتى عام 1998م كانت توجد في تعز 3 متاحف ( صالة ـ المتحف الوطني ـ قصر الموروث الشعبي بالعرضي) وتم إغلاقها بشكل تدريجي ومن دون أي تقرير هندسي يؤيد عملية الإغلاق وأيضاٍ من دون أخذ رأي أو علم الجهات الرسمية المختصة.
وأضافت : نحن هنا لا نستطيع أن نجزم بأن المتحف أغلق بسبب أضرار معمارية أو إنشائية إلا اذا وجد تقرير يؤيد عملية الإغلاق, والسؤال: إلى متى سنظل نتغاضى عن الفساد السابق والمتسببين بهذا التدهور الكبير والتجاوزات الماضية.
تاريخ أمة وآثار وطن
– من جانبه طالب المدير السابق لفرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف العزي مصلح بتشكيل لجنة لجرد جميع المقتنيات والمتاحف بطريقة رسمية من الجهات المختصة وأبدى استعداده لتسليمها في أي وقت, وقال: تم جرد كل القطع الأثرية بشكل دقيق وتفصيلي في كشوفات رسمية وللأسف تم السطو على هذه الكشوفات من قبل الإدارة الحالية وقد تمت عملية التخزين بطريقة علمية مدروسةº ويضيف: الإدارة الحالية أقدمت على تشكيل لجنة وقامت بإغلاق المخازن ولم تتم عملية الصيانة لها على الإطلاق إلى الآنº ومع ذلك أؤكد أن جميع المقتنيات محفوظة بطريقة علمية وسليمة.
واستطرد: هذا تاريخ أمة وآثار وطن بكامله وليست متعلقة بشخص بذاته كما يعتقد البعض, وإذا حصل أي نقص في أي قطعة أو خلل فأنا على أتم الاستعداد لتحمل المسئولية كوني استلمتها بشكل رسمي وسأسلمها بصورة رسمية.
وفيما يتعلق بإغلاق جميع المتاحف بوقت زمني موحد وبدون تقارير هندسية, يقول: نحن لم نقدم على إغلاق المتحف وقصر صالة بصورة عبثية أو عشوائية وإنما كان عن طريق تقارير هندسية من الصندوق الاجتماعي للتنمية عندما زاروا المتحف وشاهدوا أن المتحف آيل للانهيار بشكل كامل وتم رفع دراسة متكاملة لترميم المتحف وأتت الموافقة التمويلية من الصندوق وبدأت عملية الترميم بعد متابعة طويلة ومستمرة.
وأردف: استمرينا نتابع لسنين ونبحث عن مصادر لترميمها وإعادة تأهيلها إلا أننا لم نتلق أي موافقة من أي جهة كانت حتى أتت موافقة الصندوق الاجتماعي للتنمية وتم سحب القطع والمقتنيات وحفظها وبدأت aعملية الترميم مما اضطرنا إلى إغلاق المتاحف والصالة.
لافتاٍ إلى أن الإدارة الحالية إذا كانت تقول بوجود ملاحظات أو خروقات أو مخالفات فعليها أن تلجأ إلى القضاء أو للجهات المختصة لتتم محاسبتنا ونحن مستعدون لذلك وهذا أجدى من أن ترمي بفشلها علينا.
حلول عاجلة
– إلى ذلك قال وكيل المحافظة عبدالله أمير أن قيادة السلطة المحلية لم تصلها أي تقارير رسمية عن الوضع الحالي للآثار والمتاحف والقصور رغم تحرير مذكرات رسمية بهذا الشأن, موكداٍ أنه سيتم مناقشة هذا الموضوع بجدية وعمل حلول عاجلة له.
وأكد أمير على أهمية أن يحمل منتسبو فرع هيئة الآثار قضية الانتماء وأن يحرصوا على أن يكونوا منتميين حقيقة للأرض ولا بد أن يبحثوا عن الملمح الحضاري الذي يظهر الصورة الحقيقية لواقع الأمس وحاضر اليوم ومن خلاله يستشرف المستقبل.
ولفت إلى أن حماية الآثار والاحتفاظ بها وإظهارها كملمح من ملامح تاريخ الإنسان بحاجة إلى جهد مشترك من كل الجهات ومن المواطنين لإظهار الصورة الحقيقية عن واقع اليمن كيف كانت وكيف أصبحت, ومن خلال الآثار تستطيع أن تحدد ملامح الماضي والحالة التي كان يعيشها الإنسان اليمني والاهتمام بالأرض وعطاءاتها ومن لا ماضي له فلا حاضر له ولا مستقبل.