جاءت الذكرى المهولة لمجزرة تنومة التي حدثت بحق الحجاج اليمنيين بيد أل سعود، النظام الدموي، لتحمل في طياتها الآلاف من الجرائم الوحشية التي ارتكبها ذاك النظام بحق شعب حمل في نفسه مبادى الدين الإسلامي الحنيف، وحمل في قلبه ثقافة قرآنية كريمة تأبى الخنوع للمستكبرين، وعلى مر التاريخ.
كان وما زال المشروع الإجرامي للأنظمة العميلة يستهدف الوجود الإنساني، كاستهداف ممنهج للثقافات الحرة والتي لا تدين بولائها إلا لله وحده، حيث وقد تعددت الجرائم بحق الإنسان وكلها تحت مبررات أمريكية واحدة، في سالف الزمان وحتى اللحظة، وما العدوان على اليمن إلا تكملة لما حدث من قبله من جرائم بحق اليمنيين سواء في جريمة استهداف الحجاج في تنومة، أو حرب صيف 94، أو الحروب الست على محافظة صعدة وما جاورها، كل ذلك من أجل إخماد فتيل الثورة المقدسة للإنسان اليمني، والذي احتوتها مواقفه منذ القدم.
فدماء الحجاج لم تجف بعد، وما زالت تكشف حقارة النظام السعودي الماكر إلى اللحظة، وليكن الفضل لما اكتسبه الشعب اليمني من وعي سياسي وثقافي جعل من حربه حربا على من اعتدى عليه، عكس ما كان يحدث سابقا في ظل حكم “صالح”، فلا احد قد ثأر لتلك الدماء والتي قيدها نظام آل سعود ضد قطاع الطرق !! ويأتي زمان عليهم تتكشف فيه حقيقتهم وهو زمن العدوان المعلن.
لن يتراجع الشعب اليمني عن حقه وثأره وكل ما جرى عليه بيد جارة السوء مملكة العهر والضلال، ولتكن ذكرى مجرزة تنومة وقفة تحفيزية للشعب اليمني بأن يواصل مشوار الجهاد والصمود ومواجهة الأعداء، وعلى العدو أن يعي جيدا أن تغييب الشخصيات لا يفني فكر ولا ثقافة، حيث وسنة الخلود كانت وما زالت حاضرة لثقافة الثورة والتضحية والنصر.. والعاقبة للمتقين.