سبع فتيات من محافظة أبين ، بعمر الزهور يودعن الحياة دفعة واحدة وخلال أقل من ساعة، فيما كن في طريقهن لرعي الأغنام.. هذه المرة ليس كما في الأساطير القديمة، التي حكتها لنا الجدات، بأن جنية الوادي خطفتهن، ولا أشباح الجبل التي تمنع بني البشر من دخول جغرافيتهم.. بل بركة مياه صغيرة إبتلعتهن واحدة تلو الأخرى..
وحتى لا تشيعوا أطفالكم دفعة واحدة فلا تتركوهم يذهبون إلى المراعي وحيدين خاصة هذه الأيام، فمع موعد هطول الأمطار تتجمع المياه في الحفر الواسعة والعميقة بين منحدرات الوديان والمرتفعات، وتشكل برك مياه عميقة وخطرة على حياة الصغار والكبار معاً..
” في عمر الزهور.. قصة بركة مياه ابتلعت سبع فتيات من نفس العائلة في أبين”.. قرية صغيرة في جنوب اليمن دخلت في حداد بعد غرق سبع فتيات من عائلة واحدة في بركة.
وقال مسؤول صحي محلي إن المأساة وقعت مساء الخميس عندما كان أطفال، تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاما، يرعون الماشية على بعد خمسة كيلومترات من منزلهم في المحفد بمحافظة أبين.. وقال المسؤول “غرقت سبع فتيات صغيرات من عائلة الشاجع بقرية حصمة في بركة طبيعية في المنطقة الجبلية”.
وقال صالح حيدرة، أحد سكان المنطقة: “يا للحسرة! لم تكن مسألة ضحية أو اثنتين، لقد كن سبع من أبناء عمومة لعائلة واحدة، اثنتان منهن كن شقيقتين”.
وأضاف: “رأت فتاتان صغيرتان أختيهما تغرقان لكنهما لم تتمكنا من المساعدة، ثم عدن إلى القرية للحصول على المساعدة”.
وقال مختار صالح عمر، جار العائلة: “ذهبن للرعي وانزلقت إحداهما إلى البركة وقفزت أختها لإنقاذها، لكن كلتاهما لم يعاودن الظهور، فقفزت الفتيات الأخريات في البركة في محاولة لإنقاذ الأختين”. وأضاف: “كانت المشكلة أن جميع الفتيات لا يجدن السباحة”.
وقال مسؤول الصحة الذي حضر جنازة الفتيات يوم الجمعة: “لم يكن هناك أحد للمساعدة باستثناء فتاتين صغيرتين تبكيان وتصرخان طلبا للمساعدة”. وأشار المسؤول إلى أن فريق الإسعاف الذي تم إرساله لانتشال الجثث لم يتمكن من الوصول إلى البركة لأن الطريق عبر التضاريس الجبلية كان سيئا للغاية.
قصص أخرى
في أوقات شحة مياه الشرب وصعوبة الحصول عليها في اليمن، كما في مواسم هطول الأمطار، تقع فتيات كًثر ضحايا جلب المياه لأسرهن بالوقوع في آبار عميقة أو برك مهجورة.. قبل حوالي شهر ونصف سقطت فتاتان بمحافظة الضالع في بئر عميقة ولم يتمكن أحد منانقاذهما.. حيث كانت الفتاتان تجلبان الماء لأسرتيهما.. ولم تعد سوى فاجعة غرقها..
غرق الفتيات في المناطق الريفية باليمن، وهن يجلبن الماء أو يرعين الماشية لأسرهن لا يتوقف.. توقفوا عن إرسال الفتيات لجلب الماء ورعي الماشية.. دعوا الذكور يتولون هذه المهمة.