د/ هشام محمد الجنيد
إن الهدف الذي جاهد في سبيله شهيد القرآن القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه هو السير على الخط المحمدي بتبليغ رسالات الله لخشيته من الله لم يخش الأنظمة الغربية وعلى رأسها نظام الشيطان الأكبر وعميله النظام السابق في مسار نضاله الثوري في سبيل الله.
وبداية وقوفه رضوان الله عليه ضد أنظمة الشر كان بإعلانه الصرخة بتاريخ 2002/1/17م، ويختزل شعار الصرخة برنامج المسار الجهادي والثوري، وينفذ على ضوء منهجية المسيرة القرآنية لتحرير اليمن من وطأة العمالة، ولبناء الدولة اليمنية الحضارية العادلة القوية، ولتوحيد الأمة والدفاع والحفاظ على الإسلام كدين عالمي للناس جميعا بمختلف ألوانهم ولغاتهم وعلى أساس صحوة الشعوب ووعيها وانتفاضتها في وجه الأنظمة الفاسدة للرجوع إلى خط الله، ليكون القرآن هو المصدر الأساسي للنظام الذي يحكم المجتمعات الدولية ويسود السلام والأمن والعدالة مختلف الشعوب والقبائل في أصقاع الأرض، قال الله سبحانه وتعالى (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) سورة الروم، من الآية (47). وقول الله تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا) سورة النساء، الآية (105).
ومن أهم الدلالات والأهداف التي يحملها شعار: «الله أكبر ، الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود ، النصر للإسلام »، الذي وضعه مؤسس المسيرة القرآنية الشهيد القائد – رضوان الله عليه – والمستوحاة من دروس من هدي القرآن الكريم للشهيد القائد رضوان الله عليه ومن دروس الصرخة في وجه المستكبرين التي ألقيت في صعدة وأولها كانت بتاريخ 2002-1-17م .. من أهم دلالات وأهداف الشعار ما يلي:
– الصرخة في وجه أمريكا وإسرائيل ورفع الصوت بلعنة اليهود إنما هي تجسيد للطاعة والإيمان بالله ورسله، هي تجسيد للإيمان العملي بآيات الكتاب التي لعنت اليهود الأعداء على لسان أنبياء الله ورسله.
– الشعار يحمل ضمن أهدافه توجيه رسالة للأعداء مفادها رفض الحقيقة (حقيقة الهزيمة النفسية) التي يريدوا ترسيخها في نفوسنا كواقع ثقافي منحرف (انعدام الهوية الإيمانية) لتكريس تبعية الدولة وتمزيقها وإضعاف المواطنين.
– توجيه بوصلة العداء إلى الأعداء الحقيقيين للأمة أمريكا وإسرائيل.
– الصرخة في وجه المستكبرين هي تجسيد للبراءة التي أمر بها في القرآن الكريم، فهي النداء لجمع الكلمة وتوحيد الصف والموقف، قال الله تعالى (بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ) سورة التوبة ، الآية (1).
– الشعار هو تعبير عن الشعور بمسؤوليتنا أمام الله للحفاظ عن الإسلام والدفاع عن المسلمين.
– الصرخة تمثل حربا نفسية في نفوس الأعداء، تثير في نفوسهم الذعر والخوف، فكلمة “الله أكبر” تحمل ضمن معانيها أن الله هو القوي هو القاهر هو الغالب هو الولي هو القادر هو الناصر، ينصر جنوده وعباده أمام الأعداء، والأعداء المستكبرين أمريكا واسرائيل يشعرون بعظمة الخوف والرعب في نفوسهم عندما يسمعون الصرخة، فعدائيتهم ضد الشعار وضد رجال المسيرة القرآنية إنما هي في الأصل ضد الله بالوقوف ضد المشروع الإلهي الخاتمي الذي يحمله الشعار .. وهنا ندرك أهمية ما تعلمنا من الشهيد القائد بأن (لو رفع الناس الصرخة هذه في كل بلد، لتوقفت أمريكا وإسرائيل عما تريد أن تعمله).
إن جنود الله يجاهدون في سبيله لإعلاء كلمة الحق التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على رسوله محمد صلوات الله عليه وآله وسلم للحكم بين الناس بالحق، بينما الأعداء يجاهدون في سبيل الشيطان، ولذلك مهما امتلك الأعداء من سلاح قوي، فكيد الشيطان وأوليائه في نهاية المطاف ضعيف، ومناصري ورجال المسيرة هم المنتصرون.
وخوف وذعر الأنظمة الاستكبارية من الشعار وأهدافه قد تجلت في دفع النظام الأمريكي سفيره في اليمن (أدموند هول) قبل الحرب الأولى بالتنسيق مع سلطات النظام السابق الأمنية لإزالة الشعار ولزج وتعذيب مناصريه الأحرار بالسجون .. ماذا كانت النتيجة من سعي الأعداء وأدواته – بما يمتلكونه من مال وسلاح ونفوذ – منذ عام 2002م لإنهاء مشروع المسيرة تحت شعار الصرخة ؟.
منذ تلك الفترة وحتى الوقت الحاضر والعدوان السعودي الأمريكي وحليفه النظام السابق والعملاء في حرب شاملة ضد المسيرة، حرب مسعورة مباشرة وغير مباشرة على الشعب اليمني، حرب على المجاهدين في سبيل الحق .. لم ولن يحققوا ما تآمروا عليه لإخماد الصرخة .. بل لحقت الهزائم بهم، إذ تراجعت مكانة أمريكا من القطب الواحد في العالم منذ سنوات ليصبح نظام تعدد الأقطاب هو السائد، وتعرت وضربت مكانتها الهشة عسكريا في المنطقة، وضرب أنفها من محور المقاومة الإسلامية وأساسا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتعرضت لعدة خسائر وهزائم في عدوانها ضد بلادنا من قواتنا اليمنية.
وهزائم العدوان وعجزه الوصول إلى أهدافه المشؤومة هو جزاء لوقوفه ضد الصرخة وما زال القادم أعظم بإذن الله .. وأصبحت أمريكا عسكريا في رأيي دون المركز الأول والثاني على الأقل، والقوة الاقتصادية لهذا النظام الإمبريالي في طريقه إلى الانكماش، فمعظمه قائم على سطو ونهب ثروات الشعوب العالمية، حيث قواعد النظام الاقتصادي العالمي غير منظمة على أساس العدالة والمنافسة الشريفة، وهو الأمر الذي يتنافى ومبادئ المشروع الإسلامي الذي يصرخ لنصرته المؤمنون والأحرار .. وعملا بالشعار، يجب مقاومة الحرب الاقتصادية التي تقودها أمريكا ضد بلادنا بمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية والسعودية والإماراتية، فهي في المقابل فرصة للتوجه نحو التنمية الوطنية الشاملة وتنمية المنتجات المحلية.
– يزرع شعار الصرخة السخط في نفوسنا ويدفعنا للجهاد في الله في مختلف الميادين والساحات لمواجهة قوى الاستكبار العالمية.
– يعمق الشعار في نفوس المؤمنين بالمسيرة القرآنية يعمق فيهم الثقة بالله والتوكل عليه، ويحصنهم من التولي للأعداء، ويبصرهم الرؤية السليمة والسديدة، ويمنحهم أضعاف القوة والشجاعة والانتصارات في مواجهة أعداء كلمة الحق.
– الشعار عمل على النقلة من حالة الجمود والصمت والتبعية والاستبداد والتضليل والتفرقة والضعف والخوف والذل إلى واقع الحركة والمواجهة والاستقلال والحرية والصحوة والوحدة والقوة والشجاعة والعزة.
– يدعو الشعار إلى حماية الإسلام من مؤامرات وخطر أعداء الحق ونشر نوره ولو كره الكافرون.
– يحمل الشعار في طياته الإيمان العملي بالهوية الإيمانية لنعرف كيف نبني واقعنا الشامل على قاعدة الاستقلال والتعاون والاحترام المتبادل مع الدول الأخرى، وندرك مخططات الأعداء وكيف يجب أن نصدها بالوقوف صفا واحدا.
– يرمي الشعار إلى تأسيس الهوية الإسلامية الجامعة لتوحيد شعوب الأمة الإسلامية، وسير أنظمتها السياسية في إطار مبادئ القرآن الكريم.
– الصرخة سلاح وموقف بالعزيمة والثبات وقوة الإرادة، بالبناء والتصنيع الحربي وإعداد القوة والتدريب العسكري والتوعية وعلى موقف ثابت وموحد، موقف دفاعي وهجومي ضد أعداء الحق والوطن.
– لم تكن جغرافية الصرخة محصورة في مران وصعدة، بل كانت مناسبة انطلاقتها لمواجهة الخطر الذي يحيق بالدين والأمة والمستضعفين محليا وإقليميا ودوليا، إذ تحدث الشهيد القائد رضوان الله عليه عن النظرة المستقبلية للشعار وأقر بأن هذا الشعار لن يكون محصورا في مران وصعدة أو في اليمن بل ستعم الصرخة كل أرجاء البسيطة وعيا وأنفة ونصرا وثباتا بقدر مالها من تأثير عظيم يتحرك بها المؤمنون ويستمدون منها القوة والعزة.