الشعب اليمني لا يتردد في توجيه الضربات دفاعاً عن نفسه في مواجهة العدوان
أرامكو مكشوفة لضربات الصواريخ والطائرات المسيّرة
الثورة / إبراهيم الوادعي
بعد أيام فقط من قرار القوات المسلحة اليمنية الواضح في ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام وثورته التي تلهم اليمنيين في مواجهة تحالف كوني يروم الأرض والثروة والحرية، باستمرار المواجهة والصمود حتى النصر، هي تقرن الأفعال بالأقوال وتوجه ضربة مؤلمة في العمق السعودي طالت مناطق حيوية اقتصاديا وعسكريا .
الضربة الجو صاروخية طالت مفاصل اقتصادية في المنطقة الشرقية ذات البعد الحيوي اقتصاديا للمملكة السعودية، حيث استهدفت بصاروخ ذو الفقار وطائرات صماد 3 مقراً لشركة أرامكو عصب الاقتصاد السعودي والمصدَّر الأكبر للنفط الخام في العالم، كما طالت عملية الردع السابعة أهدافا عسكرية واقتصادية في جنوب المملكة باستخدام صواريخ بدر الذكية والدقيقة وبطائرات مسيرة ثقيلة من نوع صماد 3 .
عملية توازن الردع السابعة تأتي كمؤشر قوي على وصول المفاوضات غير المباشرة في العاصمة العمانية مسقط مع الطرف الأمريكي المعني الأساسي بوقف الحرب على اليمن إلى طريق مسدود .
لا يزال المبعوث الأمريكي تيم ليندر كينغ يحجم عن الإيفاء بمتطلبات وقف اطلاق النار والتي تفرضها تغيرات الميدان لصالح الجيش واللجان الشعبية ، كما يحاول الجانب الأمريكي، أجراء مقايضة للسلام بالطعام عبر تشديد الحرب الاقتصادية ، ظنا منه أن ما عجز عن تحقيقه بالنار والخديعة قد يفعله بإشهار سلاح الجوع المشهر أصلا منذ اليوم الأول للعدوان ولكن يجري تشديد الخناق فيه على الشعب اليمني مع انتكاسة الأدوات الإقليمية في مراحل العدوان .
أظهرت اليمن على مدى أيام الحرب التي تجاوزت الألفي يوم براعة في إدارة العمليات العسكرية في العمق السعودي الطرف المعني بالخروج من المستنقع الذي ادخل اليمن ونفسه والمنطقة كلها فيه منذ 26 مارس 2015م ، وفق مؤشرين حيويين اثنين: الأول اتصل بمدى تطور صناعاتها الصاروخية وسير الميدان البري الحاسم سلبا أو إيجابا ، ويتصل الثاني بميدان السياسة عبر تقريب العدو السعودي ورأس التحالف إقليميا إلى طاولة التفاوض وإيلامه اقتصاديا وإحراجه دوليا للضغط عليه لوقف العدوان .
عملية توازن الردع الأولى في الـ17 من أغسطس 2019م عشر من الطائرات المسيرة الهجومية تستهدف حقل الشيبه النفطي السعودي – تدعي الإمارات أحقيتها بالحقل المسيطر عليه سعوديا – والذي يضم مخزوناً استراتيجياً لشركة أرامكو يزيد عن مليار برميل من النفط الخام .
عملية توازن الردع الثانية 14 سبتمبر 2019م قصف مصفاتي بقيق وخريس الاستراتيجيتين في المنطقة الشرقية للسعودية ، بعشر طائرات مسيرة ، وأسفرت العملية عن توقف نصف الإنتاج السعودي وتعطيل ثلث الإنتاج العالمي من النفط الخام القادم عبر الشرق الأوسط ، ورفع أسعار النفط في العالم بشكل غير مسبوق .
عملية توازن الردع الثالثة 21 فبراير 2020م ، 12 طائرة مسيرة من نوع صماد 3 وصاروخان مجنحان من نوع قدس ، وصاروخ ذو الفقار الباليستي تضرب مقر شركة أرامكو وأهداف حساسة في ينبع حيث مجمع الصناعات البتروكيماوية وميناء تصدير الخام السعودي على البحر الأحمر .
عملية توازن الردع الرابعة 23 يونيو 2020م، القوات المسلحة اليمنية تضرب أهدافا حساسة في داخل العاصمة السعودية الرياض بتوليفة مناسبة من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة الهجومية، الأهداف طالت قصورا للأسرة الحاكمة وأهدافاً اقتصادية كبيرة للنظام السعودي.
عملية توازن الردع الخامسة 28 فبراير 2021م ضربات يمنية تطال العاصمة السعودية الرياض، ويعتقد أن قصور آل سعود طالها القصف في هذه العملية أيضا .
عملية توازن الردع السادسة 7 مارس 2021م، القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير ينفذان عملية مشتركة وواسعة في عمق المملكة طالت أهدافا عسكرية واقتصادية للنظام السعودي واستخدم في العملية 14 طائرة مسيرة كشف عن هوية عشر طائرات منها – طائرات صماد 3 – و5 صواريخ باليستية من نوع ذو الفقار.
وأخيراً وليس آخراً على ما يبدو عملية توازن الردع السابعة في الخامس من سبتمبر 2021م التي استهدفت منشآت شركة أرامكو في رأس تنورة بالدمام تحت القصف بصواريخ باليستية وطائرات صماد 3 الهجومية الثقيلة .
وباستعراض عمليات توازن الردع منذ العملية الأولى وصولاً إلى السابعة الأحد الماضي، فقد تعمدت القوات المسلحة اليمنية إظهار عجز السعودية عن ردع الهجوم اليمني بين كل عملية وأخرى، وتنامي قدراتها وتحديها في المقابل التقنيات الأمريكية والإسرائيلية التي تحمي سماء المملكة وتنتشر على طول أراضي الجزيرة العربية وحول المنشآت الاستراتيجية وقصور آل سعود والتي لم تسلم هي الأخرى من القصف والاستهداف اليمني .