الثورة /إدارة التحقيقات
أمام بوابة المغادرة في مطار صنعاء يصطف يومياً مئات المرضى من ذوي الأمراض المستعصية كالفشل الكلوي والسرطان والثلاسيميا والقلب الذين يحتاجون للسفر إلى الخارج ، لكن المطار المغلق أمام هؤلاء ، مفتوح على مصراعيه فقط لموظفي الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها.
ففي مارس 2015- شن تحالف العدوان- الذي أعلن الحرب على اليمن من العاصمة الأمريكية واشنطن، عدوانا عسكريا على اليمن ، وفرض حصارا جويا وبريا وبحريا شاملا على اليمن ، منذ ذلك التاريخ بقي مطار صنعاء- الذي كان يسافر عبره حوالي 7 آلاف مريض يمني قبل شن الحرب في 2015- موصد الأبواب أمام المرضى والمسافرين عامة.
بحسب وزارة الصحة في فبراير من العام الماضي، فإن مليون مريض بأمراض مستعصية بحاجة للسفر ، لكن مدير مطار صنعاء، أكد في فبراير من هذا العام وفاة 80 ألف مريض خلال الفترة الممتدة من أغسطس 2016 إلى فبراير هذا العام بسبب استمرار إغلاق المطار.
منذ 26 مارس 2015م ، حتى 10 أغسطس/ 2016، سمح تحالف العدوان بعدد من الرحلات المدنية لا تتجاوز عدد أصابع اليد ، وقبل أن يمنع كافة الرحلات المدنية من الهبوط والإقلاع من المطار كانت هناك رحلة شبه أسبوعية تنظمها شركة طيران اليمنية تمر عبر مطار بيشة السعودي باتجاه العاصمة الأردنية عمان ، لكن تحالف العدوان أعلن في أغسطس 2016 ، وقف كافة الرحلات المدنية بما فيها تلك الرحلات الضئيلة.
ومنذ ذلك التاريخ توقفت كافة الرحلات المدنية وأُغلق المطار في وجوه المرضى ، مع إبقاء الرحلات الأممية لموظفي المنظمات التابعة للأمم المتحدة ومنظمات أخرى مثل «أطباء بلا حدود»، واللجنة الدولية للصليب الأحمر ، مات حوالي 100 ألف مريض من جملة مليون مريض بحاجة للسفر حتى فبراير من العام الحالي، أي خلال خمسة أعوام ، إذ عجزوا عن السفر برا إلى مطار عدن، نظرا لحالاتهم الصحية.
حوالي 5 آلاف رحلة- بحسب مدير مطار صنعاء- استقبلها المطار خلال خمسة أعوام بمتوسط 3 رحلات يومية ، هي لموظفي الأمم المتحدة والمنظمات التي تقول أنها تعمل في مجالات إنسانية في اليمن ، ترفض الأمم المتحدة ومنظمات الصليب الأحمر وأطباء بلا حدود نقل مريض واحد على متن رحلات موظفيها ، بل هددت بأنها ستوقف نشاطاتها إذا ما أصرت وزارة الصحة في صنعاء على نقل المرضى على متن الطائرات التي تأتي وتذهب من المطار بمقاعد شبه فارغة.
في فبراير/ شباط 2021، قال مدير مطار صنعاء خالد الشايف في مؤتمر صحفي: إن إغلاق المطار تسبب بوفاة أكثر من 80 ألف مريض كانوا بحاجة ماسة لتلقي العلاج في الخارج.
وأوضح أن «أكثر من 450 ألف مريض ما يزالون بحاجة إلى السفر لتلقي العلاج في الخارج بسبب استمرار الحرب وتردي الظروف الصحية من جراء الحصار الشامل».
ولفت إلى أن «أكثر من مليون مريض مهددون بالموت نتيجة انعدام أدوية الأمراض المستعصية، وأكثر من ثلاثة آلاف مريض مسجلون بوزارة الصحة يعانون من تشوهات قلبية بحاجة ملحة إلى السفر للخارج لتلقي العلاج».