قبل حوالي سنتين ونصف تقريبا وعلى هذه الصفحة كتبت عن الكابتن حسين مسعد الكميم الذي كان يحتاج إلى مفصل صناعي وظل يتنقل بملفه الذي كان يحوي تقارير طبية عن حالته بين وزارة الشباب والرياضة والصندوق ورابطة الرياضيين القدامى وأمانة العاصمة والمستشفيات عل وعسى يجد من يساعده ويدفع له تكاليف العلاج، وكلهم فشلوا في المهمة رغم أنها من صميم أعمالهم، وبالأمس وجدته فبدأ يسرد حكايته الجديدة، فقد وجد شخصاً خارج منظومة العمل الرياضي ساعده وتكفل بتكاليف العلاج كاملة وتحسنت حالته كثيرا بفضل الله سبحانه و تعالى وبفضل تفاعل رجل الأعمال أحمد عبد الودود الذي لم يبخل عليه ولم ينس له أنه كان مدربه في يوم من الأيام عندما كان لاعبا يمارس كرة القدم..
وبعد أن تركت الكابتن حسين مسعد التقيت بالكابتن فؤاد جباري والزميل الإعلامي المصور المبدع خالد الثور، وكانت فرصة للحديث عن موضوع الرياضيين القدامى وأحوالهم وبدأنا نستعيد حكايات كثير من نجوم الرياضة اليمنية الذين كانت لهم بصمات لا تنسى لكن كلا منهم صار الآن يبحث عن بيت يؤيه هم وبالكاد يستطيعون تامين الغذاء والكساء والدواء لهم هم وأسرهم بينما الرياضي في الكثير من البلدان حينما يعتزل فإنه يتجه إما إلى مجال الرياضة كمدرب أو إداري أو فني أو أنه يكون قد أسس لنفسه مشروعاً تجارياً، أما في بعض الدول ومنها اليمن يجد الرياضي نفسه عقب اعتزاله غالباً في الشارع دون أي عمل وهذا حال الكثير من الرياضيين اليمنيين الذين نجدهم في خانة التهميش والحرمان ونراهم غالباً في أروقة الوزارة والاتحادات يتابعون مسؤوليها لعل وعسى يجدون التفاتة بمساعدة مالية ربما لا يجدونها والبعض منهم لم يجد سوى الشارع والتسول عله يحظى بما يسد رمقه هو وأسرته..
بالطبع فقد اتفقنا خلال الحديث على أن معاناة الكابتن حسين مسعد الكميم ليست حالة فريدة فمعظم الرياضيين القدامى تتكرر حكاياتهم ومعاناتهم وتتشابه، فالكثير من الرياضيين في بلادنا عندما يعتزلون يجدون أنفسهم في الشارع دون أي عمل والبعض منهم لايجد قوت يومه والبعض يموت دون أن يجد قيمة العلاج وهناك قصص ومآس كثيرة جدا شهدناها للكثير منهم وسنظل نشهد المزيد من هذه الحالات فقد تحولت المشكلة إلى ظاهرة يفترض أن نقف عندها ونعمل على إيجاد حلول ومعالجات لها، وقد تحدثنا كثيراً ومازلنا وربما سنظل نتحدث عن ضرورة إيجاد آلية مستمرة لرعاية الرياضيين القدامى بعد اعتزالهم ولتكون هذه الألية ملاذاً آمناً لهم تحميهم من غدر الزمان وعثراته وعلى اعتبار أن الرياضي في اليمن مظلوم منذ البداية وحتى النهاية ولا يجد من يرعاه حتى حينما يكون في أوج تألقه، فنحن نرى الكثير من الرياضيين اليمنيين المبدعين يعانون ويقاسون الأمرين وبعضهم يضطر للبحث عن أي عمل يقتات منه كما حصل للكثيرين من رياضيينا الذين تمتلئ بقصصهم الصحف والقنوات التلفزيونية..
في ختام الحديث اتفقنا على عدة نقاط منها ما يتعلق بالأندية من خلال إنشاء دائرة خاصة مسؤولة عن الجانب الاجتماعي ومتابعة كل ما يتعلق بأعضائها خاصة الرياضيين الذين يمثلون النادي في مختلف الألعاب الرياضية سواء كانوا من اللاعبين الحاليين أو الذين اعتزلوا، كما أن على الاتحادات الرياضية الالتفات إلى نجوم المنتخبات الوطنية القدامى والبقاء على تواصل معهم بشكل مستمر ورعايتهم وتقديم كل ما يحتاجونه من مساعدات والاهتمام بهم، أما ما يتعلق بوزارة الشباب والرياضة فعليها إصدار قانون لرعاية الرياضيين القدامى يتم تمويل احتياجاته ومخصصاته من صندوق رعاية النشء والشباب ومن الأندية والاتحادات وتبرعات القطاع الخاص، كما اقترح الزميلان فؤاد جباري وخالد الثور أن يتم تنظيم برامج مستمرة تتضمن دورات تدريبية للرياضيين الذين اعتزلوا الرياضة لإعادتهم إلى العمل الرياضي كإداريين ومدربين وحكام وخبراء ليخدموا الرياضة حيث أنهم ربما يكونون الأقدر على تطوير الرياضة بحكم أنهم مارسوها ويعرفون حاجة الرياضي ..
ونأمل أن تصل رسالتنا إلى من يهمه الأمر في الأندية والاتحادات والوزارة ونعمل جميعا على إنصاف الرياضيين القدامى والجدد .. ولا ننسى تقديم الشكر مرة أخرى لرجل الأعمال أحمد عبد الودود على مبادرته في علاج الكابتن حسين مسعد الكميم. . وعيد مبارك وكل عام وانتم بالف خير.
Prev Post
Next Post