الشهيد الزامكي.. “في الليلة الظلماء يفتقد البدر”

محمد صالح حاتم

 

وأنا أتابع مجريات الأحداث وما يجري في المحافظات الجنوبية المحتلة من عبث ونهب لثرواتها وتدنيس لترابها من قبل الاحتلال السعوصهيوأمريكي، تذكرت شهيدنا العميد سالم الزامكي الحاضر دائماً معنا في كل الأحداث السياسية والعسكرية والاقتصادية، فهو ليس غائبا ًعنا ولم يتركنا لحظة ًواحدة، بل هو موجود بيننا يقاسمنا مرارات الحرب وآلامها وشظف العيش، ويشاركنا التحدي والصمود والانتصارات التي صنعناها بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل تضحيات الشهداء العظام وحكمة القيادة.
كان الزامكي سلام الله على روحه الطاهرة يقرأ الأحداث بتمعن، ويتنبأ بما ستؤول إليه الأوضاع في حال اتبعنا مخططات الأعداء وانزلقنا في منزلق الاختلاف والتفرقة،
كان الشهيد الزامكي يمتلك الحكمة التي أتاه الله إياها، فمن خلال مقابلاته التلفزيونية ومقالاته الصحفية كان يحذِّر من خطر ما سمي بالربيع العربي الذي وصفه بالربيع العبري وعلاقته بالكيان الصهيوني ودور المال الخليجي في تأجيج الصراعات العربية – العربية، وإشعال فتيل الحروب الداخلية لصالح تمدد وتوسع السرطان الصهيوني في الجسد العربي.
واليوم مع ما تشهده المحافظات الجنوبية من محاولات لزرع الفتنة والتفرقة والطائفية، وما يتعرض له أبناؤها من اضطهاد وقتل ودمار وتجويع وحرمان وانعدام للخدمات في الوقت الذي تنهب ثروات هذه المحافظات، وأراضيها وجزرها تتحول لقواعد عسكرية أمريكية صهيونية في ظل صراع واقتتال بين أبناء هذه المحافظات فيما بينهم مليشيات هادي المدعوم سعوديا ، ومليشيات الانتقالي المدعوم إماراتياً، مع غياب صوت الحكمة والعقل لدى أبناء هذه المحافظات يجعلنا نفتقد الشهيد البطل سالم الزامكي صاحب الحكمة والعقل والذي كان له حضور فاعل في رفض كل ما تعرضت له هذه المحافظات من مؤامرات وصراعات واقتتال وخلافات في ما بينهم، كما أن وجوده في ظرف كهذا سيكون له دور كبير في تحريك أبناء هذه المحافظات لمقاومة الاحتلال السعودي الإماراتي، وطردهم من الأراضي اليمنية، وسيكون له دور بارز كذلك في توحيد الصف الجنوبي وتوحيد كلمة اليمنيين بشكل ٍ عام في مواجهة تحالف العدوان وتحرير الأراضي اليمنية من دنس الاحتلال.. فرحم الله الشهيد سالم الزامكي الذي اغتالته أيادي أمريكا والصهاينة المسماة القاعدة في الأول من مايو 2015م- أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة، عاش الزامكي وطنياً شريفاً وحدوياً وفياً لوطنه حتى آخر لحظات عمره والذي افتدى وطنه بأغلى ما يملكه وهو دمه الطاهر الذي روى به تراب اليمن الغالي.
عاش اليمن حرا ً أبيا ًوالخزي والعار للخونة والعملاء.

قد يعجبك ايضا