وانتصرت المقاومة الفلسطينية على العدو الإسرائيلي والتطبيع العربي

حسن حمود شرف الدين

 

 

■.. أن يأتي انتصار للمقاومة الفلسطينية على العدو الإسرائيلي بعد حملة تطبيع لقيادات دول خليجية وعربية مع هذا العدو الغاصب، فهذا يعني أن الدم الفلسطيني ما يزال ثائرا أمام العدو الإسرائيلي رغم انجازات العدو بتعاون حليفتها الكبرى أمريكا في إخضاع حكام الخليج والعرب وإجبارهم على العمالة أولاً ثم التطبيع ثانياً.
نبارك للشعب الفلسطيني انتصاره التاريخي على العدو المشترك الإسرائيلي.. إذ يعتبر هذا الكيان غير الشرعي عدوا مشتركا للأمة العربية والإسلامية قامت بزراعته بريطانيا في جسد الأمة العربية والإسلامية.
وبعيدا عن قصة زرع النبتة الشيطانية في هذا الجسد المثخن بالصراعات التي تذكيها قوى الاستكبار العالمي سنعيش معكم لحظة الفرح والنشوة بهذا الانتصار الرباني العظيم.. وماذا بعد!!.
انتصار المقاومة في غزة لها أبعاده العميقة والحساسة بالنسبة لخطط واستراتيجيات الإدارة الأمريكية في المنطقة.. هذا الانتصار سيحرك الشعوب العربية والإسلامية ضد قياداتها العميلة مع النظام الأمريكي والمطبعة مع العدو الإسرائيلي؛ خصوصا زعماء دول الخليج وفي مقدمتهم العدو السعودي والعدو الإماراتي اللذان تماديا في عمالتهما وتطبيعهما إلى درجة اعتبار القضية الفلسطينية قضية هامشية لا تعني شيئا للشعوب، بل بدأت بتدجين الشعوب في بعض مناطق دول الخليج أن يتبنوا الدفاع عن العدو الإسرائيلي نيابة عن الأنظمة، وهذا في حد ذاته مؤشر خطير أن تمحى القضية المشتركة للأمة الإسلامية من اهتمامات الشعوب.
إن معركة سيف القدس كانت بمثابة غربال لتوجهات الأنظمة والشعوب.. فحين تشن السعودية والإمارات عدواناً غاشماً علينا نحن الشعب اليمني باسم الدين والعروبة والقومية العربية؛ كانتا غائبتين تماما عن المشهد الفلسطيني وما يتعرض له المواطنون في قطاع غزة المحاصرة وظهر مندوب المملكة السعودية في اجتماع مجلس الأمن ضعيفا جدا ولم يكن له أي أثر ايجابي تجاه هذه الحرب العدوانية.
نحترم الآراء والتوجهات الواضحة تجاه هذه القضية ولا نحترم تلك الأنظمة التي طالما تاجرت بالقضية الفلسطينية وكسبت من ورائها المال والجاه وثقة الشعوب، بينما هي إحدى أدوات قوى الاستكبار في السيطرة على المنطقة العربية والإسلامية واحتلالها ونهب ثرواتها ونشر ثقافتها المغايرة لعادات وتقاليد العرب والمسلمين.
إنه الله وحده الذي وعد عباده المستضعفين بالنصر إذا ما ارتبطوا به وجاهدوا في سبيله تعالى ضد عدوه وعدو الأمة الإسلامية والمتمثل في اليهود والنصارى.. إنه انتصار للقيم والمبادئ الإسلامية والقومية العربية الحقيقية.. إذ لا يسمح الدين والعرف أن تجعل من نفسك لقمة سائغة للعدو مهما كان ولا أن تجعل من نفسك مطية للآخرين للنيل من دينك واحتلال أرضك واستعباد شعبك.
ماذا بعد هذا النصر العظيم الذي حققته المقاومة الفلسطينية على العدو الإسرائيلي..؟ فمن تجربتنا مع عملاء هذا العدو في اليمن فإنني أنصح المقاومة الفلسطينية بأن تكون صفا واحدا وأن تسد ثغرات أي خلاف أو تشتت بين صفوفهم ويواصلوا الدرب في تطوير الصناعات العسكرية.. فالعدو الإسرائيلي سيبدأ منذ إعلانه وقف إطلاق النار على بث الفرقة والخلاف بين أوساط المقاومة.. وسيعمل على خلق المواجهات وإثارة النعرات ونشر الشائعات الكاذبة في داخل صفوف المقاومة.. فالحذر الحذر.. والانتصار الحقيقي على هذا العدو الشيطاني هو استمرار وحدتكم ووحدة كلمتكم وتوجهاتكم وضرباتكم.. الانتصار العظيم هو استمرار جعل الأهداف الحساسة للعدو الإسرائيلي، هي قبلة صواريخكم وضرباتكم الإلهية.

قد يعجبك ايضا