الثورة / يحيى الربيعي
شاركت “الثورة” في رحلة نظمتها مؤسسة بنيان التنموية بالتعاون مع صندوق تنمية المهارات من أجل إتاحة فرصة عملية لعدد 50 فارسا بحثيا تم تدريبهم وتأهيلهم على نفقة الصندوق في أكاديمية بنيان للتدريب والتأهيل خلال الفترة من 20 يونيو- 16 يوليو 2021م.
الوجهة كانت صوب مخلاف دايان الذي يتبع إداريا مديرية بني مطر محافظة صنعاء، ويقع في الجزء الشرقي الجنوبي للمديرية، يحده من الشمال سنحان وجزء من شهاب الأعلى، ومن الجنوب بلاد الروس، ومن الشرق سنحان وبني بهلول، ومن جهة الغرب بقلان.. عدد قراه (14) قرية، ويسكنه 2200 نسمة.. أما مخلاف بقلان فتحده من الشمال والغرب بني قيس، وجزء من شهاب الأعلى، ومن الشرق بلاد الروس ومخلاف دايان، ومن الجنوب وادي سهام وآنس، وعدد قراه (10) قرى، ويسكنه 5300 نسمة.
وهناك تعرف الجميع -عن طريق تطبيق العمل بمنهجية البحث السريع بالمشاركة PRA- على الخصائص المناخية للمخلافين حيث يعد المخلافان من المناطق النموذجية للزراعة لتتنوع تضاريس مخلاف دايان ما بين جبال ووديان ما جعله من المناطق الزراعية النموذجية، أما مخلاف بقلان فتقع قراه على امتداد واد فسيح، فكانت النتائج ما يلي:
الآبار والغيول
يوجد في مخلاف دايان العديد من الآبار والغيول والسدود والوديان منها (52) بئراً ارتوازية و(82) بئراً يدوية، الآبار اليدوية تستغل في سقي الحيوانات وري المناطق الزراعية القريبة، أما بالنسبة للآبار الارتوازية، فهي للشرب وري المحاصيل الزراعية وفي الغالب لري القات.. العشوائية هي الطريقة السائدة في حفر الآبار والسقي بالغمر، ما يهدد بنفاد المخزون المائي في المنطقة.
دايان عبارة عن ثمانية وديان تتنوع فيها الزراعة ما بين زراعة الحبوب والخضروات والفواكه والمحاصيل النقدية مثل (البن)، وفيها 7 غيول للشرب هي (غيل مفتلة-غيل أحمد سعيد-غيل الفوارة-غيل نمران-غيل العرة-غيل ضوران – غيل دايان) يستخدم بعضها للزراعة والشرب، وهناك سد المليكين، وسد غابر، ولكنهما خارج الخدمة.
أما في مخلاف بقلان، فهناك حوالي (36) بئراً ارتوازية، وأخريتان في اللحج بئر جر الحجار، لكنهما تحتاجان صيانة، كما تتواجد المياه في بئر شعب العواش لكنها مالحة لا تصلح للشرب ما يجعل الأهالي يعانون من أمراض الكلى بسبب عدم وجود مياه للشرب غير هذه البئر المالحة التي تعود الأهالي على الشرب منها، بالإضافة إلى (39) بئراً يدوية، وكما في مخلاف دايان الآبار اليدوية تستغل في سقي الحيوانات وري المناطق الزراعية القريبة، أما بالنسبة للآبار الارتوازية، فهي للشرب وري المحاصيل الزراعية.
التربة
التربة في مخلاف دايان بنية صالحة لجميع المحاصيل الزراعية وتتراوح كثافتها ما بين (٥٠) سم إلى (٤)م ولا تعاني من أي مشاكل.
أما التربة في مخلاف بقلان فهي أيضا صالحة لزراعة جميع المحاصيل الزراعية وتصل كثافتها إلى (100) سم في المناطق الجبلية وفي الوديان تصل إلى (3) م، ولكنها معرضة للانجراف بفعل السيول التي تسببت في دفن بعض المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى بعض المشاكل كالملوحة التي تظهر علاماتها في النبات حول الجذع تحت التراب حيث يظهر حول الجذع بياض وعفن ما يتسبب في يبس الشجرة.
الغطاء النباتي
تتواجد أشجار الطلح في مخلاف دايان بنسب كبيرة تليها أشجار الحويج والأثل بنسب قليلة، ويستغل الطلح لرعي الحيوانات والتحطيب، أما الأثل والحويح فيتم استغلالهما في التحطيب فقط، وهناك غطاء نباتي ينتشر على امتداد الطريق وفي الجبال والأودية يمكن استغلاله في تربية النحل.
أما مخلاف بقلان، فتكسوه أشجار (الطلح-والحويج-السدر-السمر) وتحتل أشجار الطلح ما يقارب 40 % من الغطاء النباتي، ويتم استغلال الطلح، والسدر، والسمر لرعي الحيوانات والتحطيب وكذلك في تربية النحل، أما الحويج فيتسغل في التحطيب فقط.
المراعي
تتوفر مناطق للرعي في مخلاف دايان وبقلان بكثرة من أعشاب وحشيش وقريعة وذبرة، والمراعي في الجبال هي الأكثر انتشارا، وأغلبها عامة، والقليل منها مملوكة.
التركيبة الاجتماعية
التركيبة الاجتماعية التي يتكون منها مخلاف دايان في مجملها قبلية متعاونة، وتحتاج إلى المزيد من الاهتمام في مجالي التأهيل والتدريب على طرق وكيفية تفعيل المشاركة المجتمعية، واستنهاض القدرات والإمكانات الذاتية في تحسين مستويات المعيشة من خلال العمل على مضاعفة نشاط الجمعية التعاونية الزراعية التي تعاني من تأخر في عجلة السير نحو تحقيق أهداف ابنا المجتمع نتيجة قلة الوعي بأهميتها، إذ لا يتجاوز عدد المشتركين فيها 20 مساهما.
أما في مخلاف بقلان، فلا تزال الجمعية طور الإنشاء، ما يعني وجود حاجة ماسة لتفعيل دور فرسان التنمية واللجان الزراعية لرفع مستوى الوعي بأهمية المسارعة في تشكيل الجمعية والبدء في ممارسة أنشطتها لخدمة مزارعي المنطقة.
الإنتاج النباتي
الحبوب: تزرع في مخلافي دايان وبقلان الذرة البيضاء والحمراء والشعير والقمح والشام(الرومي) وتتم حراثة الأرض على شكل أتلام بواسطة الحمير والأثوار، لأنها تحرث بشكل مناسب وبكلفة أقل من الحراثة الآلية، ويستخدم الذبل البلدي كسماد يتم إخراجه من حظائر الحيوانات ويتم تخميره وخلطه بالرماد لمدة لا تقل عن شهر ومن ثم تتم إضافته إلى الأراضي الزراعية، كما تزرع محاصيل الذرة لموسم واحد بسبب طول فترة نموها التي تصل إلى خمسة أشهر، أما محصولا (البر والشعير)، فيزرعان لموسمين لقصر فترة نموهما “ثلاثة أشهر”، وعند حصاد المحصول يتم تجفيفه وتخزينه في براميل، معظم المحاصيل تستغل في المنازل لتحقيق بعض من الاكتفاء الذاتي فيما يتم تسويق الفائض منها عبر سوق حزيز ويتراوح سعر القدح الواحد بين 5000 -٦٠٠٠ آلاف ريال.
تصاب محاصيل الحبوب بمرض “الدودي” الذي يصيب كلاً من الذرة والرومي بعد نموه وبعض المزارعين يقومون بمعالجته بواسطة المبيدات الحشرية لكن دون جدوى بسبب غياب الإرشاد الزراعي الذي يبين لهم أنواع المبيدات المناسبة للقضاء على هذه الحشرة.
البقوليات: تزرع العديد من البقوليات كـ (البلسن، العتر، الدجرة، والفاصوليا)، حيث تتم زراعة البلسن والعتر بالتزامن مع موسم زراعة القمح والشعير في موسمين، الأول من شهر ثلاثة إلى شهر ستة، والثاني من شهر سبعة إلى شهر عشرة – بحسب التقويم الهجري- أما زراعة الدجرة والفاصوليا فتتم بالتزامن مع زراعة الذرة من شهر خمسة إلى شهر عشرة.
الفواكه: تزرع العديد من الفواكه كـالبرقوق: وهي شجرة معمِّرة يتراوح ارتفاعها ما بين (٥-٧) م، متفرعة الأغصان ذات أوراق دائرية الشكل، تزهر في الصيف وتنضج في نهايته، تجنى وتباع في سوق حزيز، وأسواق أخرى ويبلغ سعر القدح عشرة آلاف ريال في حال كان سعر السوق مرتفعاً وفي حال كان منخفضاً يصل سعر القدح إلى ألفي ريال.
اللوز: شجرة معمِّرة يتراوح ارتفاعها ما بين (5 – 6) م وهي متفرعة وأوراقها رمحية، وبعد نضج المحصول يتم بيعه في سوق حزيز وأسواق أخرى ويباع الكيلو بـ(15000) ألف ريال.
وتصاب أشجار اللوز بالمن الأسود، والمن الأخضر، والتصمغ، وكذلك الفرسك، والبرقوق، والأجاص، وهذه الأشجار في مجملها تعطي حصاداً واحدا في العام.
أما النباتات الطبية والعطرية، فتتنوع كـ (الريحان، والشذاب، والصعتر، والعثرب، والورد) وجميعها تستخدم في المناسبات وبعض منها تستخدم كعلاج لبعض الأمراض.
الثروة الحيوانية
تربى الأبقار في منطقة الدراسة بواقع بقرتين للأسرة، وفي الغالب بقرة واحدة، وتنتج البقرة الواحدة في الخريف والصيف من 3-4 لترات، أما في موسم “الجحر” فلتر واحد على الأقل، وتصاب الأبقار بمرضي القصار؛ “العكاش”، الذي يسبب الحمى ونقص إدرار الحليب.
أما الأغنام، فتصاب بأمراض الطلب والصنافير والصراع التي تكثر في فصلي الخريف والصيف بسبب رعي الحيوانات الأعلاف وهي خضراء مبتلة بمياه الأمطار.
الوضع الخدمي
تعاني قرى المخلافين من ضعف شديد في مستوى الخدمات التعليمية، والصحية لقلة المدارس والمرافق الصحية، وندرة كوادر التدريس والأطباءـ أما الصرف الصحي فلا يزال بالطريقة التقليدية.