الثورة نت../
وسط حضور دولي واسع وبمشاركة وفد رسمي من اليمن وفي مراسم تنصيب رسمية.. أدى الرئيس الإيراني الجديد، السيد إبراهيم رئيسي الذي يبلغ من العمر 60 عاما، اليمين الدستورية عصر اليوم الخميس كرئيساً جديداً لإيران أمام مجلس الشورى (البرلمان).
وكان وفد رسمي يمني برئاسة محمد عبدالسلام، ممثلا لرئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط قد وصل يوم أمس إلى طهران تلبية لدعوة رسمية لحضور مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس الإيراني.
وخلال استقبال الرئيس الإيراني لوفد الجمهورية اليمنية، قدم الوفد التهاني والتبريكات للرئيس الإيراني بانتخابه رئيسا للجمهورية الإسلامية ومباشرته مهامه رسميا واستعرض الطرفان تطورات المنطقة.
وأكد الرئيس الإيراني خلال اللقاء أن اليمن أصبحت مثالا للصمود والمقاومة بوجه الاستكبار العالمي والفخر للعالم الإسلامي والعربي.. مشيراً إلى أن الشعب اليمني هو الذي يجب أن يقرر مصير البلاد، ولا يحق لأحد من خارج اليمن أن يتخذ القرار.
وفي كلمته بعد أداء أداء اليمين الدستورية التي جرت عند الساعة الـ5 من عصر اليوم، أكد الرئيس الإيراني، أن بلاده ترفض الصمت إزاء الظلم والمجازر والاعتداء على حقوق الأبرياء والناس العزل.. قائلاً: “إننا نقف الى جانب المظلومين في كل مكان.. بما في ذلك أوروبا وأمريكا وإفريقيا واليمن وسوريا وفلسطين”.
وقال: إن الشعب الايراني بشبابه اختار أن يكون صوتا مدويا لمظالم هؤلاء المستضعفين.. مؤكدا أن إيران هي المدافع الحقيقي عن حقوق الإنسان.
وثمن رئيسي حضور جميع الضيوف والشخصيات المحلية والأجنبية في هذه المراسم، وأكد، أن حكومته القائمة على إدارة الشعب، ستكرس جل طاقاتها في سياق تعزيز العناصر المكونة للاقتدار الوطني وستسخر الدبلوماسية والتعامل القائم على اليقظة والذكاء مع العالم من أجل تحقيق مصالح الجمهورية الاسلامية الإيرانية.
وشدد على أن الحماسة التي سطرها الشعب الإيراني في يوم الانتخابات الرئاسية (19 يوليو 2021) لم تكن نهاية للمشاركة الشعبية في الحكومة وإنما انطلاقة لحضوره الفاعل فيها.
وتابع: لقد قدم الشعب الإيراني بهذا الانجاز العظيم، انموذجا للنظام القائم على السيادة الشعبية الدينية؛ وذلك رغم خصومة الاعداء التي بلغت ذروتها والحرب النفسية الواسعة والحظر الاقتصادي الجبان الذي يفرض على البلاد اليوم.
وقال: إن “سياسة الضغوط والحظر لم تثن الشعب الايراني عن مواصلة الجهود لاستيفاء حقوقه المشروعة، بما في ذلك حق التنمية”.. مرحباً بكافة المبادرات التي تساهم في إلغاء الحظر عن الشعب والبلاد.
وأوضح أن اقتدار إيران في المنطقة هو لصالح الأمن والسلام في المنطقة وتعزيز استقرار الدول الإقليمية، ومواجهة تهديدات القوى المتغطرسة والجائرة.
ودعا السيد رئيسي إلى تحكيم لغة الحوار بين الدول الإقليمية لمعالجة الأزمات الراهنة في المنطقة.. مؤكدا أن التدخلات الأجنبية لم تساعد في حل المشاكل بل هي المشكلة بعينها.
وختم الرئيس الإيراني الجديد قائلا: “إني أقدم يد الصداقة والأخوة إلى بلدان المنطقة كافة ولاسيما دول الجوار”.
وحول الطاقة النووية، قال الرئيس الإيراني: “إن نظام الجمهورية الاسلامية يحرم استخدام السلاح النووي بناء على فتوى قائد الثورة، وعليه فإن هذا النوع من السلاح لا مكانة له في الإستراتيجية الدفاعية للبلاد”.
وكان رئيسي قد ركز في خطابه الأول بعد تنصيبه الثلاثاء من قبل قائد الثورة السيد علي خامنئي، على أولوية الوضع الاقتصادي.. قائلا: “نسعى بالطبع إلى رفع الحظر الجائر، لكننا لن نربط ظروف حياة الأمة بإرادة الأجانب”، مضيفا “لا نرى أن الوضع الاقتصادي للشعب ملائم، بسبب عدائية الأعداء وأيضا بسبب المشكلات والثغرات في داخل البلاد”.
هذا والتقى الرئيس الإيراني الجديد اليوم عددا من الشخصيات العربية البارزة المشاركة في مراسيم أداء اليمين الدستورية.. حيث التقى مع الرئيس العراقي برهم صالح، اليوم، وجرى بحث الملفات المشتركة بين البلدين.. مشيداً بـ”الجهود الكبيرة التي يبذلها العراق من أجل إرساء الاستقرار والأمن في دول المنطقة”.
وتم التأكيد خلال اللقاء على ضرورة تنميتها في مختلف المجالات، وتفعيل التفاهمات والاتفاقات المبرمة بين الجانبين في القطاعات الاقتصادية وتعزيز التبادل التجاري، كما تم بحث تطورات الأوضاع في المنطقة.
وأشاد الرئيس العراقي بدور إيران الداعم للعراق في محاربة تنظيم (داعش) الإرهابي ومخططاته في زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وأن العراق يدعم بقوة استقرار المنطقة وإنهاء التوترات.
وأكّد “حاجة المنطقة إلى التفاهمات وتنسيق الجهود والركون الى المشتركات عبر حوارات بنّاءة لتثبيت دعائم الاستقرار الإقليمي ومواجهة العديد من التحديات التي تتقاسمها دول المنطقة في مواجهة الإرهاب والأزمات الصحية المتمثلة في جائحة كورونا، ومخاطر التغير المناخي وحماية البيئة”.. مشددا على أن “العراق الآمن والمستقر ذا السيادة هو عنصر أساسي للأمن والاستقرار الإقليمي وعامل للترابط الاقتصادي”.
كما التقى الرئيس الإيراني برئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن، ونوه بالعلاقات الودّية والبناءة التي جمعت بين إيران والجزائر بعد انتصار الثورة الاسلامية.. مؤكدا أن حكومته وضعت أولويات سياستها الخارجية على أسس توسيع العلاقات مع دول الجوار والبلدان الاسلامية.
وأضاف: إن إرادة الجمهورية الاسلامية الايرانية متمثلة في النهوض بمستوى العلاقات مع دولة الجزائر.. مبينا أن تعزيز العلاقات الثنائية ينبغي أن يشكل أرضية لرفع التعاون بين البلدين على الصعيد الدولي أيضا.
من جهته أثنى بن عبد الرحمن على تعاطف الرئيس الإيراني الجديد مع الشعب الجزائري، ولفت إلى أن التحدي في الجزائر اليوم هو التفوق على المشاكل الاقتصادية وبذل الجهود الهادفة الى توسيع العلاقات الاقتصادية مع سائر البلدان، هو أساس رغبة المسؤولين الجزائريين في تنمية الاواصر مع الجمهورية الإيرانية.
وكان رئيسي قد التقى أمس الأربعاء بعدد من الوفود التي أتت للمشاركة في حفل أداء القسم الرئاسي ومنهم: وزير خارجية سلطنة عمان ورئيس برلمان سوريا، والوفد اليمني.. وغيرهم.
ويشارك في هذه المراسم أيضاً شخصيات من الوفود العربية، منهم نائب الأمين العام لحزب الله في لبنان الشيخ نعيم، ورئيسُ البرلمان السوري حمودة صباغ، وإسماعيل هنية على رأس وفد قيادي من حركة حماس.. وآخرون.
كما حضر إلى طهران الدبلوماسي الأوروبي إنريكي مورا الذي يتولى مهمة التسهيل في المفاوضات النووية في فيينا كممثلاً للاتحاد القاري.
ويتولى رئيسي منصبه اليوم، بينما تخوض إيران مع القوى الكبرى، وبمشاركة أمريكية غير مباشرة، مباحثات لإحياء الاتفاق النووي من خلال تسوية ترفع بها واشنطن عقوباتها في مقابل عودة إيران لالتزام تعهدات نووية تراجعت عنها بعد الانسحاب.
وبدأ رئيسي نشاطه في مقر الرئاسة اعتبارا من أمس الأربعاء، حيث ترأس اجتماعا لمسؤولين معنيين بمكافحة كوفيد-19، إضافة إلى اجتماع لوزراء في حكومة الرئيس المنتهية ولايته، وفق ما أفاد الموقع الإلكتروني للرئاسة الإيرانية.
وكان رئيسي قد فاز بالانتخابات الإيرانية الأخيرة في شهر يونيو الماضي، بعد أن حصل على قرابة 17 مليونا و926 ألفا من إجمالي أصوات الناخبين، وهو ما يمثل نسبة 62 في المائة من إجمالي الأصوات.
وسيكون الرئيس الإيراني الجديد، والرئيس السابق للسلطة القضائية، أمام ملفات خارجية عديدة في مطلع ولايته الممتدة 4 أعوام، أبرزها التوترات مع الغرب ومباحثات إحياء الاتفاق حول برنامج طهران النووي الذي انسحبت واشنطن أحاديا منه قبل ثلاثة أعوام.
الجدير ذكره أن السيد رئيسي فاز في انتخابات يونيو الماضي، خلفا لحسن روحاني الذي طبعت عهده (2013-2021) سياسة انفتاح نسبي على الغرب، كان أبرزها إبرام الاتفاق النووي عام 2015 في فيينا، ما أتاح رفع العديد من العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على إيران.