الحرب البيولوجية، ما هي الحرب البيولوجية؟ الحرب البيولوجية هي الاستغلال للجراثيم، والجراثيم: كائنات مخلوقة صغيرة جدًّا ضارة وفتاكة، وتختلف أنواعها، وأضرارها تتنوع، والفيروسات كذلك: كائنات دقيقة صغيرة جدًّا، لها أضرار معينة، تعمل بعض الدول، بعض القوى التي ليس عندها ضوابط أخلاقية وإنسانية وشرعية ودينية، وتحرص على أن تمتلك كل وسائل الإضرار بالآخرين مهما كانت بدون أي ضوابط ولا قيود، تعمل على استغلال هذه الجراثيم وهذه الفيروسات عن طريق معامل ومختبرات تهيئ فيها الظروف الملائمة لتكاثرها، يعني بحسب تعبيرنا المحلي مزارع، مثل ما هناك مزارع دجاج، مزارع أبقار، مزارع أغنام، مزارع جراثيم، مزارع فيروسات، يؤمنون في المختبرات والمعامل هذه الظروف الملائمة لتكاثر هذه الفيروسات وهذه الجراثيم. ثم هناك طرق لنقلها، ووسائل لنقلها ونشرها، وقد ينشرونها في مكان معين، أو منطقة معينة… لاستهداف إنسان معين في إيصالها إلى واقعه، إلى بيئته، إلى محيطه، إلى ملبسه، إلى مأكله، إلى مشربه… هذا هو التعريف لهذه المسألة.
تنتشر مثل هذه الفيروسات والجراثيم، وقد تنال الكثير من الناس، ويتضررون بالأضرار التي عادةً تحدث من تلك الجراثيم ومن تلك الفيروسات، فتحدث أوبئة معينة تنال من صحة الإنسان بحسب تنوعها، منها ما يضر بالجهاز التنفسي… أكثرها تضر بالجهاز التنفسي، وأكثرها أيضاً لها مضارات متنوعة معروفة عند ذوي الاختصاص.
وقد يسلط الله -سبحانه وتعالى- في حالةٍ معينة على البعض من الناس، على البعض من المجتمعات مثل هذه الفيروسات ومثل هذه الجراثيم، ولكننا نقول: الطريق الصحيح للوقاية من هذه المخاطر هي أولاً بالعودة إلى الله -سبحانه وتعالى-، والدعاء، والتضرع، والالتجاء إلى الله.
ثانياً بالتوبة العملية، العناية بأن نعود عملياً إلى الله، بالالتزام بمنهجه، بطاعته -سبحانه وتعالى-، بتطبيق توجيهاته وتعليماته، وتوجيهاته وتعليماته تأتي إلى تفاصيل هذه الحياة بما يحقق الوقاية من الكثير من الأوبئة، والكثير من الأمراض، والكثير من الأضرار، وتؤمِّن لنا السلامة إلى حدٍ كبير، والصحة إلى حدٍ كبير، والحياة الطيبة في كل مفاهيمها، وفي كل تطبيقاتها ومصاديقها إلى حدٍ كبير، ويدفع الله عنا برحمته الكثير والكثير، وهذه مسألة هامة.
أيضاً الحذر والوعي تجاه الوسائل التي يمكن أن تستخدم، هنا نأتي إلى ما يتعلق بالفيروس المستجد، المسمى بـ(كورونا)، هناك- كما قلنا- هذه الأمور المهمة: الالتجاء إلى الله، ، الدعاء، التضرع، وفي نفس الوقت الالتجاء العملي يتجه الناس عملياً للالتزام بتعليمات الله وتوجيهات الله -سبحانه وتعالى- في مسؤولياتهم الكبيرة، في قضاياهم الكبيرة والصغيرة، في أمور حياتهم التفصيلية، وإضافةً إلى ذلك أخذ الحيطة والحذر تجاه الكثير من الأشياء التي تساهم في انتشار هذا الفيروس: التخفيف من الازدحام في كثيرٍ من الأماكن، العناية بالإجراءات الصحية التي ترشد إليها الجهات المختصة، وبالذات ممن لهم احتكاك كبير بالناس، التعاون في مسألة ضبط عملية الدخول والخروج إلى البلد والتنقل، كل الإجراءات التي تركز عليها الجهات المختصة مما لها أهمية في مكافحة هذا الفيروس.
من نص المحاضرة الرمضانية التاسعة لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1441ھ
Next Post