فريضة الحج … وصهاينة العرب

عبدالفتاح علي البنوس

مشاهد مؤلمة نقلتها لها عدسات التلفزة في سياق بثها المباشر لمناسك الحج ( الشكلية، الديكورية ) التي فرضتها عصابة آل سعود الحاكمة لبلاد نجد والحجاز ، والمتحكمة في إدارة شؤون الحرمين الشريفين ، تحت مزاعم كورونا ، في مؤامرة سعودية يهودية ، تستهدف الإسلام والمسلمين ، من خلال تعطيل الركن الخامس من أركان الإسلام ، وتحويله إلى مجرد طقوس تعبدية شكلية فارغة المضمون ، يؤديها الآلاف من السعوديين والمسلمين المقيمين على أراضيها من جنسيات مختلفة ، المرضي عنهم من قبل النظام السعودي .
مشاهد مبكية ومؤثرة جدا لما يقارب 60 ألف حاج بحسب الرواية السعودية أدوا مناسك الحج لهذا العام ، في أجواء لم يعتادوا عليها ولم نشاهدها إلا في عهد المتصهين سلمان بن عبدالعزيز ونجله المهفوف محمد بن سلمان ، لا وجود لتلكم الروحانية والرهبة التي كانت طاغية على حجاج بيت الله الحرام وهم يؤدون الشعائر المقدسة ، المشاعر بدت خالية من الحجيج ، ولم يعد الكثير منهم وخصوصا السيدات يلتزمن بالإحرام الشرعي وضوابطه ، ولولا ارتباط الحج بعيد الأضحى لما شعرنا بأن ما يقوم به هؤلاء يعتبر أداء لفريضة الحج التي أمر بها الله عز وجل .
لقد جاء الأمر الإلهي لدعوة الناس للحج في كل عام في سياق الآيات القرآنية (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ) والأمر هنا واضح جدا ( وأذن للناس ) ولم يقل ( لبعض الناس ) فالأمر يشمل الجميع ، فلا قيود على الحج مطلقا ، فكل مسلم ينوي أداء فريضة الحج لا ينبغي لآل سعود صده عن ذلك ، في السابق كانوا يتذرعون بالازدحام وزيادة أعداد الراغبين في الحج عن الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة ، فذهبوا لتحديد نسبة لكل دولة بحسب تعداد سكانها ، فيصل عددهم إلى ثلاثة ملايين حاج ، وكانوا يؤدون مناسكهم بصورة طبيعية ، قبل أن يعلن قرن الشيطان يهودته العلنية بإعلانه غير المباشر الحرب على الحج بذريعة كورونا .
يمتلكون كافة الإمكانيات التي تمكنهم من تسيير أمور الحج ومتطلبات الحجاج بيسر وسهولة وبالأعداد السابقة دون أي خطر أو ضرر عليهم ، تماما كما يفعلون مع حفلات الرقص ومهرجانات الترفيه التي تقام في بلاد الحرمين الشريفين والتي تحتضن مئات الآلاف من الجنسين ، ولكن المخطط يتطلب منهم إفراغ الحج من محتواه ، وعدم تمكين الحجاج من الحصول على المنافع التي خصصها الله لهم ، واستهداف الحج باعتباره القاسم المشترك الذي يوحد المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة .
يرعبهم وترتعد فرائصهم من المشهد الإيماني المليوني لجموع الحجيج وهم يقفون على صعيد عرفة ، بلباس واحد وهتاف واحد ، يكبرون الله ورسوله ، لذلك عملوا على تعطيل الحج من خلال الحرب البيولوجية تحت يافطة ( كورونا ) والتي يبدو أن تعطيل الحج كان أحد أهدافها الخبيثة ، لا يريدون أي رابط يجمع المسلمين ويوحدهم ، يسعون لتفكيكهم وإشعال الصراعات والفتن في أوساطهم ، اختلقوا لهم التنظيمات التكفيرية والجماعات الإجرامية المتدثرة بعباءة الإسلام زورا وبهتانا ، وعملوا على إذكاء الخلافات المذهبية والطائفية عبر بوابة الوهابية السعودية والأموال الخليجية التي تحولت إلى نقمة على الإسلام والمسلمين .
بالمختصر المفيد، منع الحج من قبل صهاينة العرب آل سعود جريمة كبرى لا يجوز السكوت عنها ، وآن الأوان لتجريد هذه العصابة من الوصاية على الحج والمقدسات الإسلامية في بلاد الحرمين الشريفين ، فلم يعد فيهم أي خير ، لقد تمادوا في غيهم وغطرستهم وحربهم على الإسلام والمسلمين ، يجب أن يخرج العالم الإسلامي عن صمته تجاه ما يقوم به آل سعود من تعطيل واستهداف لركن من أركان الإسلام ، لم يعد آل سعود يمتلكون الأهلية لإدارة شؤون الحرمين الشريفين ، ولم يعد الوضع قابلا للسكوت والصمت ، أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ، وجور آل سعود قد تعدى الحدود ، وتجاوز كل المحاذير ، وبات السكوت عليهم معصية لله ورسوله وخيانة عظمى للإسلام والمسلمين ، وخدمة لأعدائهما من الأمريكان والصهاينة وأذنابهم .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا