حصار مطبق تفرضه علينا قوى العدوان برعاية سعودية ودخل عامه السابع وحول العيش بصورة طبيعية بعيداً عن الخوف والأزمات إلى مطلب بعد أن كان حقاً مشروعاً يحصل عليه الجميع دون أي مقابل. هذا هو واقع الحال البائس في بلادنا في الوقت الحالي كيف لا وتلك الدول المشاركة في الاعتداءات الجوية والحصار البربري قد محت من قاموسها كل قواعد الإنسانية وتناست أننا من العرب وتجمعنا معهم روابط مشتركة سواء في الدين أو في اللغة وغير ذلك سعياً منها لتحقيق مآربها الدنيئة وأهدافها السياسية عبر الأراضي اليمنية مما حول الوضع العام في اليمن إلى مأساة إنسانية وأخلاقية بكل ما تحمله الكلمة من معني .
الخوف بات العنوان الأبرز في الوضع الراهن بعد أن وصلت الأزمات لكل شيء الماء والكهرباء والمشتقات النفطية.. وانقطاع الرواتب حتى طالت المواد الغذائية وقوت يوم المواطن البسيط مما دفع الكثير للفرار إلى قراهم هرباً من واقع لا يرحم خاصة بعد أن شلت حركة غالبية الأعمال بسبب الحصار الجوي والبحري والبري الذي نال من الشعب قبل أن يصل إلى أهدافهم المزعومة وهذا ما يبدو جلياً عند رؤية تلك الصفوف الطويلة المتصارعة على كيس من القمح في ظاهرة لم يعتد اليمنيون على رؤيتها وكذلك عند رؤية الشاحنات المحملة بالأثاث المنزلي تغادر المحافظات هرباً من أزمة فرضها علينا التدخل الخارجي ومن ويل صواريخ الطائرات والبارجات البحرية على المدن اليمنية وشظايا انفجار مواقع البنى التحتية العسكرية والاقتصادية اليمنية.
لم تفرق أضرار الهجمات العسكرية على بلادنا بين الشيوخ والنساء والأطفال فقد قتلت تلك الصواريخ الكثير منهم وبثت الخوف في قلوب البقية. خاصة عند الأطفال والنساء.
الوضع الإنساني والاقتصادي في اليمن يتهالك وهذا ما دفع الكثير من الشركات الخاصة تعليق أعمالها إلى أجل غير مسمى وتقديم إجازات بدون راتب للموظفين وإغلاق عدد من المحلات التجارية والفنادق وركود مخيف في حركة السوق.
وهذا ما يدفعني للتساؤل: هل ستوقف السعودية وشركاؤها هذه الضربات والحصار في ظل تفاقم الأزمات الإنسانية أم أنها ستستمر باستنزاف البنى التحتية لليمن دونما مبالاة …؟