رياضة 22 مايو

د. جابر يحيى البواب

 

 

السبت القادم الثاني والعشرين من مايو 2021م يحتفل الشعب اليمني بمرور 31 عاماً على تحقيق لحمة اليمن أرضا وإنساناً من خلال اتفاقية الوحدة، الوحدة التي كانت هدفاً لكل أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب، حيث عملت جمهورية الجنوب الديمقراطية وجمهورية الشمال العربية منذ ستينيات القرن العشرين على إنشاء مؤسسات خاصة بشؤون الوحدة ولكن اختلاف النظام السياسي والاقتصادي كان عاملا معرقلاً.. كانت هناك عوامل أخرى مثل التدخلات الخارجية.. ولكن التغييرات الداخلية والخارجية الطارئة وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية العام 1989م والذي تفكك رسميا إلى دويلات في العام 1991م، وبالتالي ساعدت هذه الأحداث على التسريع في قيام الوحدة اليمنية.
ولأن الرياضة هي إحدى الوسائل الهامة والقوية والأفضل للمساعدة على التقارب والتكامل والاندماج والتعاون بين شعوب العالم وفي مختلف الظروف التي يعانون منها، وتستخدمها معظم الأنظمة في إصلاح ما يفسده رجال السياسة وأصحاب الرتب العسكرية الباحثين عن المصالح والارتزاق ونهب ثروات أوطانهم، فقد أدرك ذلك النظامان الشمالي والجنوبي، اللذان عملا على توحيد الحركة الرياضية في الشطرين عبر تكوين منتخب يمني موحد في العام 1988م وفي زمن التشطير مستبقين موعد توقيع اتفاقية الوحدة عام 1990م.
المنتخب الموحد بين الشطرين والذي شكله عشاق العمل الرياضي في العام 1988م لعب أربع مباريات ودية دولية، كانت أولهما ضمن الاحتفالات بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر مع المنتخب السوداني الشقيق في صنعاء وانتهت بالتعادل بين المنتخبين بهدف مقابل هدف، كما خاض المنتخب الموحد في العام ذاته وبمناسبة الاحتفالية ذاتها مباراة أمام المنتخب الإثيوبي على ملعب الشهداء بمدينة زنجبار بمحافظة أبين وانتهت بالتعادل.
بعد مرور أعوام على تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م ، برزت كتابات ضعيفة جدا لبعض الإعلاميين الذين صبغوا عباراتهم بالبأس والإحباط ، وتحميل الوحدة كل معاني الفشل والانهيار مدعين بأن الوحدة بين الشطرين هي السبب الرئيسي في تراجع الأنشطة الرياضية، غير أن كتاب الشمال كانوا أكثر واقعية واقرب إلى أحلام اليقظة.. وعلى العكس من ذلك فقد كان كتاب الجنوب أكثر إنكارا للواقع واقرب للخيال، لدرجة أن البعض منهم صور الرياضة قبل الوحدة في الجنوب بالأساطير والمعجزات وأنها رياضة الزمن الأجمل في الكون، على الرياضة بعد الوحدة، متجاهلا المنتخب الموحد وإنجازاته وكل الإنجازات التي تحققت لليمن محليا ودوليا بعد الوحدة.
يعد رحيل المدرب الوطني الكبير الكابتن سامي نعاش خسارة كبيرة على المنتخب والرياضة بشكل عام، رحل المدرب قبل أن يخوض منتخبه المباراة التمهيدية الهامة في بطولة كأس العرب، وكذا التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم في قطر العام 2022 وكأس آسيا الصين 2023، نعاش الذي بدأ حياته الرياضية لاعبا في نادي التلال العدني، ثم مدربا له محققا معه العديد من الانجازات، أهمها لقب بطولة الدوري، كما درب العديد من الفرق اليمنية كهلال الحديدة واتحاد إب.. رحم الله فقيد الوطن والحركة الرياضية المدرب الوطني القدير سامي نعاش واسكنه فسيح جناته والهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

قد يعجبك ايضا