المراكز الصيفية.. محطة تربوية مهمة لرفع مستوى وعي أبنائنا والاستفادة من الوقت

 

للمراكز الصيفية أهمية قصوى، الأمر الذي يتطلب تكثيف الاهتمام بها، وبالتالي كان للمرأة اليمنية دور بارز أظهرت من خلاله بصمتها القوية في التوعية والدفع بأبنائها إلى المراكز الصيفية.. إدارة الإعلام في اللجنة الوطنية للمرأة التقت كوكبة من مثقفات وإعلاميات اليمن للحديث عن أهمية المراكز الصيفية، والأنشطة التي يفترض أن ترافق المراكز الصيفية لجذب الأطفال إليها، ودور المرأة اليمنية في توعية المجتمع بأهمية المراكز الصيفية، وخطورة ترك الأطفال أمام شاشات التلفاز والتلفونات ومحلات الأنترنت، أو بصحبة رفقاء السوء.

الثورة/…

النت والتلفاز وسيلة سلبية للهدم وتفريغ عقول أبنائنا
بدايةً تحدثت الأستاذة غادة حيدر قائلة: للمرأة دور كبير وأساسي ومركزي في مسألة نشر الوعي والتحشيد للمراكز الصيفية وذلك لأنها عضو فعال ومقبول ومسموح به للقاء بالأمهات وزيارتهن في بيوتهن أو من خلال المجالس العصرية أو حتى حلقات تعليم القرآن في المساجد وتقوم حينها بتوعيتهن وإقناعهن بأسلوب الرحمة والشفقة والحرص الذي أودعه الله فيها من خوف ومحبة على هؤلاء الأبناء، فتكون بهذا مقنعة ومرغبة لهن لأنها قبل أن تكون ثقافية هي امرأة وأم كسائر الأمهات وتحمل نفس النزعة والقلق على مستقبل أطفالها كما يحملن، فهنا يأتي التوجيه لهنّ وإقناعهن بالدفع بأبنائهنّ إلى المراكز الصيفية ويمثل ذلك حلقة الاتصال والتواصل بين الأم وأبنائها فهي بكلمة واحدة منها سيستجيب أبناؤها وبدون أي مناقشة أو تخوف لأن الأم هي مصدر الثقة والسمع والطاعة لأبنائها.
وأوضحت أن النت والتلفاز هما مصطلحان رغم تعدد الأسماء إلا أنها تصب في قالب واحد وهو ضياع الوقت وإنهاك العقول وتفريغها وحرفها عن مضامينها الفطرية التي فطر الله الناس عليها، فهي بدورها تشكل عائقاً كبيراً بالنسبة للأطفال، وتعد من أبرز المخاطر والسلبيات حيث أنها تفقدهم الثقة بالله والارتباط به، بل قد تؤدي إلى الابتعاد الكلي عن معرفة الله وتوجيهاته التي أنزلها في محكم كتابه، كما تؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس وتضعف شخصيتهم وذلك نتيجة لكثافة الأفكار الدخيلة والمغلوطة التي يتعرض لها الأطفال والتي لا تتوافق مع دينهم وعقيدتهم وسلوكيات المجتمع والبيئة التي نشأوا فيها وأيضا من أبرز مخاطرها أنها تجعل الطفل أو الشخص بشكل عام انطوائياً ويعاني من مشاكل نفسية وأسرية واجتماعية ودينية والتي بدورها ستشكل شخصية الطفل، وبالتالي سيصبح عليلاً ومعاقاً في المستقبل يضر نفسه ومن حوله فتصبح حياته محفوفة بالمشاكل والعثرات ..
ونوهت حيدر بأن هناك العديد والكثير من الأنشطة الهادفة والجذابة التي تجذب الأطفال للمراكز الصيفية كتطبيق الدروس الفقهية عملياً، وممارسة الرياضة الجماعية، كما يتم عرض فلاشات كرتونية لتعليم الأطفال الأخلاق الحسنة والتربية الإيمانية، وعند انتهاء العرض تطرح لهم أسئلة ويتم إعطاء جوائز تحفيزية لهم ، كما تعلمهم الرسم على الورق والزجاج, وعمل مجسمات تدور حول مواضيع الدروس وغيرها الكثير والكثير أيضاً، وممكن تعليم البنات والبنين من ذوي المستويات المتوسطة إضافة إلى ما تم إعداده في المنهج أن يخضعوا لدروس تقوية في مادتي الإنجليزي والكمبيوتر وبالنسبة للفتيات تدريبهن على شغل الحباكة والأشغال اليدوية والتطريز والصناعات الغذائية، ولا ننسى جانب الزراعة فهو يمثل رافداً معنوياً وتدريبياً ورياضياً وتوعوياً فهنا نلاحظ أننا نحتاج فقط لدراسة عمرية لطلاب المراكز الصيفية قبل تقديم وتنفيذ النشاط، فهذا يساعد ويسهل ويخدم ويفيد حتى تحقق الأنشطة أهدافها التي رفع مستوى الوعي وبالتالي لدى والخروج بنتيجة أفضل عما كان عليه في السابق قبل الالتحاق بالمراكز الصيفية، مما يشجع أولياء الأمور وهم يرون هذا الأثر والتغيير في سلوك أبنائهم والدفع بهم وتحفيز المجتمع على ذلك بكل قبول وطمأنينة في الأعوام القادمة.
وأضافت: إذا ما تم الاهتمام بالمراكز الصيفية فلا شك أن المستقبل سيكون عظيماً وزاهرا في ظل جيل واع ومتسلح يعرف ما له وما عليه وسيترك هذا أثره في الواقع، أتصور أن المستقبل سيكون عظيماً جدا ورائعاً جدا تكتنفه النجاحات والانتصارات في مختلف الأصعدة والمسارات (في مجال البناء والحضارة والتطور والعمران والاكتفاء الذاتي والمجال الزراعي ومجالات الصناعات الغذائية والدوائية والصناعات العسكرية) كل هذا لن يتحقق إلا بفضل الله وتأييده سبحانه وتعالى وكذلك على أيادي جيل يمتلك الوعي والبصيرة وحب الوطن الذي استقاه منذ الصغر من خلال تعلمه وملازمته للقرآن الكريم ودروس معرفة الله وممارستها في الواقع قولاً وعملاً.
المراكز الصيفية فرصة ذهبية لتنمية عقول أبنائنا
وفي سياق متصل تحدثت الكاتبة عفاف محمد قائلة: كانت المرأة اليمنية شريكة في تعزيز الصمود تجاه ما مرت به البلاد من تبعات الحرب الظالمة وكان دورها لا يقل أهمية لا تقل عن دور رجال الله الأشاوس في جبهات الكرامة، حيث وهي الأم والزوجة التي دفعت بهذا المجاهد الذي انطلق في سبيل الله وكله عزم وثبات وإيمان وكذلك دورها في التوعية بأهمية الالتحاق بالمراكز الصيفية هو أمر لا بد منه بل أصبح واقعاً لا يمكن نكرانه حيث أن لها دوراً في الدفع بأولادها وبناتها إلى تلك المراكز وكذلك توعية جيرانها وأهلها ومعارفها بأهمية هذه المراكز، وأيضا المرأة تشارك في تعليم البنات في المراكز الصيفية لأنها مدركة أهمية توظيف الوقت بما يعود على هذا الجيل بالنفع وتزويده بالمعارف والعلوم التي أضحت فرصة ذهبية لتنمية عقول هذا الجيل وإكسابه ثقافات صحيحة وفكراً نيراً .
وأشارت إلى خطورة ترك الطفل عرضة للثقافة المكتسبة من الشارع أو التلفاز أو غيره من التكنولوجيا الحديثة التي توثر على سلوكه، وبالتالي يصبح فرداً منفصلاً عن المجتمع لا يتفاعل مع قضاياه ولا يساهم في تنمية بلاده بل على العكس يشكل عائقاً كبيراً في سير عجلة التنمية، ويشكل خطورة عليها، حيث يبقى عضواً غير فعال لا تربطه بالمجتمع أي صلة لأنه قد تنصل عن القيم والمبادئ وأضحى مجرد جسد مفرغ إلا من ثقافة سطحية وقد يكتسب نزعات عدوانية من خلال ألعاب البلاستيشن والأكشن والأخلاق السيئة، فينحرف عن قيمه الدينية والمجتمعية.
وختمت حديثها قائلة: بالإمكان عمل المسابقات والرحلات الترفيهية واستقطاب المواهب وتنميتها وتشجيعها على الانضمام للمراكز الصيفية وتربية جيل أهدافه واضحة تخدم دينه وأمته وتحصن مجتمعه من الآفات وتقيه شرور المعتدين والمحتلين، وبتالي سينمو جيل بناء، جيل معطاء، جيل مهذب بأخلاق القرآن، جيل يعشق الجهاد في سبيل الله بكل السبل، سيستقيم بأمته ويحمي مقدساته ويعي خطورة عدوه ويعرف كيف يواجهه.
المراكز الصيفية وقاية من الحرب الناعمة
من جانبها تحدثت الكاتبة والناشطة فاطمة البرقي قائلة:
المرأة هي جزء مهم في بناء المجتمع فهي الأم والأخت والبنت، وأن تودي رسالة قرآنية ثقافية وإبداعية فهذا يعتبر انتصاراً لها ولأطفالها ومجتمعها، وهي أيضاً رسالة قوية للعدو بأننا قادرون على أن نُربي جيلاً قوياً بأخلاقه وبتفكيره وبقدراته الذهنية والنفسية والإبداعية لا يخشى سوى الله عز وجل.
وتابعت حديثها قائلة: إن المراكز الصيفية هي بِمثابة بيت كبير يحتوي الأطفال والمراهقين يقيهم من الهجمات النفسية والحرب الناعمة التي تلحق بهم أضرارا بالغة نفسياً ومعنوياً باتباعهم رفقاء السوء ومتابعة ما يقوم به العدو من صناعة للأفلام والمسلسلات والألعاب الإلكترونية الماجنة التي تؤثر على أخلاقهم وتتعارض معَ دينهم ، وبما أن هناك الكثير من الفتيات والفتيان الذين يتخذون العطلة الصيفية لدراسة اللغة الإنجليزية، فنحن نتمنى أن تكون هناك في الأعوام القادمة فصول لتعليم اللغة والحاسوب والخط العربي والخياطة والرسم وأن تكون هناك معلمات مختصات بالزراعة والرياضة، بحيث يُحبب للطالب ذلك وحينها سيكون مستقبل اليمن الحبيب بين أيدي وعقول قوية بقوة القرآن الكريم مُحصصاً من الحرب الناعمة وذات قدرات ذهنية وإبداعية قوية يصعب على العدو أخترقها.
متى ما صلحت المرة صلح المجتمع
وفي نفس السياق تحدثت الكاتبة نوال عبدالله قائلة: المرأة هي نصف المجتمع ولها دور أساسي، فمتى ما صلحت المرأة صلح أفراد الأسرة فإن أحسنت تربية أبنائها وكرست وقتها للعناية بأطفالها تنشئهم تنشئة صحية وسليمة ، كما يعد دور المرأة مهماً في التوعية والتشجيع على التحاق بالمراكز الصيفية وذلك بعدة وسائل ،حيث يمكنها القيام بذلك من خلال في المجالس التي تحضرها عدة نساء أو في الأعراس بما من شأنه توعية النساء وتذكير الآباء بأهمية المراكز الصيفة وما تحمله المراكز الصيفية من جرعة تجرف كل الثقافات المترسبة والمغلوطة .
وقالت: إن ترك الأطفال أمام شاشات التلفاز والتلفونات ومحلات الإنترنت، وبصحبة رفقاء السوء يشكل خطراً كبيراً، فهي تحمل وباء يدمر الجسد ويهدم العقل عن التفكير ويحطمه ويمحو المشاعر، فخطورة الأجهزة الإلكترونية أنها تصيب بحروق بالغة تعد من الدرجة الأولى إذ تعد الأجهزة الإلكترونية ضمن قائمة الحرب الناعمة وخطيرة جداً لأنها إنتاج أمريكي بحت وأحد أسباب الخمول والكسل الذي يعيق الجسم ويميت العقل وتحفز على العنف إنها رفقاء السوء، نشير بأصابع البنان إلى الآباء والأمهات لمراقبة أبنائهم.
واختتمت حديثها بقولها: الأنشطة التي ترافق المراكز الصيفية كثيرة ومفيدة مثل طرح الأسئلة البسيطة لتنشيط الذاكرة بالتفكير تدريجياً، ولعبة الجري وشد الحبل وفي مجال الزراعة وذلك بالتشجيع على غرس شُجيرات لتزيين الشوارع وأحواش المنازل، وإقامة مسابقات بين عدة مدارس وخلق روح التنافس على أمل إيجاد جيل يمتلك الوعي والبصيرة، جيل يمتلك كل المبادئ والقيم، جيل متسلح بثقافة القرآن يحمل ما ينير طريقه بوعي الإيمان وبصيرة القرآن، وحينها لن يحمل أجيالنا في أفئدتهم إلا المعاني السامية للأرض والوطن.
*اللجنة الوطنية للمرأة

قد يعجبك ايضا