من أين نبدأ؟، هل من البيضاء، من جيزان، من الجوف، من نجران، من عسير، من الدحيضة، من الربوعة، من صحن الجن، من حقول الشيبة، من بقيق، من راس تنورة، من بطولات مارب من ….إلخ…
من أين نبدأ ؟، من الداخل وما حل بهم حين فكروا في غزو مقبرتهم؟، أم من الحدود التي جعلناها حزاماً نارياً يحيط بهم؟، أم من عمقهم الذي اخترقناه من خيباتهم في السماء؟، أم من هزائمهم في الأرض؟، من فرار رجالهم في المواجهات؟، أم من قتل مرتزقتهم وتركهم في الشتات؟ من أسلحتهم المعطوبة ؟،أم من أسلحتهم المأخوذة غنائم ومردودة في صدورهم؟
ومن آياته أن خلق في أرض اليمن الميمون رجالا هاماتهم تناطح السحاب، أقدامهم رآساخة في أعماق الأرض التي خرجوا منها، رجالا نصروا الله ورسوله وتسموا بالأنصار، وهاهم الأنصار يؤدبون أعداء الله اليوم.
هذا هو واقع الحال الذي أصبح العالم كلـه وبلا استثناء يعرف أن هناك حربا عبثية ظالمة ناتجة عن وفرة المال تشن ضد شعب يتحمل كل شيء إلا أن تهان كرامته أو تدنس أرضه مِن أي محتل، شعب حضارته ضاربة في أعماق التاريخ، شعب وقف له العالم إكبارا وإجلالا؛ لأنه أصل الحضارة وصانع التاريخ، ومذل الغزاة.. وهاهي كتائب الأنصار تذيقهم ويلات قرارهم، وتقوم بتأديبهم، أما هزيمتهم فليس فيها ما يدعو إلى الفخر، فهم ليسوا للأنصار بأنداد.
ومن أين لمن لا يمتلكون ما يفخرون به غير النفط القدرة على أن يقفوا في مواجهة من بنوا قصر غمدان وسد مار؟،
وكيف لمن يحتمون بالقاعدة وداعش وبلاك ووتر وشذاذ الآفاق، أن يكونوا أندادا لمن أجدادهم سيف بن ذي يزن وتبع وحمير، وأشبالهم أبو فاضل طومر وأبو قاصف العكدة ومعوض السويدي وعبدالقوى الجبرى؟
ومن أين لمن لا يملكون تاريخا القدرة على أن يهزموا من بدأ بهم التاريخ حتى كان لهم في السماء نجم وفي البيت ركن؟
أما إذا كانت لنا التفاتة ونظرنا شزرا إلى دويلة الزجاج، فما عسى أن نقول وفي عداء الوضيع ما يضع، وهل لدار الحجر أن يقارن بالزجاج؟
وهل للرمال أن تنتصر على الأحجار؟وهل تجهل الشمس في قارعة النهار؟
كتائب الأنصار ستظل في وجه كل متغطرس قد أخذته العزة بالإثم ومن يجهلها سيعرفها من عربان وصهاينة وأمريكان وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج الأنصار إلى دليل.