تزداد كل يوم وتيرة الأنشطة الرياضية الشعبية التي تنظمها هيئات ومؤسسات مدنية بعيدا عن الاتحادات الرياضية الرسمية التي تقف عاجزة أمام تنظيم أي نشاط رسمي لسبب أو لأخر ففي الكثير من المحافظات نجد بطولات ومسابقات رياضية بمبادرات إما فردية تتبع جهة معينة أو جماعية تشترك عدة جهات في تنظيمها ولكن ما يجمعها هو أنها بعيدة عن النشاط الرسمي.
اعتقد ان عجز الاتحادات الرياضية في تنظيم وإقامة المسابقات والبطولات والأنشطة الرياضية نابع -ليس من عدم وجود موازنات لإقامة هذه المسابقات فقط- بل من عجز قيادات الاتحادات عن إدارتها، كما عهدناها زمان، فتلك القيادات للاتحادات الرياضية متعودة على الغياب والنوم الطويل واقتصار نشاطها على إقامة ما تسميها بطولات ومسابقات الجمهورية نهاية كل عام وبطرق ساندويتشية فقط من اجل الحصول على المخصصات من الصندوق وتوزيعها بنسب معينة اقلها للنشاط وأكثرها للجيوب.
ومما لاشك فيه ان الرياضيين لا يستغربون هذا الغياب التام للاتحادات الرياضية وأنشطتها لأنهم يعرفون ذلك ومعتادون عليه بل إنهم تأقلموا معه بشكل كبير .
كنا نتمنى من الاتحادات الرياضية ان يكون لها حضورها القوي في الأنشطة الحالية التي تنفذ في عدد من المحافظات على اعتبار ان هذه الأنشطة والمسابقات الرياضية احد أوجه الصمود في مواجهة العدوان الذي تتعرض له بلادنا أو على الأقل تنظيم مسابقات محلية مصغرة في كل محافظة على حدة ومن ثم تجميع أبطال المسابقات ليتنافسوا فيما بينهم ويمكنهم الاستفادة من تجارب وخبرات اتحاد الرياضة للجميع الذي ينظم بطولات متميزة وبأقل الإمكانات وأبسطها، لكنه العجز من تلك القيادات التي أثقلت كاهل الرياضة والرياضيين ولم تقدم لهم أي شيء يذكر.. وفي اعتقادي ان على وزارة الشباب والرياضة ان تعمل على جمع الاتحادات الرياضية لتدارس الوضع والخروج بخطة وبرنامج لتفعيل الأنشطة وفقا لما هو متاح من الإمكانيات ويتناسب مع الأوضاع الحالية لتكون بديلة عن المسابقات الرسمية التي تتطلب إمكانيات أكبر ووضعاً طبيعياً وبالتالي فهذا البرنامج سيكون بديلا مناسبا .
.. مقترح ..
كما اقترح على وزارة الشباب والرياضة عبر اللجنة الأولمبية الترتيب لإقامة سباق ماراثون في العاصمة صنعاء بمشاركة الرياضيين والطلاب والمعلمين والأساتذة من المدارس والجامعات ومنظمات المجتمع المدني والموظفين وكذا دعوة البعثات الدبلوماسية التي مازالت في صنعاء ومسئولي وموظفي المنظمات الدولية العاملين في اليمن وتأمين تغطية إعلامية لهذا الماراثون الذي سيكون بمثابة أولا رسالة للعالم بان اليمنيين يمدون يد السلام وثانيا تعريف الجميع بما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار والأوضاع الإنسانية التي يعانيها أبناء اليمن جراء ذلك.. وأتمنى ان يتم تنسيق ذلك مع مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لاستدعاء شخصيات رياضية وفنانين عالميين للمشاركة في هذا الماراثون ليتعرفوا عن قرب إلى الأوضاع في اليمن وإيصال مظلوميتنا وقضيتنا إلى المجتمع الدولي إضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية لهم إلى المنشآت الرياضية التي تعرضت للقصف والتدمير من قبل العدوان.
وأخيراً، هل يمكن ان نرى ذلك المقترح يتجسد حقيقة على أرض الواقع وتسعى الوزارة واللجنة الأولمبية والاتحادات المعنية لدراسته وتطويره وبالتالي العمل على تنفيذه ولا مانع من الاستعانة بمنظمات مجتمع مدني للاستفادة منها في التنظيم كجهات مدنية يمكن ان تكون همزة وصل مع المنظمات الدولية لإنجاح الماراثون.. أم اننا سنظل دوما ننفخ في قربة مثقوبة ولسان حالنا يقول “الجمعة هي الجمعة والخطبة هي الخطبة” وان كل من يأتي إلى وزارة الشباب هو من نفس العجينة ؟.