تصعيد العدو الصهيوني في القدس المحتلة يُواجَهْ بمقاومة باسلة من المقدسيين ومظاهرات في غزة والبلدات المحتلة
المقاومة تضع اليد على الزناد والعدو الصهيوني يُحوِّل مسار رحلات مطار بن غوريون إلى مطارات بديلة
قيادي في حركة المقاومة حماس: تغيير خطّ “مسيرة الأعلام” وابتعادها عن المسجد الأقصى مثَّل خضوعًا لإرادة المقاومة
الثورة /
فشل كيان العدو الصهيوني في تنفيذ مسيرة الأعلام، كما كان يخطط لها ، وأخرج يوم أمس قطعان المستوطنين المدججين بالسلاح متجهين إلى باب العامود في مدينة القدس المحتلة، وسط مواجهات وتصد ببسالة من قبل المقدسيين.
ونظم العدو الصهيوني يوم أمس مسيرة الأعلام، التي دعا لها في وقت سابق، وكان ينوي من خلالها رفع أعلام الكيان الصهيوني في باب العامود بالقدس المحتلة ، إلا أنه فشل في تنفيذ ما خطط له من خلالها ، ووصلت المسيرة التي ضمت المئات من العصابات اليهودية والمتطرفين إلى باب العمود ، وسط تصد من قبل المقدسيين.
وسقط أكثر من 33 مصابا من المقدسيين في المواجهات التي جرت ، وقبل مسيرة الأعلام قمعت قوات الاحتلال المقدسيين في عدة مناطق بالقدس القديمة، حيث أفاد الهلال الأحمر بالقدس بأن طواقمه تعاملت مع 27 إصابة خلال مواجهات مع قوات العدو في محيط البلدة القديمة في القدس، وكانت الإصابات بالمطاط والاعتداء بالضرب وقنابل الصوت، وجرى نقل 4 إصابات منها للمستشفى، بينما تم منع طواقم الهلال من نقل إصابة بالرصاص الحي وتم اعتقالها.
محللون رأوا أن نتائج معركة سيف القدس كانت حاضرة بقوة في مسيرة الأعلام اليوم ، وقال القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان إن تغيير خطّ «مسيرة الأعلام» وابتعادها عن المسجد الأقصى، مثَّل خضوعًا لإرادة المقاومة.
وأكَّد القيادي إسماعيل رضوان “أنَّ المساس بالمسجد الأقصى تجاوزٌ لكلّ الخطوط الحمراء ويحتّم على المقاومة أن تردَّ على أيِّ عدوانٍ يستهدف المسجد الأقصى وحيّ الشيخ جراح وحي سلوان وبطن الهوى ، وأشار رضوان – في حديثٍ لقناة المسيرة – إلى أنَّ قيادة المقاومة في غزّة وفي لبنان ومحور المقاومة أكَّدت أنَّ المساس بالمسجد الأقصى يعني حربًا إقليمية وعلى العدو أن يفهم هذه المعادلة، مشدّدًا على أنَّ الاعتداء على أهلنا في القدس أو المسجد الأقصى هو اعتداء على المقاومة، والتي بدورها ستردّ على هذه الاعتداءات.
ولفت إلى أنَّ «حماس» تنظر بخطورة لاستمرار الاستفزازات الصهيونية ضدّ أهلنا في القدس وحي الشيخ جراح وحي سلوان وبطن الهوى، محمّلًا الاحتلال «الإسرائيلي» المسؤولية الكاملة عن استمرار جرائمه واستفزازاته بحقّ أبناء الشعب الفلسطيني.
وحول مسيرة الأعلام الصهيونية، أوضح رضوان أنَّ الحركة لن تسمح بتغيير قواعد الاشتباك التي ثبّتتها معركة «سيف القدس»، منبهًا أنَّه يبدو أنَّ العدو الصهيوني لم يتعلّم من الدرس.
وأضاف أنَّ «كلّ الاحتمالات كانت واردة ومفتوحة في حال تجاوز العدو الخطوط الحمراء في استفزازاته ومس المسجد الأقصى بأي سوء».
ورأى رضوان أنَّ تغيير خط «مسيرة الأعلام» وابتعادها عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة والحي الإسلامي في القدس، مثَّل خضوعًا لإرادة المقاومة.
هذا، وشارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين أمس في مسيرات جماهيرية انطلقت بشوارع قطاع غزة، تنديدًا بمسيرة العدو في القدس المحتلة، ورفع المشاركون أعلام فلسطين، ورددوا شعارات تؤكد استعداد الجميع لتقديم الأرواح فداء للقدس المحتلة.
وانطلقت مسيرة جماهيرية من أمام برج الجوهرة في شارع الجلاء وسط مدينة غزة مرورا بشارع الوحدة وصولًا إلى المكان الذي ارتكب فيه الكيان الصهيوني مجزرة راح ضحيتها 46 فلسطينيًا من المدنيين.
وشارك العشرات من أبناء محافظة بيت لحم عصر أمس في منطقة باب زقاق في مدينة بيت لحم في مسيرة، رفضًا لمسيرة الأعلام في مدينة القدس، وتضامنًا مع أهالي المدينة.
وأكد المشاركون على عروبة مدينة القدس، ورفضهم لكافة مخططات الاحتلال لتهويد المدينة ووقوف أهالي بيت لحم وكافة أبناء الشعب الفلسطيني مع أهالي القدس وحي الشيخ جراح في ظل ما يتعرضون له من انتهاكات من قبل قوات الاحتلال.
وتوجهت المسيرة إلى المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، حيث قامت قوات الاحتلال بقمعها، وهو ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين والصحفيين بالاختناق.
وكانت حركة الجهاد الإسلامي في القدس المحتلة، أصدرت بيانا أكدت فيه أنها لن تسمح للاحتلال ومستوطنيه بالمساس بالمسجد الأقصى، وقالت إن «مسيرة الأعلام الإسرائيلية تضع الجميع أمام اختبار حقيقي، فإمّا أن نستميت في الدفاع عن مقدساتنا، ونفشل مخططات حكومة العدو الصهيوني ومستوطنيه، وإما أن نستسلم للأمر الواقع، ونترك واجب الدفاع عن المدينة المقدسة ومسجدها المبارك، وهيهات أن نقبل بالخيار الأخير».
إلى ذلك شبَّت حرائق في مستوطنات «غلاف غزة» أمس الثلاثاء بعد إطلاق بالونات حارقة من قطاع غزة، وذلك ردًا على «مسيرة الأعلام» التي ينظمها المستوطنون واليمين «الإسرائيلي» في القدس المحتلة.
وتحدَّث إعلام العدو الصهيوني عن عشرات الحرائق التي اندلعت في «غلاف غزة» جراء البالونات الحارقة ، وأطلق جيش العدو «قنابل غاز ووسائل لتفريق مظاهرات» باتجاه شبانٍ فلسطينيين تظاهروا عند السياج الأمني المحيط بالقطاع، فيما ذكرت تقارير فلسطينية أن شابًا فلسطينيًا أصيب بقدمه برصاص الجيش ونُقِل إلى المستشفى.
إلى ذلك حول كيان العدو الصهيوني مسار الطائرات في مطار «بن جوريون» تخوفاً من إطلاق صواريخ.
وأفادت صحيفة «معاريف» العبرية – تعليقاً على خبر تحويل مسار حركة الطائرات – بأن «المقاومة الفلسطينية تغير المعادلة حتى بدون إطلاق صاروخ واحد» ، جاء ذلك بالتزامن مع خروج اليهود في مسيرة الأعلام .