مشاريع صغيرة ومشاريع كبيرة

حسن الوريث

 

قبل أيام وفي إطار زياراته الاستطلاعية للجهات والمؤسسات والهيئات التابعة لوزارته اطلع على نشاط ما يسمى بمركز تدريب القيادات الشابة واستمع الى ذلك الشرح الجاهز الذي يتم قوله دوما لكل الوزراء الذين بدأوا عملهم بهذه الزيارات ثم عادوا إلى مكاتبهم مكتفين بما سمعوه ولم يكلف أي من الوزراء نفسه لمعرفة الهدف الحقيقي من إنشاء هذا المركز وهل تتناغم فعلاً مع أهداف الوزارة والاتحادات والأندية واحتياجاتها التدريبية أم أن كلاً منهم يعيش في واد ويغرد بعيدا عن الآخر؟.
هل سأل وزير الشباب والرياضة القائمين على المركز عن مخرجاته الحقيقية ؟ وكم وصل منها إلى مراكز القيادة سواء في الوزارة أو إدارات الاتحادات الرياضية والأندية ؟ أم أن هذه المخرجات كان نصيبها الشوارع للبحث عن عمل هنا أو هناك لم ولن تجده؟ وهل تلك الدورات الروتينية مدفوعة الأجر التي ينفذها مجدية أم أن مثله مثل أي مركز تدريب من تلك العشرات والمئات من المراكز التي تمتلئ بها البلد بغرض الكسب المادي؟ وأين تذهب كل تلك الأموال التي يجبيها المركز من رسوم الدورات ومن إيجارات القاعات؟ وهل استفادت منها الوزارة على الأقل كمورد من الموارد إذا كان الهدف من إنشاء المركز هو هذا وليس كما هو مكتوب في اللافتة “مركز إعداد وتدريب وتنمية القيادات الشابة”؟.
ونحن بدورنا نسأل وزير الشباب والرياضة: هل ستتحول هذه الزيارات التي قام بها إلى اطلاع ومعرفة حقيقية عن دور الجهات والقطاعات والمراكز التابعة للوزارة؟ وهل فعلا اكتفى بما سمعه من كلام منمق من مسؤوليها عن مهام وأنشطة معظمها وهمي وفي الواقع ليس لها أثر على الإطلاق وبإمكانه التأكد بنفسه من خلال مقارنة تلك التقارير بالنتائج التي تحققها قطاعات الوزارة والجهات التابعة لها بما هو في الواقع العملي حينها سيتأكد أن تلك التقارير كاذبة وأنها تقدم لكل الوزراء مع تغيير في التاريخ وإزاحة أرقام وإضافة أخرى فقط؟ وفيما يتعلق بما يسمى مركز القيادات الشابة أين تلك المخرجات ودورها في تطوير قطاع الرياضة والشباب في بلادنا ونحن مازلنا نفتقر فعلا إلى قيادات إدارية تقود العمل الرياضي والشبابي في كافة الأجهزة الرياضية؟ وهل فعلا أنتم تريدون استمرار المركز بنفس نظامه العقيم وآليته الفاشلة أم أن لديكم خطة طموحة لتحويله من مركز عاجز للجباية الخاصة إلى مركز وطني لإعداد القيادات الرياضية والشبابية وفق رؤية جديدة واستراتيجية مستقبلية واضحة ومشروع كبير؟.
بالتأكيد أن التدريب والتأهيل من أهم الجوانب التي يفترض أن يتم التركيز عليها من قبل المسؤولين على الشباب والرياضة في الوزارة أو الاتحادات والأندية الرياضية، على اعتبار أننا بحاجة إلى تدريب وتأهيل الكوادر الرياضية والشبابية على أسس علمية متطورة في مجالات الإدارة والتدريب والتنظيم والتخطيط وتمكينهم ليصبحوا قيادات تدرك كافة الأبعاد بما من شأنه الارتقاء بالرياضة اليمنية، لكن ما يحدث في بلادنا أننا جعلنا عملية التدريب والتأهيل في آخر اهتماماتنا وربما أنه من باب إسقاط الواجب أو الجباية، والدليل على هذا الكلام أن اليمن تفتقر لمراكز التدريب والتأهيل الحقيقية على كافة المستويات من الوزارة إلى الاتحادات والأندية وحتى كليات التربية الرياضية التي تكتفي بتخريج طلابها لينضموا إلى قائمة الانتظار.
هل يمكن أن يلتفت الوزير الجديد إلى أهمية هذا الجانب وإعادة النظر ليس في هذا المركز الفاشل فقط ولكن في موضوع التدريب والتأهيل الرياضي والشبابي بشكل عام واستبداله بمشروع كبير يهدف إلى إعداد قيادات رياضية كفؤة تقود العمل الرياضي والشبابي بمهنية واقتدار وهذا ما تحتاجه بلادنا فعلا وليس مشاريع صغيرة للجباية؟.. نأمل أن تكون هذه الرسائل والنساؤلات قد وصلت إلى الوزير الجديد وأن تجد إجابات وصدى وأن يبتعد عن روتين الزيارات لمجرد إسقاط الواجب، ليكون له قصب السبق في تحقيق مشروع تدريبي كبير بعيدا عن المشاريع الصغيرة.

قد يعجبك ايضا