سيول الأمطار .. والنهضة الزراعية المنشودة

عبدالفتاح علي البنوس

 

تتجه القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي والقيادة السياسية ممثلة بالرئيس مهدي محمد المشاط، نحو الاهتمام بالنشاط الزراعي من خلال إحداث نهضة زراعية شاملة على طريق الاكتفاء الذاتي لنصل إلى أن نأكل مما نزرع لتعود السعيدة إلى سابق عهدها جنة الله على الأرض ، جنة خضراء تخرج خيراتها من مختلف الحبوب والخضروات والفواكة والمحاصيل النقدية ، لتأخذ موقعها الطبيعي ، وتستعيد دورها الريادي في المنطقة .
ومن أجل الوصول إلى هذا المستوى بدأت الدولة بمختلف مؤسساتها ودوائرها المختصة بالاتجاه نحو تشجيع الإنتاج الزراعي من خلال استصلاح الأراضي ( الصلب ) وزراعتها بمختلف أنواع المحاصيل الزراعية ترجمة لتوجيهات القيادة ومضامين الرؤية الوطنية لبناء الدولة المدنية الحديثة ، وهناك خطوات ملموسة بدأنا نلمس ثمارها ونحصد فائدتها ، وإذا ما تكاتفت الجهود الرسمية والمجتمعية في هذا الجانب فإن الحصيلة ستكون في غاية الجمال والروعة ولن نكون حينها في حاجة لكي نستورد من الخارج ، بل على العكس من ذلك تماما سنتحول إلى مصدرين للفائض عن الاستهلاك المحلي من الإنتاج الزراعي، وهو ما سينعش الاقتصاد الوطني من خلال رفده بالعملة الأجنبية .
ومن الطبيعي أن تتطلب النهضة الزراعية توفير الإمكانيات اللازمة لذلك وفي مقدمتها المياه ، صحيح هناك أعداد كبيرة من الآبار الزراعية على امتداد الوطن الحبيب ، منها ما يعمل بالديزل ومنها ما يعمل بالمنظومات الشمسية ولكنها غير كافية لتحقيق النهضة الزراعية المنشودة ، ولكون البلاد تعتمد في نشاطها الزراعي بنسبة كبيرة على مياه الأمطار الموسمية فإن الأمر يتطلب التدخل المباشر من قبل الدولة للتوسع في بناء وتشييد السدود والحواجز والكرفانات المائية التي تتكفل بحجز كميات مياه وسيول الأمطار المتساقطة والمتدفقة على مختلف المناطق اليمنية وخصوصا تلك المتدفقة من أعالي الجبال والتي تذهب هدرا ولا يستفاد منها على الوجه المطلوب .
في العاصمة صنعاء- على سبيل المثال- تتدفق السيول الجارفة بكميات هائلة نحو سايلتها التي تمثل المنقذ لسكانها من الغرق ، كميات كبيرة كفيلة بإحداث نهضة زراعية متميزة في مناطق طوق صنعاء من الجهة الشمالية الغربية والشرقية على أقل تقدير ، لو أن الدولة قامت بعمل سد مائي عملاق في نهاية مصبات السايلة يستوعب كل تلكم الكميات الهائلة من المياه المتدفقة عليها ، وقاع جهران كذلك، ما يزال ذلكم القاع الخصيب الذي يمثل سلة غذاء لليمن المهددة أراضيه الزراعية بالزحف المعماري وزراعة القات يفتقر إلى مشاريع السدود التي تستوعب سيول الأمطار المتدفقة من أعالي الجبال المحيطة به والتي دائماً ما تتسبب خلال موسم الأمطار في إلحاق أضرار بالغة بمنازل وممتلكات المواطنين في حين يتطلب الأمر إنشاء سدين مائيين غرب وشمال مدينة معبر يستوعبان السيول ويسهمان في تغذية الحوض المائي لهذا القاع المهدد بالجفاف ، وقس على ذلك في بقية المناطق ، وسيلمس الوطن والمواطن ثمرتها وتصله خيراتها .
بالمختصر المفيد إن ..استغلال الثروة المائية المهدرة خلال موسم الأمطار خطوة هامة للوصول إلى نهضة زراعية تؤهلنا للاكتفاء الذاتي الذي يمثل اليوم خياراً إستراتيجياً لا تراجع عنه ، دول العالم تعمل جاهدة على تأمين احتياجاتها من المياه ، ونحن للأسف الشديد نهدر هذه الثروة ونعبث بها دونما استشعار لخطورة ذلك ، والحل يكمن بالتوسع في بناء وتشييد السدود والحواجز المائية للاستفادة من سيول الأمطار المهدرة ، وأتمنى أن تصب تدخلات المنظمات الخارجية ووزارة الزراعة والري وصندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي والمؤسسات والمنظمات التنموية الوطنية في جانب بناء وتشييد السدود، ولتكن البداية بسد (النصر المبين) في عاصمة العواصم صنعاء .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، ووالدينا ووالديكم ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا