الشعار توجه فاعل لتجييش الأمة وتوحيد قواها وتعميق قيم الدين وثقافة الجهاد

أعضاء في مجلس الشورى لـ”الثورة “:الصرخة سلاح سياسي واقتصادي ضد الهيمنة الاستكبارية والاستعمارية

 

أوضح عدد من أعضاء مجلس الشورى أن شعار الصرخة يمثل سلاحاً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وثقافياً ضد أعداء الأمة.. ويمثل لليمنيين خاصة شعار الحرية من الهيمنة الأمريكية والدولية والإقليمية. مبينين أن الشعار هو صرخة ضد المستكبرين عن توجه فاعل وحقيقي لتجييش الأمة وتوحيد قواها وتنمية قدراتها.
الثورة / أسماء البزاز

عضو مجلس الشورى أحمد الأشول أوضح إن فكرة الصرخة التي أطلقها السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، مثلت زلزالًا في وجه المستكبرين في الداخل والخارج.
وقال: إن فاعلية هذا التوجه، قد أثمرت ما نحن عليه ونعيشه من عزة وكرامة وجهاد؛ ذلك أن الصرخة اليوم أضحى أثرها لا يقل عن ذات الأثر الذي تحدثه وسائل الدفاع المختلفة التي بتنا نصنعها بفضل الله وبعظمة القائد الحسين الشهيد ، الذي خاض الطغاة حروبًا كربلائية ستًّا لإخماد صوته وإسكات صرخته المدوية ، واستكمالًا لما بدأوه من حروب عدوانية ظالمة.
وأضاف: ها هو العالم قد احتشد بأجمعه وما زال في ما يمكن أن نطلق عليه الحرب السابعة والكونية الثالثة – ضد مشروع الحسين القرآني – والمستمرة لسابع عام على التوالي . وكلما استمر العدوان وطال أمده فإن عزائم رجال الله في صده منقطعة النظير بما أعدوه واستطاعوا له من قوة ، هي كذلك معززة بما كان القائد قد أعده من مشروع إيماني عنوانه الصرخة في وجه الاستكبار العالمي والمستكبرين ، ليقف الإيمان في وجه الكفر ، فيسجل انتصارات بهرت الصديق قبل العدو . وما ذاك إلا كأحد أهم مخرجات الصرخة ،الثورة المتعاظمة والتي يجسدها ويبلورها ويترجمها اليوم في واقع الحياة السيد القائد علم الهدى أبو جبريل عبدالملك بن بدر الدين الحوثي ، أيده الله ونصره .
وتابع قائلا: لقد شاهد العالم كيف أن الصرخة في ميادين الجهاد وبمجرد سماع المعتدين لها وللزوامل الرديفة لها ، تجعلهم يفرون إلى غيرِ مَا هُدى فيتساقطون مذعورين من شواهق الجبال ، لا يلوون على شيء ، تجنبًا لمواجهة فاعلية الصرخة قبل فاعلية الطلقة .

سلاح المؤمنين:
أما عضو مجلس الشورى يحيى الرويشان فيقول من جانبه: على ضوء الحالة الانهزامية التي وصلت إليها الأمة بعد الانتكاسات التي تعرضت لها على مدى عقود منذ احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين ونيته التوسعية في المنطقة العربية وحتى أحداث ١١ سبتمبر التي فتحت المجال لأمريكا للتدخل الصريح والسافر سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وثقافياً والتأثير المباشر في قرار وسيادة الأنظمة العربية والإسلامية . جاء توجه السيد حسين بدر الدين الحوثي للصدح بالصرخة من منطلق المسؤولية الدينية والأخلاقية للنهوض بالأمة من وحل الانهزامية والتبعية والخوف من بعبع أمريكا العظمى وإسرائيل التي لا تُقهر.
وأضاف: إن الصرخة في وجه المستكبرين تعبّر عن توجه فاعل وحقيقي لتجييش الأمة وتوحيد قواها وتنمية قدراتها وتعميق قيم الدين وثقافة الجهاد بين أبنائها، لتلبي المعاني السامية لمفاهيم كلمات الصرخة حتى تحقيق الهدف من ترديدها في كل الساحات والميادين .
وبين انه وفي اليمن منبع الصرخة فقد تجلت ثمار الصدح بها والاعتزاز بترديدها في كل الساحات والميادين والمناسبات والمدارس والجامعات ، بالانتصارات المتلاحقة على كل الأصعدة، ففي الصعيد العسكري استطاع الشعب اليمني صد العدوان وكسره وتحرير الأرض من دنسه وتمريغ انف جيوشه وأسلحته الحديثة والمتطورة بالوحل، وكذا تطوير قدرات الردع الفتاكة واستخدامها بمهارات عالية ، وعلى الصعيد السياسي استطاع الشعب الذي يعلي الصرخة ويصدح بها كسر غطرسة العدو والدوس على قرارته التي أصدرها مجلس الأمن وإجباره على التفاوض من موقف المنهزم والمشتت ، أما على الصعيد الاقتصادي فقد فرضت حيثيات الصرخة بمقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية على ضرورة العمل الدؤوب لتحقيق الاكتفاء الذاتي من كل ما نحتاجه ورفع مستوى الإنتاج والإتقان للوصول إلى حالة التصدير وتنوع موارد الدولة وخلق بيئة مستقرة للاستثمار الداخلي والخارجي بعيدا عن هيمنة أمريكا وأدواتها كصندوق النقد الدولي والمنظمات الإغاثية والإنسانية التابعة للأمم المتحدة .
وأوضح انه وعلى الصعيد الثقافي والديني فقد جاءت الصرخة لتغير المفاهيم المغلوطة وتراكمات التزييف في الوعي الجمعي للأمة تجاه دينها وموروثها الثقافي والحضاري، ويجري التركيز على تثبيت مفاهيم الهوية الإيمانية التي يتوحد جميع المسلمين في نطاق مفهومها الواسع ضمن محور القوى المقاومة التي لا تحدها الحدود ولا تحكمها الجغرافيا.
ويرى الرويشان أن الصرخة سلاح المؤمنين في وجه المستكبرين، وموقف يتبرأ فيها المؤمن من موالاة أعداء الأمة.

هتاف الحرية:
من ناحيته قال عضو مجلس الشورى يحيى جحاف: تأمل السيد/ حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) واقع الأمة؛ فوجدها قد احتُلَّت فكرياً، وولاؤها قبل الهجوم العسكري؛ فبدأ بدعوة الناس للعودة إلى كتاب الله الذي لم يسمح للمؤمنين بالسكوت والقعود والتخاذل، ثم أطلق صرخته بعدما يقارب أربعة أشهر من أحداث 11 سبتمبر في يوم الخميس ليلة آخر جمعة من شهر شوال عام 1422هـ؛ لتكون عنوان الانطلاقة بهذه الأمة، وإيقاظها من سباتها؛ فنزل السفير الأمريكي عند ذلك إلى صعدة ووجه بإزالة الشعارِ ومَنْعِه؛ لأنه عرف أن هناك أمة قرآنية بدأت تتشكل؛ فنُفِذت توجيهاته وبدأت الحرب على هذه الصرخة بالسجون والفصل من الوظائف والملاحقة والتعذيب وغيرها، وكان هذا من أكبر الشواهد على سوء ما وصل إليه النظام من عمالة وارتهان، ثم شُنت الحروب المتواصلة على مدى سنوات لإسكات صوت الحرية في زمن الذلة، وثبت الصادقون مع الله وفي سبيله، وقدموا الشهداء والتضحيات الكبيرة في سبيل القضية الكبيرة.
وأضاف: ولأن القضية مرتبطة بالله وبتوجيهاته انتصرت رغم كل الحروب، ووجدنا أنفسنا ـ بفضل الله وبفضل أولئك الصادقين ـ اليوم في الشعب اليمني نتبرأ إلى الله من أمريكا وإسرائيل بكل عزة وافتخار، وبدون خوف وقلق، ويصرخ الكبير والصغير والطفل والمرأة بكل عزة وقوة ويقدمون موقفاً لا يستطيع أي زعيم عربي أن يقدم ذلك الموقف أو أقل منه، في حين بقية الشعوب العربية تفتقر إلى نعمة الحرية التي أرادها الله للمؤمنين.
وبيّن أن الصرخة تعتبر موقفاً دينياً أمر الله به في كتابه وليست عملاً حزبياً ولا مذهبياً ولا طائفياً، بل هو نهج الأنبياء والأولياء الذين يقدمون المواقف القوية ضد الكفر والباطل، ولا أوضح من موقف نبي الله إبراهيم (عليه السلام) الذي أمرنا الله أن نقتدي به ونفعل كما فعل {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَآؤُا مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}، فنبي الله إبراهيم تبرأ من قومه الكافرين فكيف لا نتبرأ من رأس الكفر أمريكا وإسرائيل؟!. بل إن نبي الله إبراهيم تبرأ من أبيه عندما وجده مصرِّاً على كفره، ووصفه الله عندها بأنه أواه حليم {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ}، كما أن الله تعالى أمر النبي صلى الله عليه وآله أن يُرسل الإمام عليًا (عليه السلام) في العام التاسع للهجرة ليقرأ على الناس في الحج: العشر الآيات الأولى من سورة براءة، ويعلن البراءة من الكافرين، {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}، ونجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((لو أن عبداً صام نهاره وقام ليله وأنفق ماله عِلقاً عِلقا في سبيل الله, وعبد الله بين الركن والمقام حتى يكون آخر ذلك أن يذبح بين الر كن والمقام مظلوماً لما رُفع إلى الله من عمله مثقال ذرة, حتى يُظهِر الموالاة لأولياء الله والمعاداة لأعداء الله))، وكم حذَّر الله الإنسان أنه إن لم يتبرأ من الظالمين في الدنيا؛ فإنه سيتبرأ منهم في الآخرة ولكن صرخاته وبراءته ولعناته للظالمين في ذلك اليوم لا تنفع.
وتابع: وكم نجد لهذه الصرخة العظيمة من أثر في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني وأبطالنا المجاهدون يرفعونها بعد كل اقتحام وانتصار. فلقد انطلق (هتاف الحرية) والمشروع القرآني من واقع الشعور بالمسؤولية أمام الله، ومن منطلق قول الله تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} وجاءت ألفاظ الشعار من آيات القرآن، وبدأ بعبارة: (الله أكبر) لأن الله قال: {وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً} ليقدمها ثقافة، ويرسخها إيماناً واعياً واثقاً في مرحلة حرصت أمريكا وإسرائيل وأدواتها على أن يرسخوا في قلوب الناس أن أمريكا أكبر من كل شيء؛ لكي يخافها الناس ويثقوا بها ويتجهوا نحوها وينسوا الله، وقلنا: (الموت لأمريكا ـ الموت لإسرائيل) لأن الله هددهم بالموت فقال: {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}. وفي مرحلة أرادت منَّا أمريكا وإسرائيل والعملاء المنافقون أن نترك أمريكا لتَقتل وتميت وتفعل بنا ما تشاء دون أن نعمل أو نقول شيئاً، وفي مرحلة تعمل أمريكا وإسرائيل على أن تميت الأمة قتلاً، وتُميتها خضوعاً واستسلاماً وعجزاً وذلاً وبكل أشكال الموت المعنوية والحقيقية، وقلنا: (اللعنة على اليهود) في حين يحرص اليهود وعملاؤهم على أن يظهر اليهود المفسدون في الأرض، ومنبع الشر والفساد؛ بأنهم أبرار وأخيار ودعاة إلى السلام وملائكة البشر، وقلنا: (النصر للإسلام) لتحقيق الوعد الصادق من الله بالنصر الحاسم والمؤكد للإسلام المحمدي الأصيل، وفي حين يريدون تصوير الإسلام بأنه دين الانحطاط والإرهاب والفساد، وأنه دين هزيمة لا قيَم فيه ولا شرف ولا ضمير.

بوصلة العداء:
ويرى جحاف أن الشعار حتى اليوم حقق الكثير من الأهداف، فقد حقق أولاً: نقلة نفسية ومعنوية وواقعية وعملية، وحطَّم جدار الصمت، وانتقل بالأمة من حالة اللاموقف إلى حالة الموقف، ومثَّل بداية المشروع القرآني، ثانياً: كان له الأثر الكبير في إخراج السفير الأمريكي وطرده وجنود المارينز من صنعاء، وفقدوا تأثيرهم المباشر على هذا البلد، ثالثاً: أوجد حالة من السخط في قلوب الناس؛ بينما يريد اليهود أن يمسحوا هذه الحالة لتتحسن صورتهم أمام الشعوب، رابعاً: الشعار فضح الأمريكيين في ادعائهم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، خامساً: بنى واقعاً محصَّناً من الاختراق؛ لأن أهم ما يركز عليه الأعداء هو التجنيد من الداخل، سادساً: الشعار ارتقى بالأمة إلى ما هو أكبر وأعظم؛ فارتقى بمن استجابوا إلى حالة الاستعداد للمواجهة مع العدو، وظهر هذا جليَّاً في مواجهة الشعب اليمني للعدوان الأمريكي السعودي، سابعاً: الشعار يرسخ فينا الثقة بالله، ويوجه بوصلة العداء إلى الأعداء الحقيقيين للأمة، ويهيئ للمقاطعة الاقتصادية.

النضوج الفكري:
أما بلال الحكيم- أمين عام مجلس الشورى سابقا فذهب بالقول: بعد أن أثبتت كل التجارب والأحداث والتحولات صدقية هذا المشروع المختزل في صيغة الصرخة الشديدة الوضوح والصرامة وفي كل ما رافقها من استهداف وحروب شاملة وشمولية في ضراوتها وعدائها لمن يتبنى هذا المشروع فإن كل ذلك قد أدى إلى تعزيز ورسوخ الإيمان بهذا التوجه لدى من حمله في مراحله وتحولاته المتعاقبة.
وأضاف: ان هذه الصرخة قد حددت الموقف والوجهة وحصرتها بالعداء والبراءة من أعداء الله اليهود ومن والاهم والنصارى ومن والاهم والأمريكان ومن والاهم في سياسة الاستكبار والاستعمار والإرضاخ والقتل لشعوب العالم المستضعفة وجعلته موقفاً ثابتاً وابدياً إلى أن يحقق الله النصر على هذه الأطراف ويتم تحرير الأمة من شرهم وكيدهم وخبثهم.
وبين أن أحداث اليمن قد كانت ولا تزال تؤكد على أن لا استقلال ولا تحرر ولا بناء ولا نهضة لليمن إلا بعد تحقيق الخلاص من الهيمنة الأمريكية والسعودية والبريطانية وكذلك من أدواتهم التي تنخر وتعبث وتحرف المسارات من الداخل.
ويرى أن الشعب اليمني اصبح اكثر وعياً ونضوجاً سياسياً وثقافياً ليعرف عدوه الحقيقي، ويعرف كيف ينتصر عليه ومع من يصطف وينتمي ويوالي لكي يتحقق هذا الخلاص وهذا الانتصار، وقد عرفوا جيداً ان من هيأهم الله لقيادة المرحلة ابتداءً بالشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي وصولا إلى قائد الثورة وقائد الجبهات السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إنه بهذا النهج وبهذا المسار وتحت هذه القيادة المباركة سيتحقق النصر الكبير وغير ذلك مجرد مساومات ومداهنات وبيع وشراء في الثوابت والمبادئ والمصائر للشعب والأرض.

قد يعجبك ايضا