غياب الحج وحضور الترفيه

عبدالفتاح البنوس

 

للعام الثاني على التوالي تقرر السلطات السعودية منع المسلمين من مختلف دول العالم الذين يرغبون في أداء فريضة الحج من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام تحت ذريعة فيروس كورونا ، في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائم عصابة آل سعود ، يصدون المسلمين عن بيت الله الحرام للعام الثاني بذريعة ومبرر كاذب ، في الوقت الذي يفتحون فيه الباب على مصراعيه أمام أنشطة وفعاليات الهيئة العامة للترفيه التي تأسست لتحل محل ما كانت تسمى ((هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)) .
مدن ومراكز ونواد ليلية للترفيه تستضيف الفرق الفنية من مختلف بلدان العالم في بلاد الحرمين الشريفين خلال موسم الحج الذي سيقتصر هذا العام على 60ألف حاج من السعوديين والمقيمين على الأراضي السعودية ممن تنطبق عليهم الشروط التي حددتها السلطات السعودية ، والتي تمثل في حد ذاتها عقبات وعراقيل وقيوداً إضافية تحول دون تمكين الراغبين في أداء مناسك الحج من المقيمين في الداخل السعودي من أداء هذه الشعيرة ، وهو ما حوّل الحرمين الشريفين إلى ملكية خاصة بآل سعود ، وجعلوا منها منطلقا لشرعنة سياستهم الرعناء ومشاريعهم التآمرية التدميرية التي تستهدف الأمة وقضاياها المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تحاك ضدها المؤامرات من داخل بلاد الحرمين .
إن صمت المسلمين في مختلف أرجاء العالم وفي طليعتهم المجمعات والهيئات والمرجعيات الإسلامية على جريمة آل سعود بمنع اللحج العام الماضي ، شجعهم على التمادي ومواصلة صدهم للمسلمين عن بيت الله الحرام للعام الثاني على التوالي رغم تراجع مستوى الخطر الذي يمثله فيروس كورونا ، والذي لا يستدعي منع فريضة الحج ، الأزهر غير الشريف الذي أقام الدنيا ولم يقعدها في رمضان على خلفية هرطقات وسائل اعلام المرتزقة وقوى العدوان التي تحدثت عن قيام سلطة صنعاء بمنع صلاة التراويح ، واعتبر ذلك جريمة نكراء وكل ذلك من أجل كسب رضا السعودية وتأمين ( مصاريف رمضان والعيد ) التي تتدفق على هذا الكيان المتذبذب المواقف مقابل هذه المواقف التي لا ترضي الله ولا رسوله ، هاهو اليوم يبرر ويشرعن لآل سعود منعهم المسلمين من أداء فريضة الحج ويصدر الفتاوى والبيانات المساندة لهذه الجريمة والمعصية الكبرى الحقيقية في أقذع صور العمالة والخيانة والارتزاق والمتاجرة بالدين والقيم والثوابت من أجل الكسب الرخيص .
وفي ذات الاتجاه تسير بقية الكيانات والمنظمات الإسلامية الشعارات والمسميات الممولة من الخزينة السعودية ، يقول الله عز وجل في محكم كتابه الكريم ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْـمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْـمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) وعلماء البلاط الملكي والدواوين الأميرية يشرعنون لآل سعود يهودتهم وإجرامهم الذي وصل إلى حد الصد عن بيت الله الحرام ، يمنعون الحج ويفتحون المراقص والنوادي والبارات تحت يافطة الترفيه والانفتاح تماشيا مع رؤية المهفوف محمد بن سلمان لمملكة التصهين واليهودة التي تمتد للعام 2030م وهو العام الذي يسعى فيه ابن سلمان لمسخ الهوية العربية والإسلامية لبلاد الحرمين الشريفين خدمة للصهيونية العالمية وتنفيذاً للمؤامرة اليهودية التي تهدف إلى ضرب الإسلام من الداخل من خلال النيل من قداسة ومكانة المقدسات الإسلامية وسلبها روحانيتها وتحويلها إلى مزارات للسياحة والتقاط الصور الفوتوغرافية وأداء العبادات الشكلية الفارغة من المضمون والتي لا تحقق الأهداف والغايات الإيمانية التي فرضت من أجل تحقيقها .
آل سعود منعوا الحج وأساءوا للمقدسات الإسلامية ، ولا أستبعد تورطهم مستقبلا في الاعتداء عليها خدمة للسياسة والمصالح والمشاريع الصهيوأمريكية ، وعلى أحرار الأمة الوقوف في وجههم والعمل على تطهير بلاد الحرمين من رجسهم ، فهم بصريح العبارة غير أمناء عليها ، ولم يعد من الجائز شرعا السكوت على عنجهيتهم وتسلطهم وإجرامهم ويهودتهم التي تهدد الحرمين الشريفين .

قد يعجبك ايضا