تلك هي “أمريكا” مهما حاولت أن تتقمص بالإنسانية وتقدم نفسها داعية وراعية للسلام وتتدخل كوسيط لحل الخلافات والنزاعات وفض الحروب بين الدول أو الخلافات والصراعات داخل الدولة الواحدة حرصاً منها على سلامة الشعوب واستقرار الدول، ومهما وظفت هالتها الإعلامية وأدواتها لترويج هذا الدور الإنساني المضلل لوعي الشعوب، وإن استطاعت كعادتها تجميل صورتها أمام معظم الشعوب في المنطقة والعالم، فسرعان ما ينكشف زيفها وتظهر حقيقتها الإجرامية أنها أم الإرهاب وصانعته والراعية له، وأنها من تستهدف الشعوب لإخضاعهم لتستأثر بالثروات والمقدرات لإشباع رغباتها وتحقيق أطماعها.
فتصدر “أمريكا” إطلاق المبادرات لوقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب اليمني الذي ارتكبت بحقه أبشع الجرائم وأفضعها، وما يعيش من حالة مأساوية ونقص في الغذاء والدواء جراء الحصار، إضافة إلى ما أبدت “أمريكا” من مواقف إنسانية حرصاً منها على إحلال السلام وكأنها بذلك حمامة سلام !!
تصدرها ذلك جعل الكثير من الشعوب الإنسانية تتطلع إلى الدور الأمريكي المفعم بالإنسانية، وتتطلع لإنسانية “أمريكا” وحجم المساعدات الإنسانية التي ستقدمها للشعب اليمني لرفع معاناته وتوفير الكثير من احتياجاته من الغذاء والدواء، وأن إنسانية “أمريكا” كفيلة بأن تملأ صوامع الغلال في اليمن بالغذاء وتملأ المخازن بالأدوية لتغذي بها المستشفيات والصيدليات .
ولكن جاء الدعم الأمريكي بعكس كل ما اعتقدته الشعوب وما تطلعت إليه من إنسانية أمريكا !! فأمريكا لم تملأ صوامع اليمن بالغلال والغذاء وإنما ملأت صومعة اليمن في البيضاء ومدينة مارب بجماعات وتنظيمات داعش الإرهابية !! ليظهر لشعوب العالم أنهم وقعوا في شراك الخديعة والتضليل الأمريكي وإنسانيته الزائفة، فما كانت تلك الدعوات للسلام وإطلاق المبادرات الإنسانية إلا هرطقات أمريكية كاذبة لتمرير مخططاتها الاستكبارية وإخفاء حقيقتها الإرهابية، بأنها أم الإرهاب وصانعته ومصدرته للشعوب الإنسانية في دول العالم، وأن أمريكا هي من تقود تحالف العدوان ومرتزقته على اليمن، وهي من تحاصر الشعب اليمني، وهي التي قتلت وتقتل أطفال ونساء اليمن، ومن تعرقل كل الحلول وتفشل كل المبادرات الإنسانية والمساعي الدولية لوقف العدوان والحصار عن اليمن وشعبه.
فحقيقة أمريكا ودورها في العدوان على اليمن يدركها الشعب اليمني وشعوب محور المقاومة وكما يعرفون أساليبها ووسائل وطرق خداعها التضليلية التي تسعى من خلالها لتحقيق أهدافها الاسكتبارية العدوانية التي لا تعلمها ولا تدركها كثير من دول وشعوب العالم.
وهنا نقول لأمريكا وتحالفاتها الاستكبارية والقوى الدولية والمنظمات الحقوقية والإنسانية ولشعوب الدول الإنسانية قاطبة: إن أمريكا وإسرائيل وبريطانيا ومن تحالف معهم ومرتزقاتهم للعدوان على اليمن قد هزمت جحافلها ومعداتها العسكرية والحربية، وفشلت كل محاولاتها أمام صمود وثبات الشعب اليمني، ولم يعد باستطاعة أمريكا ودول تحالف العدوان النيل من الشعب اليمني وإخضاعه وتطويعه ليقبل بالتبعية لأمريكا وتحالفاتها الغربية وأذيالها العربية.
فلو استجلبت كل أدواتها وعناصرها الإرهابية إلى اليمن لن تحقق شيئاً من أهدافها العدوانية وسيكون مصير عناصر الإرهاب الأمريكي هو ذلك المصير الذي لاقته جحافل جيوش تحالف العدوان طيلة سبع سنوات من العدوان الذين تناثرت جثثهم في الجبال والشعاب والوديان والهضاب والصحارى والسهول اليمنية وكانوا هدفاً سهل المنال للجيش واللجان الشعبية الذين امتلأت قلوبهم بالإيمان وازادوا شوقاً لملاقاة أمريكا وقوى العدوان والاستكبار ليلحقوا بهم الهزائم الجسام ويدفنوا أمريكا وتحالفاتها وكل أدواتها الإرهابية في الأراضي اليمنية لتكون وتحالفها عبرة لمن يعتبر وليعلم المستكبرون أن اليمن كانت وما تزال وستبقى مقبرة الغزة والمستكبرين.