الاهتمام بمستوى جودة المنتجات الزراعية أمر ضروري لمصلحة المزارع والمستهلك
من وحي محاضرات السيَّد القائد الرمضانية.. الإنتاج والتسويق الزراعي
قدّم قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي العديد من الرؤي الاقتصادية الهامة في سلسلة المحاضرات الرمضانية القيمة، متحدثاً من منطلق قرأني عن أهم المشاكل الاقتصادية التي تعانيها البلاد التي أنعم الله عليها بالكثير من النعم ، ووضع أمام اليمنيين العديد من النماذج الناجحة التي حققتها العديد من دول العالم لحسن استثمارها للنعم المتاحة فيها ، وأكد في المحاضرة الرمضانية الـ 22 أن التفاوت في التنمية بين دول وأخرى لم يكن نتيجة امتلاك الموارد والثروات ، فدولة كاليابان لا تملك المزيد من الموارد الأولية التي تستخدمها في الإنتاج ، بينما تملك دول فقيرة نعماً متعددة وكبيرة ولكنها لم تستطع التغلب على الفقر والفاقة وتعاني التبعية الاقتصادية لدول الاستكبار ، وأعاد قائد الثورة ذلك التفاوت إلى حسن استثمار النعم المتباين بين دولة وأخرى ، مؤكداً أن اليمن التي تحتل المرتبة الأخيرة من بين دول العالم في قائمة التنمية المستدامة، إذ حباها الله بنعم وافرة وكثيرة ، تفتقر إليها الكثير من الدول الأخرى..
قراءة/ رشيد الحداد
في المحاضرة الرمضانية الـ 22 لقائد الثورة، السيد عبدالملك الحوثي، تطرق إلى أهمية الاهتمام في التسويق الزراعي، كون تسويق المنتجات الزراعية يساهم في تقديم المنتج اليمني بشكل منظم ويحفظه من التلف الناتج عن التسويق التقليدي العشوائي، وبالتالي تتراجع مخاطر التسويق التقليدي على المزارعين ويحقق التسويق المنظم أعلى معدل فائدة مالية للمزارع ، بما يعزز الإنتاج المحلي من الخضار والفواكه المحلية ، ويدفع المزارعين إلى توسيع نطاق المساحات المزروعة بها ، ونتيجة التسويق الجيد تنعدم المخاطر التي يعاني منها المزارعون وأبرزها ارتفاع معدل الإتلاف من تلك المنتجات والسلع ، أو ارتفاع مستويات العرض وتركز تسويق تلك المنتجات في أسواق محددة دون ان تصل إلى أسواق أخرى ، ونتيجة لذلك يتراجع سعر تلك المنتجات الزراعية من الخضار والفواكه في السوق، نتيجة عدم التوزيع والتسويق الواسع في الأسواق المحلية ، وهذه المشكلة يعاني منها المزارعون اليمنيون بشكل كبير، كون التسويق في الأسواق المحلية يتم بطرق تقليدية وعبر وسطاء بيع ، يضاف إلى أن عدم وجود وسائل كافية لحفظ وتبريد تلك المنتجات في السوق ، يكبد المزارعين خسائر فادحة، باعتبار الأسواق اليمنية تعتمد على مواسم الإنتاج ، مقارنة بتكاليف إنتاج كبيرة ، وهذا الاعتماد يدفع الكثير من المزارعين لاستخدام معالجات كيمائية أو قطف الثمار قبل نضوجها بدافع البيع قبل ارتفاع العرض من تلك السلع والمنتجات ، ونلاحظ هذا الخلل الذي يعانيه السوق اليمني أثناء مواسم جني المانجو ، والذي لا يوجد حتى اليوم في اليمن آلية لحفظ وتبريد المانجو اليمني لكي يتم عرضه في السوق بسعر عادل طيلة العام ، وما يحدث أن تواجد هذا المنتج موسمي ، وأسعاره في السوق تخضع للعرض والطلب ، ولذلك الكثير من المزارعين يضطرون لبيع منتجاتهم بأسعار زهيدة خشية تلف هذا المنتج كونه سريع التلف في ظل عدم وجود برادات وثلاجات مركزية خاصة تحفظ المنتجات طيلة العام ، ورغم أن تجربة منتج الموز الذي كان حضوره في السوق المحلي غير مستقر ويتواجد لفترات محددة في العام ويختفي من السوق ، وأسعاره أيضا غير مستقرة ، تم ضبط هذا المنتج الذي يستهلك أكبر كم من المياه ، وأصبح في ظل وجود برادات وثلاجات وأليات خاصة بالتبريد والتسويق يتواجد في مختلف الأسواق اليمنية طيلة العام ، وبأسعار مستقرة ، ومع ذلك لايزال هذا لمنتج يعاني من استخدام الكيماويات ومن جني الثمار قبل موعدها الطبيعي .
ورغم أن ما ذكره السيد عبدالملك في هذا الجانب، يعد موجهات عامة لوزارة الزراعة من جانب وللغرف الصناعية والتجارية وللمزارعين والمستثمرين في إنتاج الفواكه والخضروات وكذلك للمستثمرين في تسويق وتغليف المنتجات ووضعها في قوالب حافظة لها من التلف وعرضها بأسلوب تنافسي لعرض المنتجات المماثلة التي يتم استيرادها في الأسواق الخارجية، فأن تحويل هذه الموجهات إلى خطط وتنقيذها ستنعكس بشكل إيجابي على الجميع، على المنتجين والمسوقين والمستهلك وعلى الاقتصاد الوطني، فالسيد عبدالملك تطرق إلى هذا الجانب في المحاضرة الرمضانية الـ 22 ، بالقول ، أن مراحل عملية الإنتاج تعاني من سلبيات كثيرة، وتجعل هذا المنتج يواجه مشاكل في جودته، وفي إمكانية تسويقه لفترات طويلة، ونقله، وهذا يؤثر على مستوى القيمة، على مستوى الاستهلاك، على مستوى القابلية والتسويق.
وأشار إلى أن مشكلة الجودة من المشاكل الكبيرة جداً، مؤكداً أن الجودة في أصل المحاصيل الزراعية اليمنية متوفرة والفواكه اليمنية تتميز بجودة عالية تتفوق على جودة المنتجات المماثلة لها المستوردة، وهنا بالفعل للأسمدة والمبيدات المستخدمة خارج نطاق الرقابة والإرشاد الزراعي دور في التقليل من جودة المنتج، وكذلك جني المنتج قبل نضوجه له دور أكبر، ويرى في ارتفاع كلفة الإنتاج الزراعي مشكلة تواجه كل المزارعين وتساهم في الحد من الإنتاج الزراعي، نتيجة الاستمرار في استخدام وسائل بدائية مكلفة ، بعكس وسائل الإنتاج الحديثة التي تقلل من كلفة الإنتاج الزراعي مقابل رفع معدل الإنتاج ، وهو ما يتيح للمزارعين تحقيق هامش ربح جيد ، هنا يضع قائد الثورة موجهاته للجهات المعنية بوضع معالجات لحل مشكلتي الجودة والكلفة ، ويرى أن تلك المشاكل قابلة للحلول، عندما تقوم الدولة بمختلف مؤسساتها بمسؤولياتها، يضاف إلى تعزيز النشاط الإرشادي، ونشاط التعاونيات الزراعية والجهات المعنية، للعمل معاً من أجل تحسين مستوى الجودة، ومعالجة المشاكل المتصلة بهذا الجانب مشكلةً مشكلة، تدرسها مشكلة مشكلة وتعمل على معالجتها، إضافةً إلى مسألة التكاليف، التكاليف التي يتحملها المزارع، أو المنتج في أي مجال من المجالات، والعمل على تخفيفها ببعضٍ الوسائل المعينة، بما يساعد على تخفيف كلفة الإنتاج ويرفع مستوى الإنتاج، وبالتالي زيادة الدخل والربح ، كما وجه في المحاضرة الجهات المعنية بوضع الحلول لمشكلة التسويق ووعي المستهلك، هذه من المشاكل التي تعيق الإنتاج، حتى أحياناً وهو بجودة جيدة، كيف يتم تسويقه إلى الأسواق، وإيصاله إلى المستهلكين، يواجه الكثير من المزارعين هذه المشكلة بشكل كبير جداً، وفي مختلف القطاعات، حديث السيد عن ضبط الجودة مهم للغاية، ولا ينحصر على المنتجات الزراعية فقط وإنما يشمل كل المنتجات اليمنية الأخرى ، ونظراً لأهمية الجودة في التسويق وفي تغيير النمط الاستهلاكي للمواطن اليمني ومدى ثقته في المنتج الوطني ، سوف نخصص العدد القادم للحديث عنه ، كونه مشكلة كبيرة جداً، تسببت خلال العقود الماضية بانحسار التنافسية للمنتجات الوطنية أمام منتجات أجنبية أخرى يتم استيرادها للسوق المحلي ، ونتيجة لانعدام ثقة المستهلك اليمني بالمنتج المحلي، لقلة جودته وارتفاع سعره أيضا، تحولت الأسواق المحلية إلى مراكز تسويق لبيع المنتجات الأجنبية وتحول المواطن اليمني إلى مستهلك يفضل المنتج الأجنبي على الوطني .