أسر: دفعتنا الحالة الاقتصادية المتدنية بسبب حصار العدوان لاستغلال المساحات الصغيرة في منازلنا للزراعة كنوع من الاكتفاء الذاتي
مختصون :الزراعة الأسرية أو المنزلية تساهم بشكل مباشر في القضاء على الفقر والجوع والحفاظ على الموارد الطبيعية
مساحات محدودة في حديقة المنزل أو النوافذ أو حتى السطوح، لا تتجاوز بضعة أمتار مربعة، حوَّلتها اسر إلى حدائق منزلية، توفر لها اكتفاء ذاتياً من المنتجات الطازجة بحسب كل موسم، ما دفع بعضهم إلى توسعة تلك المساحات، ليتضاعف الإنتاج، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة للبلاد جراء حصار العدوان الغاشم، لكن تبقى فضيلة المثل الذي يقول: ” الحاجة أم الاختراع”.. أمراً مهماً في هذا الاتجاه.
الثورة / خاص
اسر بسيطة في وظائف مختلفة، تمارس الزراعة في منازلها المتواضعة، حتى أصبحت هذه الزراعة ذات جدوى لها ولعائلاتها، بل تعدى الأمر ووصل للجيران، حرصاً منهم على نقل المعرفة وتطويرها، من أجل أن يستفيد منها الجميع.
حسن احمد -موظف يقول انه يجد في الزراعة المنزلية فائدة ذات مردود عال، يتمثل في توفير منتجات صحية لأفراد عائلته وجيرانه، خاصة عندما يكون هناك فائض في الإنتاج في الموسم الشتوي.
وأوضح أنه يستغل كل المساحات المتوفرة في منزله سواء في حديقة المنزل أو النوافذ أو البلكونة المطلة على الشارع، بما يوفر له أماكن ملائمة لزراعة المنتجات بمختلف أنواعها وألوانها، حيث عمد إلى زراعة الطماطم والبسباس والنعناع والبقدونس والفجل وأصناف أخرى من الخضار.
وأشار حسن إلى أنه تعلم الزراعة المنزلية من خلال الانترنت المتاح كهواية في البداية، لكن الأمر تطور وأصبح يستقي معلوماته من الكتب ومقاطع الفيديو في يوتيوب، كما أنه أصبح يقدم المساعدة لأصدقائه وجيرانه ممن يرغبون بزراعة المساحات في حدائقهم، سواء على مستوى توفير البذور لهم أو المعلومات للعناية بالمزروعات.
أهمية الزراعة
في حين، أوضح عبدالله 30 عاما -موظف حكومي أنه عندما شاهد مقطعاً على يوتيوب حول أهمية الزراعة وسهولة ممارستها، دفعه ذلك للاشتراك في منتديات من أجل التعلم، في ظل عدم توفر المعدات آنذاك وارتفاع الكلفة، إلا أنه وجد أنها أفضل تقنيات الزراعة لتوفير عائد لعائلته.
وأضاف أنه لم يتوان في استغلال جميع الأماكن في منزله حتى السطوح، حتى تحول إلى حديقة، تنتج من الثمار ما لذ وطاب، طوال العام، حيث أنه لم يعد يتسوق إلى محل الخضروات.
وأشار إلى أن أفراد أسرته لم يكونوا متحمسين للفكرة، كونها جديدة عليهم إلا أنهم عندما شاهدوا أول إنتاج في سرعة قطفه أصبحوا يشجعونه لاستغلال كل مساحة متوفرة بالمنزل، وتجربة زراعة كل الأصناف، كذلك الحال بالنسبة للجيران الذين تشجعوا وبدأوا في تجربة الزراعة المنزلية وكيفية الاستفادة منها للقضاء على الفقر.
فيما توضح سعاد- ربة منزل أن أبناءها يشاركونها في زراعة حديقة المنزل والعناية بالأشجار وسقايتها منذ الصباح الباكر وهذه النباتات جعلتهم لا يشترون من الأسواق سوى الفواكه فقط، فمعظم الخضروات مزروعة في حديقة سعاد المتواضعة من بطاطا وجزر وطماطم وكوبش وكبزرة وغيرها من الخضروات المنزلية بحسب ما تسميه سعاد.
أمة الرحمن – ربة منزل بدورها ترى انه لا بد من استغلال المساحات التي في المنازل، وتحديداً من قبل ربات المنزل اللواتي وجدن أن توفير الخضروات وزراعتها في منازلهن يشكل نوعا من اكتفاء ذاتي. ومعالجة المشكلة الاقتصادية ولو بنسبة بسيطة واستغلال ذلك في سلوك إيجابي.
خاصة وأن الغالبية منهن أصبحن يشاركن هذه المعرفة مع أطفاله، وبالتالي تعزيز روح العمل والإنتاج في نفوسهم منذ الصغر.
الزراعة الأسرية.. جزء من الحل لمشكلة الجوع
أطلقت الأمم المتحدة السنة الدولية للزراعة الأسرية لتؤكد على قدرة المزارعين الأسريين الكبيرة على القضاء على الجوع والمحافظة على الموارد الطبيعية.
ففي كل من البلدان المتقدمة والنامية، تدار أكثر من 500 مليون مزرعة، أي تسعة من أصل عشرة من قبل الأسر، ما يجعل المزارع الأسرية هي الشكل السائد للزراعة التي تنتج حوالي 80 ٪ من المواد الغذائية في العالم.
وتناول تقرير حالة الأغذية والزراعة الابتكار في الزراعة الأسرية دور المزارع الأسرية في ضمان الأمن الغذائي العالمي والحد من الفقر والاستدامة البيئية.
ويرى مختصو الزراعة المنزلية أن الزراعة المنزلية تعتبر العنصر الأساسي الذي يمد الإنسان بالمواد الغذائية, وتوفر إنتاج المحاصيل النباتية التي يستفيد منها لهذا فتعلمها يعد مهما كتعليم الزراعة المنزلية للمبتدئين وزراعة الأسطح والبلكونات والشرفات.
ويقول المختصون إن الاهتمام بالزراعة المنزلية اصبح أمرا ضروريا للعمل على تحسين الوضع الاقتصادي للأسرة والاستغناء عن شراء الخضروات من الأسواق والاكتفاء الذاتي للأسر الفقيرة التي تمر بظروف اقتصادية خانقة.
ولهذا يتوجب الاهتمام بالزراعة المنزلية ومنها تعليم زراعة النباتات والخضروات التي يمكن أن تزرع في البيت كالنعناع الذي يعتبر من الزراعات السهلة والتي تؤتي ثمارها سريعاً وذلك لأن زراعة النعناع لا تحتاج إلى الكثير من الرعاية, حيث أن النعناع لا يتعرض للآفات الحشرية مثل المن وغيره بسهولة وأيضا يعد من الخضروات التي تعطي ثمارا وفيرة، وقد يصل البعض إلى الاكتفاء الذاتي للبيت من خلال زراعة الطماطم وزراعة الفلفل بأنواعه حيث أن زراعة الفلفل والتي عادة ما تكون عبارة عن أنواع هجينة من نبات الفلفل وغيره من النباتات التي تكون غزيرة الإنتاجو التي لا غنى لأي بيت عنها.
وتابع المختصون: أيضا هناك نباتات تزرع بالبذور وتعتبر هذه الطريقة من أسهل طرق الزراعة، حيث تتم من خلال غرس بذور النبات المراد زراعته في التربة، إذ يفضّل زراعة البذور في الوقت المناسب حتى تنبت بشكل أسرع، ويفضَّل أن تكون التربة رطبة ودافئة، ثم الاهتمام بها من ناحية الري والتسميد والتقليم.