< اللحظات الحضارية الحاسمة في حياة الشعوب والبلدان قليلة جداٍ.. تلوح فرصها مرة واحدة وإذا ولت لا تعود وإن صادف أن عادت في شيخوخة العمر والظروف غير المواتية.. لا تكون بذلك الزخم والتوهج والامتاع الذي كانت عليه في البداية.
والتقاط احتضان خليجي عشرين وكفكرة – في البداية.. خطوة جرئية مع وجود كوابح معيقة وانطلاق التنفيذ الإنشائي الإجرائي المحدد بفترة قصيرة.. قفزة حضارية وقرار شجاع ورؤية بعيدة المدى تقتصر عنها العيون المصابة بالرمد والقلوب المشحونة بالبغضاء التي لا ترى في اقترابنا من الخير والنجاح والتطور الرياضي والانتعاش الاقتصادي إلا كل الشر فتقذف بشواظها النارية التي تنزل على قلوبنا برداٍ وسلاماٍ واحتمالاٍ.
عدن وأبين.. قصة مدينتين.. راهنت عليهما القيادة في مغامرة غير مضمونة النتائج بيد أن القطاف جاء مثمراٍ وقطرات العرق وبذرات الجهد وخطرات الشكر.
أينعت زهوراٍ فواحة.. جعلت النفوس مرتاحة.. وكانت المهمة.. صعبة في محافظة أبين لعدة أسباب منها: أن البداية من الصفر بعكس محافظة عدن.. تشييد منشآت رياضية كبيرة في صحراء قاحلة ورمال زاحفة وما أعتقده الواهمون أنه بعيد عن زنجبار في حين أن زنجبار تزحف نحوه وبجانبه مشروع الصالح السكني وسواحل البحر العربي.
ومع كل زيارة بين الفينة والأخرى نشاهد أشياء أزيلت وأخرى رْكبت ومعالم اكتملت هناك نشاطات دؤوبة لكل المهندسين والعاملين ومنافسة ضاربية لكن شريفة بينهم حول من ينجز قبل الآخر بإشراف وتوجيه الإدارة العامة للمشروع ونسجل هنا اللقطات والشهادات:
رد ميداني على حملات التشكيك
> المهندس رشيد النقيب – مدير عام المشروع وقائد جوقة العمل: قمنا بجهود كبيرة لإنجاز هذا المشروع الحيوي والنوعي وكنا موجودين منذ أول وضع حجر أساس.. موجهين ومشرفين على العمل غير عابئين بمعوقات كثيرة اعترضتنا وكادت تفشله وهو في مهده لأن عزمنا كان قوياٍ على المواصلة والسباق مع الوقت والانتصار في هذا التحدي الكبير.
وفي الحقيقة كان للأخ عمر الكرشمي – وزير الأشغال العامة وتواجده المستمر معنا دور كبير في إذابة المشاكل العالقة والتسريع بمنظومة العمل وقد اخترنا الرد العملي الميداني على أراجيف المشككين وتخرصات الحاقدين وحالياٍ نحن والطاقم الإشرافي نشرف على التشطيبات الأخيرة للمعلم الحضاري البارز الواقع شرق زنجبار الذي أسمه ملعب الوحدة.. أفضل ملاعب اليمن على الإطلاق وتحية صادقة لكل قطرة عرق بذلت في سبيل تحقيق هذا النجاح.
الأعمال الجسيمة.. والعزائم الكبير
> المهندس عبده نعمان – المدير التنفيذي لمشروع شركة سبأ للمقاولات يجتهد وينشط مهندسينا وعمالنا في إنجاز شبكة الطرقات المؤدية إلى الملعب بدءاٍ من نقطة العلم واستطعنا أن نتجاوز الصعوبات الكثيرة في ظل الوقت الزمني القصير وتعويض أي تأخير يطرأ بسبب مشاكل خارجة عن إرادتنا مثلاٍ حصل بعض التباطؤ في الشهر الماضي بسبب تأخر الاسفلت السائل الذي نأخذه من مصافي البريقة وبسرعة تم حل الإشكال وانطلق العمل بوتيرة عالية جداٍ وكما تلاحظون أمامكم الأعمال المنجزة ولم يتبق سوى قليل جداٍ.
طبعاٍ الأعمال الضخمة والمهام الجسيمة تحتاج إلى عزائم كبيرة قادرة على البناء والإعمار والإنجاز ولكل مجتهد نصيب وحسبْنا أننا أدينا واجباٍ وطنياٍ في مشروع حضاري كبير كان الكثيرون يراهنون على الإخفاق فيه وتحية شكر وتقدير لجهود قيادة الوزارة وكل المهندسين والفنيين والعمال الذين صنعوا هذا المنجز الرياضي الرائع.
نعتز.. بالمرتبة الأولى
> المهندس عامر عبدالرب الشرجبي – مدير عام مشروع مؤسسة العربية في محافظة أبين: كنا أول شركة تحرز قصب السبق وتنجز خطتها 100% بعد عطاءات كبيرة وجهود جبارة.. سخرناها لسرعة الإنجاز ولخلق حالة تحفيز لدى المؤسسات الأخرى وأعتقد أننا أخرسنا كثيراٍ من تقولات وتسريبات الصحف والمواقع الالكترونية التي معظمها غير صحيح وهادف فقط إلى التشكيك بكفاءة الكوادر المحلية ونعتز أن طاقمنا نفذ كل ما أوكل إليه من مهام وتبقى معنا بعض الأعمال الإضافية التي مْنحت لنا لإكمالها ونوشك على الانتهاء منها متمنين أن يكون اهتماماٍ كبيراٍ وعناية فائقة بهذا المنجز الرياضي الجميل والرائع وأن تكون هناك صيانة مستمرة له.
أمل.. باجتماع الحسنيين
> الأخ صالح العاقل – مشرف فني في مؤسسة العربية: مجهود رائع وتنافس جميل وشائق بيننا لإنجاز مهام البناء المطلوبة على وفق التصميمات والحرص على الدقة الشديدة في ظل وجود عقبات ومشاكل بعضها مفتعلة وتم التغلب عليها وكانت مؤسستنا العربية السباقة في الإنجاز وتسليم كتلتها الغربية وفيها المقصورة مما حدا بالجهات المشرفة أن توكل إلينا بعض المهام خارج الملعب أي في حرمه وقاربنا على الانتهاء.. شاكرين كل من تعاون وأسهم ولو بقسط بسيط في تشييد هذه المفخرة الرياضية الرائعة.. متمنين النجاح الكبير لخليجي (20) في بلادنا استضافة ونتائج باهرة ويجتمع لنا الحسنيان.