١٨١٠ غارات على غزة أدت إلى نزوح أكثر من ١٠٠ألف فلسطيني.. وسلطات العدو تمنع دخول المساعدات

 

هنية يدعو العالم للتحرك من أجل وقف جرائم العدوان الصهيوني على القطاع
قائد فيلق القدس يحث فصائل المقاومة على الاستعداد لـ”زوال الكيان المحتل”

الثورة  / إسكندر المريسي

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أمس الأربعاء، حصيلة الأضرار والخسائر التي تكبدها القطاع نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر لليوم العاشر على التوالي.
وقال رئيس المكتب سلامة معروف في مؤتمر صحافي أمس، إن «طائرات الاحتلال والمدفعية والبوارج الحربية شنت أكثر من1810 غارات على القطاع منذ بداية العدوان، حيث تركز القصف على البيوت والمباني السكنية والمقار الحكومية والبنى التحتية من طرق وشبكات كهرباء ومياه وصرف صحي».
وأضاف معروف «إجمالي الغارات في الليلة الماضية فقط بلغ 194 غارة نفذتها الطائرات والبوارج الحربية وكذلك المدفعية المتمركزة على حدود القطاع».
وتابع «العدوان خلّف خسائر مادية كبيرة، وأضرارا لحقت بالبنى التحتية ومنازل المواطنين والمزارع بلغت في تقديراتها الأولية ما يقارب 320 مليون دولار، منها حوالي 250 مليون دولار الخسائر المباشرة، وكذلك خسائر غير المباشرة قدرت بما يقارب 75 مليون دولار».
وبيّن أن أكثر من 1330 وحدة سكنية تضررت بشكل كلي أو تعرضت للهدم، فبما تعرضت أكثر من 12800 وحدة سكنية لأضرار بين متوسطة وجزئية جراء القصف المتواصل.
وتابع المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة «كما بلغ عدد الأبراج السكنية والمنازل التي تم هدمها بشكل كلي 184 فيما تعرض للهدم الكلي أيضا 33 مقرا إعلاميا، فضلا عن أضرار في مئات المؤسسات والجمعيات والمكاتب».
وأضاف «قصف العدو 74 مقرا حكوميا ومنشأة عامة تنوعت بين مقرات شرطة ومدنية ومرافق خدماتية، وكذلك تضررت 66 مدرسة ومرافق صحية وعيادات رعاية أولية بشكل بالغ وجزئي جراء القصف الشديد في محيطها».
وأكد معروف أن القصف طال أيضا مزارع حيوانات وأراض زراعية وآبار وشبكات ري، وكذلك تم قصف شوارع وبنى تحتية ممثلة في شبكات مياه وصرف صحي، وفي قطاع الطاقة جرى قصف شبكات ومحولات وخطوط الكهرباء، وشبكات اتصالات وإنترنت ومحولات ومعدات، كما تضررت عشرات المركبات بشكل كامل وجزئي.
وأشار إلى نزوح أكثر من 100 ألف فلسطيني من أماكن سكنهم بسبب القصف المتواصل منذ عشرة أيام، لجأ منهم ما يقارب 44 ألفا إلى مراكز الإيواء، فيما لجأ العدد الباقي إلى أماكن أخرى.
إلى ذلك وجّه رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين «حماس» إسماعيل هنية رسالة جديدة إلى المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، داعيا العالم الإسلامي والمجتمع الدولي للتحرك الفوري من أجل وقف الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وأشار هنية – في رسالته – إلى تصاعد اعتداءات وجرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، قائلا «أجرينا اتصالات واسعة مع مختلف الأطراف طلبنا فيها العمل على منع استمرار جرائم العدو وأهدافه البغيضة وحذرنا من أن هذه الجرائم لن تبقى دون رد من قبل الشعب والمقاومة الفلسطينية» – حسب وكالة «فارس» الإيرانية.
وأضاف «إصرار قادة الكيان الصهيوني المجرمون على مواصلة الاعتداءات ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته كان يستلزم الرد الحازم والمشروع عن قبل المقاومة في قطاع غزة»، مشيرا إلى أن «العدو المجرم يرتكب الجرائم الأكثر وحشية ضد سكان غزة بالأسلحة المحظورة دوليا والأكثر فتكا ويرتكب أفظع الجرائم بحق المتظاهرين في القدس والضفة والأراضي المحتلة».
وطالب هنية «بالتحرك الفوري وتعبئة المواقف الإسلامية والعربية والدولية بهدف اتخاذ مواقف حازمة وإرغام الكيان الصهيوني على وقف جرائمه ضد سكان غزة المحاصرين ووقف أي عدوان على سكان القدس ومقدساتهم وإنهاء أي تجاوزعلى المسجد الأقصى والمصلين الفلسطينيين فيه.
وفي سياق متصل تحدث قائد «فيلق القدس»، التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني مع قادة الفصائل الفلسطينية، داعيا إياهم للاستعداد لـ»زوال إسرائيل».
وقالت قناة «الميادين» إن «رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية تلقى اتصالاً هاتفياً من قائد «قوة القدس» في حرس الثورة الإيراني العميد إسماعيل قاآني.
وأكد قاآني لهنية أن «إيران تقف إلى جانب الحق الفلسطيني، في ظل الانتهاكات الإسرائيلية والجرائم التي ترتكبها في القدس وغزة، وتدعم الصمود والبسالة الفلسطينية»، مشيدا بالمقاومة الفلسطينية، وأدائها المتطور وقدرتها على حماية الشعب الفلسطيني والدفاع عنه.
واعتبر أن «على الشعب الفلسطيني الاستعداد لاستلام إدارة بلاده بعد زوال إسرائيل، فيما تعهد بأن «إيران ستقدم كل ما في وسعها حتى تحقيق هدف تحرير كامل التراب الفلسطيني».
وأعرب قاآني عن «إدانته واستنكاره ممارسات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الشيخ جراح وقطاع غزة، المنافية للأعراف والقوانين الدولية كافة»، مضيفا أن «معركة سيف القدس جعلت فلسطين أمام منعطف تاريخي وفلسطين جديدة ومختلفة».
وأشار قاآني إلى «قيام المقاومة بواجبها في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى»، كما أكد أن «معركة القدس هي معركة الأمة كلها وقضية الأمة كلها».
من جانبه، أكد هنية، خلال الاتصال، أن معركة القدس هي «معركة الأمة وقضيتها قضية كل الأمة»، مشدداً على «أهمية دورقوة القدس في مد المقاومة بكل أسباب القوة التي تسهم في صناعة النصر».
كما أجرى العميد إسماعيل قاآني اتصالاً بأمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة أشاد خلاله «بالتفوق الروحي والعسكري للمقاومة الذي ظهر في معركة سيف القدس».
وأكد قاآني أن «المقاومة أسقطت بشكل نهائي هيبة العدو وتكبده خسائر فادحة»، وقال «مطمئنون إلى أننا سنصلي قريباً في القدس مع الشعب الفلسطيني نحن وجميع أبناء الأمة».
من جهته، أكد نخالة أن «حالة المواجهة الشاملة مع الاحتلال ستستمر حتى تحرير كل التراب الفلسطيني»، مشيراً إلى أن «الدعم الإيراني الذي أسس له شهيد القدس الحاج قاسم سليماني وضع المقاومة اليوم على طريق النصر».
من جانبه قال المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، عدنان أبو حسنة إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعت إدخال مساعدات غذائية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم التجاري.
وأضاف أبو حسنة إن «سلطات العدو منعت إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع، فيما لم تعط موافقة حتى اللحظة لدخول مفوض عام الأونروا إلى غزة».
وطالب أبو حسنة بفتح المعابر مع قطاع غزة، قائلا: «نأمل أن يتم فتح المعابر اليوم مجددا وأن يسمح لمفوضي الأونروا بالدخول».
وبيّن أن 48 ألفاً من سكان غزة نزحوا أمس من منازلهم وتم توزيعهم على 58 مدرسة في مختلف مناطق القطاع، مبينا أن «عدم إدخال المساعدات الإنسانية لغزة فورا سيكون له نتائج كارثية غير مسبوقة».
وأشار إلى أن استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة يعني مزيدا من النازحين في غزة، ومزيدا من الحالات الإنسانية الواجب معالجتها بشكل طارئ.
كما أكد أبو حسنة أن الوكالة بدأت بتقديم بعض الخدمات الإنسانية للنازحين، بالإضافة إلى خدمة الإيواء، مبينا أن العجز المالي الذي تعانيه الوكالة والمقدر بـ 150 مليون دولار يمنعها من تقديم خدماتها بالشكل المطلوب.

قد يعجبك ايضا