ردا على النازية الصهيونية وممارساتها القمعية الانتقامية
الأسرى الفلسطينيون يعلنون النفير .. والفصائل تحذر العدو
فلسطين المحتلة/ وكالات
تواصل قوات العدو الصهيوني حملتها القمعية في كافة سجون الاحتلال، فيما أعلن الأسرى الفلسطينيون النفير العام لمواجهة التصعيد الإسرائيلي بحقهم.
وأكدت جمعية “واعد” للأسرى، مساء أمس الأربعاء، أن حالة من التوتر الكبير تسود جميع أقسام سجني النقب ومجدو، بعد محاولة قوات الاحتلال اقتحام السجن وتفريق الأسرى.
وأشارت الجمعية في بيان، إلى أن المواجهة بين الأسرى وإدارة السجون دخلت مرحلة خطيرة للغاية، والأمور تتجه نحو التصعيد بشكل كبير جدا.
بدورها، ذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن الأسرى أحرقوا سبع غرف في سجن النقب.
وأوضحت أن “قسم 6 في سجن النقب الصحراوي يتعرض لهجمة بشعة، بعد اقتحامه من وحدات خاصة صهيونية مدججة بالسلاح والكلاب البوليسية، ومدعمة بعدد كبير من جنود الاحتلال الذين استدعوا بشكل عاجل من قاعدة عسكرية قريبة، ورافقتهم سيارات إسعاف”.
وطالبت المجتمع الدولي ومؤسساته، وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتحرك الفوري لوضع حد للنازية الإسرائيلية التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال، ووحدات القمع في سجن النقب الصحراوي.
وحذرت الهيئة من هذا الصمت الدولي المعيب، وقالت إن “استمرار التصعيد بهذا الشكل يعني حربا حقيقية داخل السجون والمعتقلات، والمساس بحياة أسرانا.. لن يقابل إلا بمواجهة حقيقية ترتقي إلى مستوى الأحداث داخل السجون وخارجها.
وأشارت الهيئة إلى أن الاقتحامات والعقوبات طالت الأسرى في معظم السجون والمعتقلات، والأمور تتجه نحو مزيد من العمل العنصري الانتقامي وبتوجيهات ودعم سياسي وعسكري إسرائيلي، لذلك على فصائل العمل الوطني والإسلامي وكافة المؤسسات العاملة في مجال الأسرى وعموم الشعب، التحرك الفوري لنصرة الأسرى وعدم إعطاء الاحتلال الفرصة للتفرد بهم.
وفي وقت سابق، كشفت الهيئة أن الحركة الأسيرة في سجون ومعتقلات الاحتلال أعلنت النفير العام، والتمرد على كافة قوانين إدارة السجون الصهيونية في حال استمرار الإجراءات القمعية والعقابية المتخذة بحقهم لليوم الثالث على التوالي، وذلك بعد تمكن ستة أسرى فلسطينيين من انتزاع حريتهم بالهروب من خلال نفق من سجن “جلبوع”.
وأوضحت الهيئة في بيان صحفي، أن مشاورات سريعة تمت بين قادة الحركة في السجون والمعتقلات، وتم الاتفاق على التصدي لهجمات وحدات القمع الخاصة وشرطة السجون الإسرائيلية بكل الوسائل والطرق، ولن يتم الخضوع لهذه الممارسات العنصرية الحاقدة.
وأشارت إلى أن حكومة الاحتلال وأجهزتها تعمل على تغطية فشلها وانكسارها أمام الإرادة الصلبة للأسرى الفلسطينيين، من خلال هجمة شرسة على الأسرى داخل السجون والمعتقلات، وعلى أبناء شعبنا من خلال الاقتحامات والاعتقالات، التي تركزت الليلة الماضية على أسر وعائلات الأسرى الستة الذين خرجوا عنوةً من سجن “جلبوع”.
وجددت الهيئة دعوتها للمجتمع الدولي ومؤسساته للتحرك الفوري لوضع حد لهذا الجنون الإسرائيلي في التعامل مع أسرانا ومعتقلينا، لافتة إلى أن استمرار الهجمة عليهم والمساس بهم سيشعل كل الساحات داخل السجون وخارجها، وستكون المؤسسات الدولية شريكة في هذه الجريمة في حال لم تتحمل مسؤولياتها، وسيدفع الاحتلال ثمناً حقيقياً عن كل ممارساته.
وقالت الهيئة، إن وحدات القمع التابعة لمصلحة سجون الاحتلال، قامت بحملة قمع وحشية بحق الأسرى في قسم رقم “3” في سجن “جلبوع”.
وأوضحت الهيئة أن حالة من الغليان يشهدها السجن بسبب إجراءات القمع التي تنفذها وحدات القمع الصهيونية.
وفي السياق ذاته، قالت الهيئة إن إدارة سجون الاحتلال أرسلت قوات كبيرة إلى سجن “ريمون” صباح أمس، للتحضير لنقل وتوزيع أسرى الجهاد الإسلامي على سجون أخرى.
من جانبه ذكر نادي الأسير الفلسطيني، أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، اتخذت بعض الإجراءات العقابية في غالبية السجون، منها إغلاق كافة الأقسام، وحرمان الأسرى من “الكانتينا”، وإغلاق بعض المرافق، وتخفيض مدة النزهة اليومية “الفورة” واقتصارها على ساعة واحدة.
وقررت إدارة السجون توزيع أسرى حركة الجهاد الإسلامي، ونقل أسرى قسم (2) في سجن “جلبوع”، حيث تأكد نقل 16 أسيرا إلى سجن “النقب”.
واعتبر النادي هذه الإجراءات “امتدادا لجملة السياسات التي تفرضها إدارة سجون الاحتلال”.
ولفت النادي إلى أن وحدات القمع الإسرائيلية نفذت هجمة شرسة باستخدام الغاز على أسرى قسم 3 في سجن جلبوع، وسط توتر شديد يسود السجن .
وحذرت حركة حماس، أمس الأربعاء، من استمرار الإجراءات الإسرائيلية التي وصفتها بـ”الانتقامية والقمعية”، التي فُرضت على الأسرى.
وحمّلت الحركة، في بيان، الاحتلال “المسؤولية الكاملة عن نتائج وتبعات هذه السياسة الخطيرة، وعن حياة جميع الأسرى”.
وقالت: “لا يمكن السكوت عن كل هذه الجرائم والانتهاكات التي ترتكب بحق الأسرى، ولن نتركهم وحدهم في معركتهم”.
ودعت المؤسسات الحقوقية الدولية إلى “الانحياز لحقوق الأسرى ووقف انتهاكات الاحتلال بحقّهم”.
كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية، حذرت من أي مساس بالأسرى في ظل ما تشهده السجون الإسرائيلية من حالة توتر وغليان.
وشددت على أن “أي أذى يقع على أحدهم يعني أن العدو قد فتح النار على نفسه ودق مسمار نعشه بيده”.
سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامية، قالت “لن نسمح بالمطلق باستمرار العدوان على الأسرى، ولن نترك أسرانا وحدهم ولن نخذلهم”.
بدورها حمّلت القوى الوطنية الفلسطينية في مؤتمر صحفي بغزة، مصلحة سجون الاحتلال المسؤولية عن حياة كل الأسرى، مشيرة إلى أن الخيارات مفتوحة للدفاع عنهم.