تفاقم هذه الظاهرة يعد مؤشراً واضحاً لتدهور الحالة الاقتصادية التي أنتجها العدوان على اليمن

ظاهرة الأطفال المتسولين .. أسر تستخدم أطفالها لجني المال وأخرى تعاني الفقر لتدفع بأبنائها إلى التسول

توضح العديد من المشاهد -أمام الأسواق والمحلات وجولات الشوارع والمساجد- واحدة من الظواهر السلبية التي يقوم بها أشخاص بحق أطفالهم عندما يستخدمونهم في التسول تحت مبررات عديدة منها المرض أو الطعام ومن هذه المشاهد وضع أطفال رضع تحت أشعة الشمس لفترات طويلة من أجل كسب تعاطف الناس، كذلك جعل أطفال في سنين اعمارهم الأولى بنات وأولاداً يتسولون ويتنقلون من مكان لآخر ومن سوق إلى سوق وما بين شارع وحارة رغم ما قد يتعرضون له من مخاطر عديدة.. ورغم كل الأسباب التي تدفع بأسر هؤلاء الأطفال إلى الشوارع لممارسة التسول فإنهم غير معفيين عن ما يرتكبونه من جناية بحق طفولة وكرامة أبنائهم.. على ضوء ذلك كشفت الجهات المختصة عن عدد من التدابير الممكنة والمزمع اتخاذها لمعالجة ظاهرة التسول في الأمانة منها تأهيل ورعاية وإيجاد فرص عمل للقادرين من المتسولين.. تفاصيل اكثر في السطور القادمة:
الثورة /

استغلال
حازم طفل لا يتجاوز عمره 9 سنوات أجبره والده على مد يده إلى الناس فكاد هو من يأمّن مصروف والده فيظل الساعات الطويلة متنقلاً من مكان لآخر باحثاً عن أي شخص يعطف عليه بالمال أو حتى بعض الطعام ..
حازم اشتاط غضبا بسبب ذهاب ما يجمعه إلى جيب والده الذي بدلاً من ان يفيد به الأسرة يقوم بصرفه على أوراق القات والسجائر.

معاناة
وفي قصة مشابهة لسابقتها يعيش الطفل ايمن منذ أربع سنوات وهو يجوب الشوارع أمام المطاعم وبسطات الخضار باحثا عن بقايا الطعام التي يضعها في أكياس ليعود بها إلى والدته لتصنع عشاء بسيطاً له ولاخوته الثلاثة والذين يصغرونه سنا وكما يقول ايمن بأن والدته اجبرته على هذا العمل الذي لا يتمنى أحد أن يقوم به لكي لا تمد هي يدها إلى الناس وتطلب منهم قوت يومهم.
هذه القصص توضح استفحال ظاهرة التسول فما بين أسر تستخدم أطفالها لجني المال من مد أيديهم للناس وهذا بحد ذاته استغلال ما بعده استغلال إلى أسر تعاني البؤس والفقر فعلا لتدفع بأبنائها إلى الشوارع ليمارسوا التسول من أجل الحصول على وجبة طعام تسد رمق جوعهم..

آثار اجتماعية
هناك آثار وخيمة تترتب على التسول، ومنها آثار اجتماعية شديدة الأهمية خاصة أن معظم من يمارسون هذا الفعل هم من الأطفال الذين تدفع بهم أسرهم إلى الشوارع نتيجة للفقر المدقع أو الكسب المادي وكأنها مهنة .. هذه الأضرار يحدثنا عنها الموجه التربوي أحمد الشجرة: لا شك أن تفاقم هذه الظاهرة واتساع رقعتها يعد عاملاً ومؤشراً واضحاً لتدهور الحالة الاقتصادية في البلاد التي انتجتها دول العدوان من خلال حربها العسكرية والاقتصادية على الشعب اليمني ما تسبب في انعدام الدخل لدى بعض الأسر هذه العوامل تعد السبب الرئيسي في إخراج الكثير من الأطفال من مدارسهم والدفع بهم إلى الشوارع للتسول وهنا يكمن خطر كبير يتمثل في انتشار الأمية كما أن وجود هؤلاء في معظم الأوقات في الشوارع يجعلهم يختلطون برفقاء السوء والمنحرفين وهنا يتم استغلالهم إما في عمليات السرقة أو أعمال غير أخلاقية لذا يجب على الدولة أن تجد الحلول المناسبة لمثل هذه الظاهرة.

أضرار صحية
الطبيب عمرو جابر -رئيس منظمة إنسانية طبيب- يشرح الأضرار الصحية التي يتعرض لها الأطفال بسبب التسول قائلاٍ : بالنسبة للأخطار الصحية فهي تختلف بحسب نوعية المكان الذي يتسولون فيه فأكثر خطر يواجهونه هو انتقال الأمراض الفيروسية والعدوى من الأماكن المزدحمة كالأسواق ومن ضمنها فيروس الكبد c التي قد تنتج أيضا عن تناول طعام ملوث ومكشوف ويأتي الخطر الثاني وهو انتقال الأمراض الجلدية بسبب مكوثهم لساعات طويلة تحت أشعة الشمس .
ويضيف: أما الخطر الكبير الذي يواجه هؤلاء فيتمثل في الغبار الناتج عن حركة السيارات في الشوارع والتي تؤثر على الصدر والشعب الهوائية والتي تؤدي إلى تحسس مزمن في الجهاز التنفسي مما يؤدي إلى الإصابة بالربو أو السل والأخير ينتقل وبائياٍ وأكثر الأوبئة تنتقل عن طريق القمامة.

مقترحات لمعالجة الظاهرة
كشفت الجهات المسؤولة مؤخرا عن عدد من التدابير الممكنة والمزمع اتخاذها لمعالجة ظاهرة التسول في الأمانة منها تأهيل ورعاية وإيجاد فرص عمل للقادرين من المتسولين ومنحهم قروض ميسرة من قبل الهيئة العامة للزكاة لإنشاء مشاريع صغيرة تعينهم على متطلباتهم المعيشية .. وأقر اجتماع عقد بأمانة العاصمة تنفيذ برامج توعوية وإرشادية وإعلامية لتسليط الضوء على هذه الظاهرة للحد من آثارها المجتمعية وجمع البيانات والمعلومات عن المتسولين، وتطرق الاجتماع إلى التدابير الممكنة لمكافحة هذه الظاهرة بتأهيل ورعاية وإيجاد فرص عمل للقادرين من المتسولين ومنحهم قروض ميسرة من قبل هيئة الزكاة لإنشاء مشاريع صغيرة تعينهم على متطلباتهم المعيشية.
وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل قد أعلنت إنه تم إعداد دراسة ميدانية منذ شهرين متعلقة بظاهرة التسول بعد توجيه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي كل الجهات العليا بمعالجة هذه الظاهرة والمجتمع معني بالمساهمة في معالجتها.

قد يعجبك ايضا