تستقبل المراكز الامتحانية من صبيحة يومنا هذا السبت 26 يونيو 2021م، عشرات الآلاف من أبنائنا تلاميذ الشهادتين الأساسية والثانوية، في عموم المديريات، في ظل توجس كبير من الأهالي فيما يتعلق بفيروس كورونا، إضافة للحالة النفسية والمعنوية لشباب الأمة، خاصة فيما يتعلق برهبة الامتحانات.
بكل تأكيد أن وزارة التربية والتعليم أعطت أولوية كبيرة للحفاظ على صحة الممتحنين، وتطبيق البروتوكول الخاص بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، لما فيه أولا طمأنة الأهالي وثانيا تهيئة الأجواء التي تجعل كل التركيز حول الإجابة على الأسئلة.
التباعد بين الممتحنين لو استدعى توفير قاعات إضافية، تعد من الأمور المهمة، أيضا توفير الكمامات والمناديل الورقية (طوال أيام الاختبار) مع اشتراك القطاع الخاص في توفير قنينات الماء الفردية (خاصة ونحن في أوج الحر) تفاديا لاشتراك أكثر من شخص في الشرب من قنينة واحدة، أو توفير أكواب بلاستيكة توزع على الجميع، للاستخدام الشخصي، كل تلك الإجراءات تعد من البروتوكولات المعتمدة للحفاظ على صحة التلاميذ.
ما أقسى أن يخوض التلاميذ الاختبارات في المناطق الحارة، مع افتقاد تلك المدارس للكهرباء، مما يزيد من المعاناة، وعلى وزارة الكهرباء والسلطات المحلية التنسيق مع أصحاب المولدات التجارية، لتوفير الكهرباء لجميع المراكز أثناء ساعات الامتحان، فالحر الشديد له عواقب وخيمة قد يؤدي لفقدان الوعي، خاصة للتلاميذ الذين يعانون من مشاكل صحية في الأساس.
التساهل في التعامل مع الاجراءات الاحترازية، أو عدم تطبيقها، له عواقب سيئة، فالتلاميذ يأتون للمراكز الامتحانية من مناطق مختلفة، وقد يكون بعض أفراد أسرهم مصابين لا قدر الله.. وهنا ينبغي توفير كادر طبي في جميع المراكز، مع قياس حرارة التلاميذ قبل دخولهم القاعات.
سعدت كثيرا وانا أستمع في خطبة الأمس وهو يتناول أهمية تطبيق البروتوكولات الصحية في مراكز الامتحان، وهذا يعكس التوجه الجاد من قبل وزارة الإرشاد وشؤون الحج الحج والعمرة عبر خطبائها ومرشديها، كون التوعية الصحية للمواطنين من الواجبات الدينية، حفاظا على صحة المجتمع كله.
وزارة الشباب والرياضة ممثلة بصندوق رعاية النشء، قامت في السنوات الماضية بدعم العملية الامتحانية، كون الصندوق من مهامه رعاية النشء، ومنهم الشريحة التي تخوض الاختبارات، ولهذا فإن دعمها فيما يتعلق بالجوانب الاحترازية شيء مهم.
تمنياتنا لأبنائنا وبناتنا بالتوفيق في أداء الاختبارات في أجواء حسنة، بعيدا عن أي تجاوزات تخص انعدام بروتوكول الوقاية من كورونا، أو فيما يتعلق بظاهرة الغش، فإن كنا نريد من الاجراءات الصحية وجود جيل خال من الأمراض الجسدية، فإننا أيضا لا نريد جيل جاهل ينجح بالغش، كون الجهل والمرض يتساويان في هدم الأمم والقضاء على شعوبها.