
كشف المدير التنفيذي لمشروع التوظيف في القطاع الخاص “وثبة” محمد خير العويني عن وجود خلل كبير في سوق العمل نتيجة التدفق الهائل للخريجين من الجامعات اليمنية بنحو 90ألف خريج سنويا مقابل فرص محدودة في السوق لاتتجاوز 30 ألف فرصة .
وبحسب العويني في لقاء خاص لـ الثورة “تنمية بشرية” أن سوق العمل يتطور وينمو بينما التعليم يقف في مكانة محلك سر .
ويرى أن التوظيف يحتاج مهارات لكن أغلب الشباب عاجزون عن كتابة سيرة ذاتية باحترافية ومهنية .
* ممكن تحدثنا في البداية عن مشروع التوظيف في القطاع الخاص الذي يتبناه البنك الدولي والمعروف باسم ” وثبة” ¿
– مشروع وثبة مشروع تجريبي يهدف إلى تحسين القطاع الخاص وتسهيل حصول الشباب من خريجي الجامعات والمعاهد المهنية على الوظائف المشروع يموله البنك الدولي .
يتكون المشروع من مكونين أساسيين الأول منح تطوير المنشآت والثاني يسمى بمكون التلمذة يستهدف الأول 400 منشأة في صنعاء وعدن ونركز في عملية التطوير على جانب الخدمات الاستشارية وهناك أهمية للخدمات الاستشارية ودراسة السوق والجدوى الاقتصادية والحملات الترويجية والوصول إلى أسواق جديدة هذه كلها وغيرها يغطي مشروع وثبة نصف تكاليفها .
وجدنا أن هناك فجوة بين مخرجات التعليم وما يطلبه سوق العمل يتخرج من الجامعات اليمنية سنويا أكثر من 65 ألفاٍ ومراكز ومعاهد التعليم الفني والمهني تخرج سنويا قرابة 25 ألفاٍ بمعنى هناك 90 ألف خريج داخلين جدد إلى سوق العمل الذي لا يستطيع أن يستوعب أكثر من 40 ألفاٍ .
عملية التوظيف تتطلب مهارات ومن خلال برنامج التلمذة الذي ننفذه نقوم باختيار مجموعة من الشباب وتأهيلهم وتدريبهم داخل المنشأة تستمر عملية التدريب لمدة 6 أشهر خلال هذه الفترة يقدم المشروع ميزتين منها نصف راتب هذا التلميذ وكذا تقديم دورات تدريبية متقدمة تنمي المهارات واكتساب المتدرب خبرة العمل في هذا الفترة بعد الأشهر الستة يكون القرار لصاحب الشركة في توظيف هذا التلميذ .
البنك الدولي نفذ برنامج التلمذة في أكثر من دولة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وحقق نتائج جيدة في تطوير مهارات الشباب من خلال البرامج التدريبية التي يقدمها لدينا هدف استراتيجي لتمديد المشروع بعد انتهاء الفترة المحددة له والمقررة بعامين وذلك لكي نصل إلى أكبر عدد ممكن من التلاميذ والشركات .
يجب على كل القطاعات والجهات في الحكومة والقطاع الخاص الاهتمام بالشباب وتنمية مداركهم من خلال التركيز على المشاريع والبرامج التي تعمل مباشرة مع هذه الفئة في المجتمع نستهدف طبعا نحو 4 آلاف تلميذ وأربعة آلاف منشاة من جميع محافظات الجمهورية ومثل ما قلت حاليا نحن في مرحلة تجريبية لمدة عامين وعملنا يشمل فقط صنعاء وعدن .
مسح ميداني
* هل لديكم جهود وبرامج تستهدف دراسة سوق العمل واحتياجاتها ومتطلباتها خلال الفترة الراهنة ¿
– قمنا من بداية شهر سبتمبر بإجراء مسح ميداني لاحتياجات القطاع الخاص والمسح تم بمعية استشاريين يعملون معنا ويزيد عددهم على 21 استشارياٍ منهم 11 استشارياٍ في صنعاء و9 في عدن من خلال المسح الميداني وجدنا أن هناك أكثر من ألفي تلميذ مطلوبين من مجموعة شركات وأكثر التخصصات المطلوبة مفتوحة طبعا أهمها في مجالات المحاسبة والتسويق وهناك طلب كبير لمندوبي المبيعات وكذا في تخصص اللغة الانجليزية هناك طلب للفنيين الميكانيكيين والهندسيين من خلال المشروع الذي ننفذه سيتم عرض هذه التخصصات على القطاع الخاص والبحث في مدى تلاؤم التخصصات المطلوبة من القطاع الخاص ومخرجات الجامعات والتعليم الفني.
مهارات
* ماهي مشكلة المخرجات بشكل رئيسي هل هي مشاكل ترتبط بوضعية التعليم أو أن هناك مشكلات أخرى تتعلق بوضعية سوق العمل ¿
– هناك بشكل عام مشكلتان أساسيتان مخرجات التعليم لا تلبي احتياجات القطاع الخاص يتخرج الطالب من الجامعة أو المعهد وأول ما يصل إلى سوق العمل والجهة التي اختارها للعمل يجد أن هناك مهارات إضافية مطلوبة يعني على سبيل المثال من خلال الشركات التي نتعامل معها تتطلب محاسبين وتجد طلبها أن يكون حاملاٍ لشهادة أو يستطيع العمل على نظام محاسبي معين أو يستطيع العمل على نظام الجودة “ايزو” وهذه من المهارات التي لا يجدها الطالب في الجامعات وهنا تكمن الفجوة سوق العمل يتطور وينمو والتعليم محلك سر من ناحية أخرى تجد أن خريج الجامعة تنقصه مهارات حتى في كتابة السيرة الذاتية مهارات كيف يقدم نفسة للمقابلة الشخصية أكثر الشباب تجده على عتبة التخرج من الجامعة ولا يستطيع كتابة سيرة ذاتية بشكل احترافي في هذا الجانب لدينا مشروع تدريبي لعدد كبير من هؤلاء الشباب ممن سيتم اختيارهم للانخراط بما يسمى بالتدريب العام لإكسابهم مهارات كتابة السيرة الذاتية والتحضير للمقابلة الشخصية كيف يستطيع العمل داخل المنشأة والتواصل الفعال وحجم المشكلات واتخاذ قرار بخصوص فريق العمل وكل هذه مهارات مطلوبة في عملية التوظيف .
معايير
* هناك الآن انتشار كبير لمراكز ومعاهد التدريب والتأهيل هل هي ظاهرة صحية أو فوضى ¿
– لا نستطيع أن نحكم على الجميع لكن في ظل الضعف الرقابي الواضح من قبل الدولة تجد الانتشار غير الطبيعي لهذه المراكز والمعاهد يجب أن يكون هناك معايير تنظم عملها وأهمها المناهج بعض المراكز تجدها تقدم دورات بدون مناهج المدرب هو الذي يضع المنهج من خلال المحاضرة التدريبية وهذا الأمر غير صحيح لأنه يجب أن يكون هناك مناهج تعتمدها جهات متخصصة هنا يكمن الخلل وكذلك الأمر في الطاقم التدريبي لأن البعض قد يعتمد على مناهج متطورة ولكن الضعف قد يكون في الكادر التدريبي لأن أغلب المراكز تفتح الباب لمن هب ودب يجب أن يكون هناك معايير تنظم عمل هذه المراكز والمعاهد .
اتحاد استشاري
* كيف يمكن أن تساهم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في استيعاب الشباب والخريجين والمساهمة في التخفيف من البطالة ¿
– كان هناك خطوة هامة تمثلت في إنشاء جهاز استشاري للمشروعات الصغيرة والمتوسطة عندما نتحدث عن تطوير أي منشأة لن يحدث هذا التطوير إلا بخدمات استشارية مقدمة من استشاريين سواء كانوا أفراداٍ أو شركات لدينا فقط 3% من الشركات والمنشآت لديها أنظمة جودة وفقط 9% تقوم بتدريب موظفيها 22% من هذه المنشآت استطاعت أن تطور أداءها لكن هناك عشرات الآلاف من الأعمال والمنشآت تعاني من مشكلة انعدام الخدمات الاستشارية تجد الكثير منها لديها طلبات استشاريين في الآلات الحديثة وفي تقديم خدمات محددة ومدى قابلية السوق لها مع الأسف الشديد نفتقد في اليمن للخدمات الاستشارية ولا يوجد استشاريون في تخصصات مختلفة والوصول للاستشاري في اليمن عملية صعبة لكن من خلال تأسيس هذا الاتحاد الخاص بالاستشاريين للمنشآت الصغيرة والأصغر سيكون مظلة يجتمع فيها معظم الاستشاريين في اليمن من جميع المحافظات والهدف من إنشاء هذا الاتحاد لتلبية مختلف الخدمات الاستشارية لقطاع الأعمال وسيكون بمثابة القلب النابضد لتطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة .
تدريب
* هناك من يرى عدم اقتناع القطاع الخاص بعملية التدريب والتأهيل برأيك ما السبب¿
– هذا الكلام صحيح مع الأسف الشديد هي بمثابة ثقافة منتشرة عند الكثير من أرباب القطاع الخاص عندما تنظر إلى تجارب دول أخرى نجحت بفضل الاهتمام بالعنصر البشري والذي يعد أسداس التطور والنهوض هناك إحصائية صادرة عن البنك الدولي تقول أن المنشآت التي تطورت من خلال عملية رصد لهذه المنشآت استمرت أربع سنوات أنه بسبب الاهتمام بتدريب وتأهيل موظفيها واستطاعت بالتالي أن تتبنى بعضاٍ من أنظمة الجودة وهذا يعني تطوير المنتج أو الخدمة وحصلت كذلك على ثقة وكالات خارجية التدريب مهم وغيابه قد يكون لثقافة لدى بعض أرباب العمل يجب الاهتمام بعملية التدريب والتركيز على التدريب النوعي الحديث الذي ينهض بالعمل ويتطور الأداء.