بالأمس القريب كنا ننتظر قدوم شهر رمضان بفارغ الصبر، واليوم ها نحن في اليوم الـ 26 منه… فهل حاسبنا أنفسنا كيف كانت أيامنا السابقة فيه؟ هل غلبنا اللعب وانتصرت علينا المباريات المنقولة، ناهيك عن المسلسلات التي لا حصر لها؟!.
ما زال في الوقت بقية، والليلة هي من أعظم ليالي الشهر الكريم.. إنها ليلة القدر، هي ليلة خير من ألف شهر، فيا فوز من ضاعف فيها الاجتهاد وعوض ما فاته خلال الليالي والأيام الماضية.
الأمم السابقة كانت أعمارهم بمئات السنين، بينما عمر أمة سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه هي بين الستين والسبعين، لهذا عوضها الكريم المنان بليلة تفوق الـ 80 عاما من الأجر والثواب… فلله الحمد والشكر على نعمه الكبيرة علينا.
فئة الشباب والرياضيين طحنتها الحرب، وكثير منهم بسببها فقد العمل الذي يعيل به أسرته، ومساعدة هؤلاء من التجار الميسورين أو من صندوق هيئة الزكاة، يخفف أعباء متطلبات العيد، خاصة لمن لديه أطفال كثر.
الرياضيون القدامى قدموا عصارة جهدهم لبلدهم، وكثير منهم فاته التوظيف بسبب انشغاله باللعب في الأندية والمنتخبات، والآن هم عاجزون ويصارعون الكثير من الأمراض، ولفتة كريمة نحوهم في آخر أيام الشهر الفضيل تدخل السرور إلى قلوب كما أدخلت الفرح لقلوب الملايين.
أحبتي في نهاية هذا الأسبوع نحن على موعد مع عيد الفطر السعيد، وهو عيد الجائزة لمن أتم صومه وأخرج ما عليه من زكاة الفطر، ليجبر بها صومه.. فكل عام ونحن جميعا واليمن الحبيب في فرح دائم، وقد جعل الله لما نعانيه نهاية طيبة.
اللهم لا تصرف عنا شهر رمضان إلا وقد رحمتنا وغفرت لنا وأعتقت رقابنا من النار، ووفقتنا للعمل الصالح بما يؤهلنا لأن نكون من أهل ليلة القدر.. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال. وعيد مبارك.