منها “خلاص” ومختلف أطياف المعارضة للنظام السعودي استعداد واسع للمشاركة الشعبية في احتجاج يوم عرفة

 

الثورة  / متابعات

كهبّة شعبية متسارعة، يتداعى المعارضون للنظام السعودي من أجل السعي للمشاركة في احتجاج يوم عرفة الموافق يوم 19 يوليو 2021م، بغية المطالبة بإسقاط النظام الذي يعبث بحياة المواطنين وحياتهم وعاداتهم وشعائرهم، ومن أجل وضع حد لمخططات هدم هويّة المُجتمع.
احتجاج شعبي عام دعمته مختلف أطياف المعارضة لسلطة آل سعود وممارساتها في الداخل والخارج.
“حركة خلاص”، أكدت دعمها لاحتجاج يوم عرفة، انطلاقاً من أملها في نهوض الشعب واستمرار مطالبه المشروعة والمحقة في مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وفي مداخلة خاصة مع “مرآة الجزيرة”، نبّه عضو الهيئة القيادية في “خلاص” الباحث السياسي الدكتور فؤاد إبراهيم، إلى أن “الحركة تنظر بإيجابية إزاء أي تحركات شعبية سلمية تلامس حاجات عموم شعبنا ومطالبه المشروعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية”، ورحّب الدكتور إبراهيم – عضو الهيئة القيادية في حركة “خلاص”- بأي تحركات شعبية سلمية تهدف إلى رفع الظلم ووقف مسلسل الانتهاكات وإزالة أسس الاستبداد بأشكاله كافة، وشدد على أن أي دعوة كهذه هي “موضع ترحيب وتأييد بالنسبة إلينا، بشرط أن تكون معبّرة عن تطلعات المكونات الشعبية كافة وبعيدة عن الاصطفافات المناطقية والفئوية والحزبية والطائفية”.
بدوره، المعارض للنظام السعودي الدكتور محمد المسعري أكد أنه يؤيد تحركات احتجاج يوم عرفة لما سيكون له من تأثير، معلنا تأييده للحراك الشعبي المنتظر يوم عرفة للمطالبة بإسقاط النظام واسترداد الحقوق المشروعة.
وفي بيان لها أيّدت “المبادرة الوطنية للتغيير”، الدعوة للاحتجاج يوم عرفة، من أجل إيقاف عبث النظام السعودي بالدين والاعتداء على شعائر الأمّة، وأكدت أن الاحتجاج يهدف إلى “إطلاق سراح كل المُعتقلين والمُعتقلات، والتصدي لترهيب النظام وقمعه للشعب الذي أوصل المجتمع للخوف من التعبير عن أرائهم في السياسات العامة، وأفقد الشعب الطُمأنينة والأمان”، وتهدف إلى “تمكين الشباب من حقهم في التوظيف، وتمكين البدون والمواليد من حقّهم في المُواطنة، وإلغاء الضرائب المُجحفة، وتحسين معيشة المواطنين، وإنهاء معاناة المواطنين من سياسة إيقاف الخدمات”.
كما تطالب بتمكين الفئات الضعيفة من عجزة و أمهات وحيدات، وأصحاب الاحتياجات الخاصة من حقهم في الحياة الكريمة، طارحة عدة وسائل للتعبير عن الاحتجاج بداية من مرحلة الحشد والتمهيد ليوم الاحتجاج، وصولاً إلى الاحتجاج الشّامل يوم عرفة، ونبهت إلى أن “مرحلة الحشد تشمل أعمالاً فردية وهي الأعمال التي تعبّر عن الاحتجاج ويقوم بها أفراد ومجموعات صغيرة مع الأخذ في الاعتبار الأمان الشخصي، واختيار المكان والتوقيت المُناسبين، كما يتم ذلك من خلال الدعوة والدعاية لاحتجاج يوم عرفة بكل الوسائل المُمكنة، واستخدام الملصقات والكتابة على الجُدران، وتوزيع المنشورات وشعارات الاحتجاج، وإلقاء البالونات في شوارع الأحياء والأماكن العامة، وابتكار وسائل باستخدام التقنيات الحديثة”.
المواطنون المعارضون للنظام السعودي، تحدثوا عن الأسباب التي دفعتهم لإطلاق المبادرة، ومنها أن آل سعود لم يتركوا – منذ احتلوا الأرض – حُرمة من الحُرُمات ولم يعتدوا عليها، وأذاقوا الشعب صنوف القهر والظلم والإهانة والعدوان، متهمين “آل سعود بأنهم تلاعبوا بالدين واعتدوا على مقدسات الإسلام وشعائره واعتقلوا النساء من غرف نومهن واعتقلوا العلماء والمُخلصين وأذاقوهم العذاب في المُعتقلات، وأفقروا الشعب وأذلوه ونهبوا ثرواته واغتصبوا ما هو حق للشعب واستأثروا به، كما قتلوا الرجال و النساء والأطفال وهدموا القرى والبيوت فوق رؤوس أهلها، وخذلوا الجنود وقتلوهم ولم يعيروا اهتماماً لمصيرهم وتجاهلوا مصير الأسرى”، ونتيجة لهذا الواقع المزري فإن تمكين الشعب من حقوقه لن يتم إلا بخلع النظام السعودي من الحكم.
وعبر منصة “تويتر”، يتفاعل النشطاء والمغردون والمعارضون وأصحاب الرأي مع وسم #احتجاج_يوم_عرفة، إذ أطلقت الدعوات للمشاركة في الاحتجاج الشعبي، للمطالبة بالإفراج الفوري عن معتقلي الرأي وردع السلطة عن قمع المجتمع وتمكينه من حقوقه السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية وعدم طمس هويته.
المعارضة علياء الحويطي اعتبرت أن بلاد الحرمين الشريفين هي الوطن بمقدساته وأهله وموقعه الجغرافي وثرواته، لا يمكن لعائلة “آل سعود” أن تختصر البلاد باسمها أو تصادر الهوية.
المعارض علي الأحمد وتحت الوسم، تحدث عن شهداء القطيف والأحساء الذين اغتالتهم السلطة بسبب مشاركتهم في تظاهرات سلمية عام 2011م، وطالبوا بحقهم وحريتهم ودعوا إلى إسقاط النظام.
حساب “كشكول” دعا للمشاركة الفاعلة في الاحتجاج من أجل إيقاف اعتقال الأبرياء وحرمان الشباب من مستقبلهم وعدم السكوت عن الجرائم السلطوية، فيما أشار الناشط مرزوق مشعان إلى أن التأييد للدعوات كبير وواسع جدا.
وفيما تحدثت حسابات عبر “تويتر” عن الجرائم التي ينفذها محمد بن سلمان بحق الداخل والخارج، وانتقدت التطبيع، وأكدت ضرورة المشاركة في الاحتجاج كرد على الجرائم السلمانية، فإن “ضرغام نجد” ذكّر بالاحتجاجات الشعبية التي سبق أن حدثت في مكة والرياض وثورة حنين وغيرها.
ولم تكن المبادر ة للاحتجاج وليدة اللحظة أو أنها أمر مستجد، فقد سبق أن أشار “حزب التجمع الوطني” المعارض، إلى عدد من البرامج الوثائقية للتوعية بالمقاومة السلمية لتحقيق المطالب الشعبية، وعرض خلالها أبرز طرق المقاومة السلمية، ورصد المطالب السلمية المتوافقة كلياً مع مطالب الناشطين المتصاعدة مؤخراً.
كما نشر ناشطون في سبتمبر 2020م، وثيقة إصلاحية للأوضاع الحقوقية والسياسية في البلاد، تحت عنوان “الرؤية الشعبية للإصلاح في المملكة العربية السعودية”، أكدوا من خلالها على ضورة العمل من أجل تحسين البلاد وامتلاكها رؤية لكيفية إصلاح حياة الناس والمشاركة في صناعة المستقبل، عبر التعبير عن الرأي بحرية، وحينها تضمنت الوثيقة الإصلاحية 13 مطلباً سلمياً، على رأسها الإفراج الفوري دون قيد أو شرط عن جميع المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان وغيرهم من سجناء الرأي، وإنهاء السلطة قمعها لعناصر المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وانطلاقاً من التأثير الفاعل للدعوة لاحتجاج يوم عرفة، فقد كشفت معلومات عن استنفار أمني وعسكري في وزارة الداخلية، حيث جرى منع الإجازات للضباط والأفراد، فيما توزعت عناصر أجهزة المباحث والمخابرات في الأسواق والاستراحات والديوانيات والمقاهي، حيث يتم تفتيش الأشخاص والسيارات في الطرقات العامة والأحياء الداخلية بشكل متشدد وتنتشر العناصر بشكل كثيف، تحسبا للاحتجاج الساعي للتنديد بانتهاكات السلطة بحق المواطنين بمختلف فئاتهم، والمطالبة بإسقاط نظام آل سعود.

قد يعجبك ايضا