خذلان الحكومات وهرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع يرفع من قيمة هذا اليوم

عدد من القيادات الحزبية والسياسيين والمسؤولين لـ(الثورة):يوم القدس العالمي أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة

الجرموزي: محطة هامة في التاريخ العربي والإسلامي
العمري: فرصة هامة لخلق وعي بأهمية فلسطين وما تمثله القدس
البشيري: إعلان والتزام بعدم التخلي عن القضية المركزية للأمة
راجح: يجب أن يظل التحرير على رأس قائمة الأولويات
الروحاني: مرحلة أولى في طريق تحرير فلسطين شعباً وأرضاً ومقدسات.
الشرفي: هرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع يخدم المشروع التوسعي الصهيوني
الحوشبي:حق أصيل وإرث ديني لكل الأمة
العماري:ينبغي على الأمة الإسلامية المشاركة والاحتفاء بهذا اليوم العظيم

أكد المستطلعة آراؤهم على أهمية إحياء ذكرى يوم القدس العالمي، وضرورة الاستفادة القصوى من مثل هكذا مناسبات للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة المحمدية كأقل واجب وأبسط مساهمة لمؤازرة المناضلين في الداخل الفلسطيني.
وبهذه المناسبة «الثورة» استطلعت آراء عدد من القيادات الحزبية والسياسيين والأكاديميين وطرحت عليهم سؤالين حول ذكرى يوم القدس وتوجيه بوصلة الأمة نحو قضيتها المركزية (فلسطين) وسبل دعم الشعب الفلسطيني ومؤازرته في النضال حتى ينال الاستقلال ويتحرر ترابه ومقدسات الأمة المحمدية، وخرجت بالتالي:
الثورة / جمال الظاهري

نواة لتحرك شامل
البداية كانت مع المهندس/ لطف الجرموزي -رئيس تكتل الأحزاب السياسية اليمنية المناهضة للعدوان- الذي بدأ حديثه عن أهمية المناسبة فقال: يمثل يوم القدس العالمي محطة هامة في التاريخ العربي والإسلامي ويعتبر مناسبةٌ هامة يؤكّد فيها المسلمون وحدة موقفهم المنادي بتحرير القدس وفلسطين، باعتبارها أرضاً عربية إسلامية، كما أن هذا اليوم فرصةٌ كبرى لتوحيد الموقف الإسلامي المناهض للمشروع الصهيوأمريكي الاستعماري في منطقتنا العربية والإسلامية.
ولفت إلى أنه لا يجب التعويل على كثير من الأنظمة العربية والإسلامية لا سيما التي هرولت إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني وتلك الدول التي تسير في ذات المسار.
وأكد دور الشعوب العربية والإسلامية في إحياء القضية الفلسطينية في كل مناسبة وفي هذا اليوم بشكل خاص والخروج في مسيرات ومظاهرات حاشدة لإيصال رسالة واضحة وقوية بأن القضية الفلسطينية والقدس ستظل حية في وجداننا وأن تحرير المقدسات هدف لا يمكن التخلي عنه، وأن المسار الشعبي الجماهيري سيمثل نواة التحرك الشامل لتحرير القدس الشريف.
كما أكد على أهمية إبقاء القضية الفلسطينية قضية مركزية لجميع الشعوب والدول العربية والإسلامية، ولفت إلى ضرورة تجاوز خلافاتها وإلى ضرورة تصحيح وإعادة توجيه البوصلة باتجاه القدس وأن ذلك يأتي من خلال العمل الجاد في كافة المجالات وترتيب الأولويات والاهتمام بالجوانب التربوية وإعادة صياغة المناهج الدراسية بما يكفل خلق ثقافة صحيحة أساسها هوية عربية إسلامية.
وأضاف: أما ما يتعلق بالدول المطبّعة والذاهبة في ذات المسار فإن الخطاب يجب أن يوجه للشعوب للتعريف والتذكير بمخاطر التطبيع وآثاره الكارثية على الأمة حاضراً ومستقبلاً.

تعبئة الأجيال
أما الأستاذ/ عبدالملك حسن الحجري -مستشار المجلس السياسي الأعلى- رئيس حزب الكرامة اليمني – فجاء حديثه موافقاً لما طرحه الجرموزي، لكنه شدد على أهمية دور الأحزاب والقوى السياسية في رفض ومواجهة مساعي التطبيع، حيث قال: يوم القدس العالمي يوم عظيم يعيد للوجدان العربي والإسلامي أهمية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية الأمة الأساسية والمحورية وهو فرصة هامة لتعبئة الأجيال الصاعدة وخلق وعي لديها بأهمية فلسطين وعاصمتها القدس, ومن هنا يأتي أيضا دور الحكومات والأحزاب والقوى والشعوب في ضرورة إحياء يوم القدس العالمي تأكيدا على استمرار الموقف الشعبي الإسلامي الداعم لفلسطين وقضيتها, والرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني لاسيما في ظل استمرار أجندة المشروع الأمريكي الصهيوني البريطاني الذي يراد منه تمرير ما تسمى بصفقة القرن في ظل تزايد وتيرة تطبيع وتواطؤ الأنظمة الرجعية العربية المرتبطة به تاريخياً.
ولفت إلى أن لإحياء يوم القدس العالمي أهمية خاصة في البلدان المطبّعة تحديداً من خلال استمرار وترسيخ الوعي المجتمعي بأهميته عبر النشاط السياسي والإعلامي والجماهيري للقوى والأحزاب والمكونات الفاعلة وذلك من أجل بقاء الزخم الشعبي الرافض للصهاينة واحتلالهم للأرض ومساعيهم لطمس الهوية والتاريخ والتسلط على المقدسات، والعمل على تهيئة الشعوب الإسلامية للمواجهة الحتمية القادمة مع الكيان الصهيوني.

لا بد من صبح
بدوره الدكتور/ محمد أحمد البشيري -أمين عام حزب السلام الاجتماعي- تحدث فقال: ذكرى ومناسبة يوم القدس العالمي إعلان والتزام بعدم التخلي عن قضية الأمة الإسلامية المركزية وفي نفس الوقت تذكير وإحياء للمظلومية التي شارك فيها المجتمع الدولي بحق شعب اغتصبت أرضه وهُجّر من وطنه، كما أن إحياء هذه الذكرى أقل واجب تجاه مقدسات المسلمين وتذكير بقيمتها وموقعها في عقيدة أمة تقارب الملياري مسلم ورسالة واضحة إلى المحتل بأنكم وإن استطعتم تدجين بعض الأنظمة العربية والإسلامية فإن الشعوب لم ولن تنسى مقدساتها وإخوانها من أبناء الشعب الفلسطيني وأنه ومهما طال الليل فلا بد من صبح تشرق أيامه وترتفع فيها رايات التحرير والتطهير لأرض الإسراء وبلد أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين.
ويلفت البشيري إلى واجب الحكومات والشعوب الإسلامية تجاه أبناء الشعب الفلسطيني فيقول: واجب علينا كمسلمين أن نساند وننتصر لإخواننا الفلسطينيين وأن أي تنازل من إي كان من حكام المسلمين للصهاينة بأي شكل، وأي صورة لا يساوي حبر الأوراق التي وقعوا عليها ولا يعنينا كأمة وأن الأمة تقف في خندق المقاومة ورفض أي تنازلات، وأنها لن تفرط ولو في شبر واحد من تراب فلسطين الطاهرة.
وعن يوم القدس قال: إحياء هذا اليوم أقل واجب في ظل هذه الظروف وحالة الشتات التي تعيشها الأمة الإسلامية وعلى وجه خاص العربية وإلى أن تستعيد الشعوب عافيتها وتفيق الأمة من غفلتها وإلى أن يقيض آلله لها ولاة يرفعون راية الجهاد وتحرير المقدسات فإن على الشعوب الإسلامية أن لا تستسلم وأن لا تفوت أي مناسبة للتعبير عن ارتباطها بمقدساتها وبوجوب التفاعل مع إخوانها من أبناء الشعب الفلسطيني، وأن تعبّر عن رفضها لكل مشاريع التطبيع والمهادنة مع الكيان الصهيوني المغتصب بكل الوسائل ومنها الخروج في مسيرات في جميع الدول الإسلامية والتنديد بالممارسات التي تهدف إلى طمس هوية الشعب الفلسطيني وتغيير ديمغرافيته وثقافته، وكذلك التنديد بممارسة أي دولة تساند العدو المغتصب واعتبارها شريكاً للمحتل وممارسة كل أنواع الضغوط الأخلاقية والقانونية والاقتصادية والسياسية إن أمكن.
كما نوه البشيري بأهمية مثل هذه المحطات المناسباتية وأهمية استغلالها للضغط على الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية لمراجعة مواقفها ونبذ كل ممارسات الشرذمة والاختلاف والعداء وحثهم على تبني سياسات ومشاريع وأهداف تشجع على التكامل وتوحيد الموقف وتسهل التقارب والالتقاء بين أبناء الأمة الإسلامية واعتبار ذلك خطوات تسرّع وتقرّب يوم الخلاص للشعب الفلسطيني وتحرير القدس والأقصى الشريف.

واجب الأمة
أما الأستاذ/ عادل راجح -نائب أول رئيس تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان- فقد بدأ حديثه عن الهدف من هكذا مناسبات فقال: يأتي يوم القدس العالمي لتكريس وتذكير الأمة الإسلامية بعظمة وقدسية المسجد الأقصى ثالث المقدسات الإسلامية والتأكيد على قدسية الأرض الفلسطينية المحتلة.
ولفت: الواجب على الأمة الإسلامية تحرير فلسطين والقدس من دنس الصهاينة، ويجب أن يظل هذا الهدف على رأس قائمة الأولويات في قضايا للأمة الإسلامية، وأن أي تفريط من قبل حكام أو شعوب هذه الأمة يعتبر خيانة عظمى وتنصلا عن الانتماء الإسلامي، بل ويعد مخالفاً لأوامر الله.
وأكد أن إحياء يوم القدس العالمي تأكيد على أن فلسطين أرض عربية، وعلى أحقية الأمة الإسلامية بالقدس، وأن الكيان الصهيوني مغتصب للأرض ويجب على الأمة الإسلامية تحريرها من هذا الكيان.
وشدد على وجوب تكامل الجهود بين الشعوب والحكام من أجل تحرير المقدسات، ويجب على الأمة شعوباً وحكاماً أن يستشعروا عظمة هذه الأرض وقدسيتها ومكانة القدس الشريف وان يتخذوا خطوات عملية للبدء في تحريرها ومن أجل ذلك يجب على أنظمة وشعوب الأمة القيام بما يلي:
أولاً: أن يرفضوا التطبيع مع الكيان الصهيوني، بل وأن يتخذوا مواقف حازمة من الدول التي أقامت علاقات وطبّعت مع الكيان الصهيوني.
ثانياً: يجب دعم المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح وإن أمكن بالرجال.
ثالثاً: توحيد صف محور المقاومة واتخاذ موقف واحد ضد الكيان الصهيوني.
رابعاً: بذل جهود أكبر في التعريف بأهمية القدس، وخطر الكيان الصهيوني على الأمة العربية خاصة وعلى الأمة الإسلامية عامة من حيث الأطماع التوسعية الصهيونية عن طريق احتلال مساحات أكبر من الأراضي العربية، ومحاولاتهم المستمرة الاستيلاء على الثروات العربية والمنافذ البحرية، بل يجب نشر المعرفة والتعريف الكامل بما ورد في القرآن الكريم عن اليهود ولماذا لعنوا وما ورد فيه من تحذير لنا من خطرهم ومكرهم، وكيف تعامل الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله معهم، ولماذا طردهم من الجزيرة العربية؟.

القضية المركزية
الأستاذ/ فاروق مطهر الروحاني -وكيل محافظة المحويت- الأمين العام المساعد لحزب الحرية: القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لمعظم الشعوب العربية والإسلامية إلا أن التعاطي معها لا يرقى للمستوى المطلوب في التوجه العام للأمة وإزاء خطر الكيان الصهيوني المحتل للأرض الفلسطينية والمقدسات.
ومن أجل ذلك دعا الإمام الخميني -رحمة الله عليه- الشعوب الإسلامية لتخصيص آخر جمعة من شهر رمضان المبارك للتضامن وإحياء يوم القدس العالمي، وكانت نظرته ثاقبة حين حدد الخلل ووضع العلاج كمرحلة أولى في طريق تحرير فلسطين شعباً وأرضاً ومقدسات.
ويضيف: ومن هذا المنطلق ونظرا للمجريات والأحداث المتوالية وعلى اعتبار أن اليهود هم العدو الأكبر للأمة الإسلامية فإن من الواجب علينا كمسلمين أن نكون حاضرين في هذا اليوم بهمم عالية في كل ميدان وساحة على امتداد البلدان العربية والإسلامية، وأن ندعو أحرار العالم إلى التضامن وإحياء يوم القدس العالمي، وأن نزرع في نفوس أبنائنا قيمة وأهمية هذه القضية حتى يتم استئصال هذه الغدة السرطانية من الأراضي الإسلامية.
ولفت: اليوم وفي ظل التحرك الكبير الذي نشهده لمحور المقاومة والذي تتسع رقعته يوما بعد يوم، نستطيع أن نقول: إن تحرير القدس قريب وأقرب مما نتصور، وما علينا كشعوب وحكومات إلا شحذ الهمم وتوسيع رقعة الوعي وتسخير كل وسيلة إعلامية وثقافية وغيرها من الوسائل المتاحة صوب العدو الجاثم على صدر الأمة وأن نستعد لكل ما تتطلبه مرحلة التحرير، وأن نتخذ من هذا اليوم منطلقاً للتحرك؛ ولأن فلسطين ليست للفلسطينيين فحسب وقضيتهم ليست قضية تخصهم وحدهم؛ ولأن المقدسات المغتصبة قضية كل مسلم، فإن إحياء يوم القدس العالمي يوم لكل مسلم ويعني كل الأمة المسلمة، يوم لكل حر في هذا العالم وهو يوم للتحرر والاستقلال ومن خلاله سيتم استئصال المحتل والشيطان الأكبر الذي يرعاه بإذن الله تعالى.

الأطماع التوسعية
الأستاذ/ محمد الشرفي -نائب رئيس تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان- تناول القضية والفعالية من زاوية أخرى فقال: حينما نتكلم عن الخطر الصهيوني، فإنه لا يقتصر على استيلاء الصهاينة على الأراضي الفلسطينية العربية فقط كما يتوهم البعض بأن الحل يكمن في حل الدولتين والدعوة للتعايش السلمي مع اليهود في فلسطين؛ لأن القضية أكبر من ذلك؛ إذ أن الكيان الصهيوني لن يكتفي بالأراضي الفلسطينية التي احتلها، بل إنه يسعى إلى التوسع في أراض عربية وإسلامية واسعة ضمن مخطط ومشروع صهيوني كبير يبدأ بتهويد القدس وخلخلة الأمن والسلم في المنطقة، وإدارة الصراعات فيها كي يتسنى له تحقيق الدولة اليهودية المزعومة.
وأردف: لقد كان ولا يزال الكيان الصهيوني خنجراً مسموماً في خاصرة الأمة، وحجر عثرة أمام كل مشروع إسلامي أو عربي يسعى إلى نهضة الأمة أو أي بلد فيها، وعمل على تحقيق الأطماع الأمريكية في المنطقة وعمل ولا زال على استغلال ونهب مقدراتها وثرواتها ضمن تحالف استراتيجي أمريكي صهيوني لزعزعة أمن المنطقة ومنع وحدتها، وأدخلها في نفق من الصراعات المظلمة.
ولفت : ما نعايشه اليوم في اليمن من عدوان وحصار وتجويع هو جزء من سلسلة المؤامرات الصهيونية الأمريكية على الأمة، ومن هذا المنطلق تكمن أهمية إحياء يوم القدس العالمي المتمثل في تذكير العالم العربي والإسلامي بالقضية الفلسطينية المصيرية، خاصة في ظل التحركات المشبوهة لكثير من القادة العرب المنبطحين وبعض المرتزقة من النخب السياسية والفكرية العربية، وفي مقدمتهم حكام آل سعود والإمارات ومن معهم والتي تهدف إلى تغييب القضية الفلسطينية وتهرول للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب.
ويستدرك: إن إحياء يوم القدس العالمي هو بمثابة دعوة للأمة إلى توجيه بوصلة الصراع نحو العدو الحقيقي للأمة منذ أن بعث الله رسولنا محمد عليه وآله الصلاة والسلام حتى يرث الله الأرض ومن عليها وعلينا جميعاً كمسلمين شعوباً وحكومات الالتفاف حول قضايا الأمة الكبرى والمصيرية وعلى رأسها قضية فلسطين كواجب ديني دفاعا عن مسرى نبينا وأولى القبلتين وتجاه مشروعنا الإسلامي والعروبي بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة والصراعات المحلية والإقليمية.
ويضيف: على كل أفراد الأمة – بلا استثناء- نصرة القضية الفلسطينية بكل وسيلة متاحة سواء عبر الفعاليات والأنشطة المنظمة أو عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، لنرفع موقفنا المقاوم الثابت إلى المجتمع الدولي وإلى كل المطبّعين العرب، ونرسل رسالتنا للكيان الصهيوني أننا لم ولن نتنازل عن شبر واحد من الأراضي الفلسطينية، وإن طال الزمن وحاول بعض الأعراب منح المشروعية للاحتلال، فهو بمثابة (وعد من لا يملك لمن لا يستحق).

يوم إيجابي
الأستاذ والباحث/ محمد طاهر أنعم -عضو لجنة المصالحة الوطنية وعضو حزب الرشاد- أكد ودعا إلى المشاركة الفاعلة في يوم القدس وفي أي فعالية تخدم القضية الفلسطينية، وقال: بالنسبة ليوم القدس فهو يوم إيجابي يخدم القضية الفلسطينية ويذكّر الأمة الإسلامية بواجبها تجاه القدس، وفيه تحديد وإعادة لتوجيه البوصلة مرة كل سنة..
وفي هذه الذكرى التي دعا فيها الإمام الخميني -رحمة الله عليه- لتخصيص يوم للقدس وتفاعل معه الكثير من المسلمين فائدة عظيمة، ونحن نشجع هذا التفاعل ونشارك في هذا اليوم وأي عمل أو دعوة إسلامية من أي دولة أو جهة لإحياء بعض الشعائر والقضايا الإسلامية والتذكير بها، وهذا أمر طيب ويجب دعمه والتعاون فيه من باب التعاون على البر والتقوى..
وأضاف: علينا حكومات وشعوباً أن نفعِّل هذه الذكرى بإقامة الأنشطة والمحاضرات واللقاءات والدروس كي تبقى القضية حية وكي تبقى الأمة الإسلامية مرتبطة ومستحضرة لقضيتها الأولى القضية الفلسطينية..
وقال: من أجل بقاء القضية حية يجب أن تكون هناك دروس ومحاضرات ونقاشات، وهنا يجب إحياء دور المساجد واستقطاب المصلحين والفاعلين والمهتمين، ولفت إلى المستجدات على مستويات الدول والحكومات التي خانت القضية الفلسطينية وطبّعت مع الكيان الصهيوني ومواقف الشعوب ، وأضاف: هناك حركة قوية جدا لمناهضة التطبيع، وهناك أحرار كثيرون في مصر والأردن وغيرها، ولكن هناك أيضأ دول دكتاتورية تقمع المعارضين للتطبيع مثل السعودية والإمارات والبحرين، وهنا نعوِّل وندعو الشعوب الإسلامية إلى تذكر القضية وعليها أن تتحرك لإحياء دورها في مناصرة القدس بكل الطرق والوسائل المشروعة وعلى مختلف المجالات.
كما استطلعنا أيضاً رأي الدكتور/ عادل محمد الحوشبي -وكيل وزارة التخطيط والتنمية لقطاع الدراسات والتوقعات الاقتصادية- الذي أوجز المشاركة وسرد عدداً من الإجراءات والمسارات العملية التي يمكن للشعوب القيام بها إسناداً وإحياء للقضية الفلسطينية فقال:
– يجب التذكير بواجب الجهاد، ضد المحتلين والغزاة.
– إعلان وإظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني ومؤازرته ورفع معنوياته.
– مواصلة إرسال الرسائل للصهاينة المحتلين بأنه مهما طالت سيطرتهم على أرض فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص وإن تمكنوا من احتلالها وغيروا ملامحها، وإن طبّعوا مع الأنظمة العربية العملية ومهما آزرتهم ودعمتهم دول العالم فإن هناك قضية وحق ثابت يُستعصى نسيانه، حق أصيل وتاريخي لشعب فلسطين وإرث ديني لا يخص فقط الفلسطينيين وحدهم لأنه إرث أمة بأكملها.
– العمل على جذب انتباه شعوب العالم لقضية فلسطين ومعاناة الفلسطينيين والمقدسيين المستمرة من قبل الاحتلال الصهيوني.
– المساهمة في نشر ثقافة المقاومة ضد الطغيان والاحتلال والجبروت والاستكبار العالمي.

مكانة القدس
أحمد عبدالرحمن العماري -عضو الهيئة التنفيذية لتكتل الأحزاب المناهضة للعدوان- بدأ حديثه عن أهمية ومكانة القدس فقال: للقدس عند المسلمين مكانة عظيمة جداً نظراً لما تحتوي تلك المدينة من مقدسات دينية كالمسجد الأقصى الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، كما أن مدينة القدس هي عاصمة فلسطين الأبدية، ولأجل الأهمية والمكانة الدينية والتاريخية للقدس عند المسلمين فإن يوم القدس العالمي – الذي أعلنه الإمام الخميني سلام الله عليه في كل آخر جمعة من شهر رمضان المبارك من كل عام – يوم مهم للتعبير وللتضامن مع الشعب الفلسطيني ويوم للالتحام والتكاتف مع شعبنا الفلسطيني والقدس ضد الكيان الغاصب، كما أنه يوم لتوحيد الأمة الإسلامية ضد المشروع الصهيوأمريكي الغربي الذي يسعى دائماً إلى استعمار شعوبنا واحتلال أرضنا بهدف نهب ثرواتنا، فضلاً عن أن العدو يشن حرباً عقائديه على الأمة الإسلامية تقودها الصهيونية العالمية..
لذلك ينبغي على المسلمين شعوباً وحكاماً الاحتفاء بهذا اليوم العظيم والمشاركة فيه من أجل توجيه الرأي العام العالمي إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني المظلوم من قبل سلطات الاحتلال التي تستغل دعم أمريكا والغرب وصمت الأمم المتحدة والأنظمة العربية المطبعة.
ولهذا يجب على الأمة الإسلامية أن تلتف حول خيار المقاومة لتحرير القدس وفلسطين وإزالة هذه الغدة السرطانية التي تمثل خطراً على المسلمين والبشرية وليس على فلسطين وحدها، وينبغي أيضاً على المسلمين أن يجعلوا من هذه المناسبة محطة من محطات الانتصار التي نراكم فيها أساليب المواجهة لهذا المحتل حتى يزول ونحن قريبون جداً من هذا النصر بإذن الله..
وعن المطبِّعين ودور الشعوب قال: لا شك أن الأحداث الأخيرة في القدس والمنطقة قد كشفت حقيقة الأنظمة العربية المطبِّعة مع إسرائيل وخصوصا الخليجية، وهذا هو أكبر دليل على عمالتهم وانتمائهم للخط الصهيوني.
وأردف: نحن نعي ونعرف جيداً أن هؤلاء المطبّعين الأقزام لا يمثلون شعوبهم إطلاقاً، ولكن هذا لا يعفي شعوب تلك الدول من أن تتحمل مسؤوليتها أمام الله سبحانه وتعالى، وبالتالي يجب عليها أن تقوم بدورها الديني والإنساني والأخلاقي لتقول لحكامها بصوت عال كفى، وليخرجوا وليعبروا بالمظاهرات وبكل ما لديهم من وسائل متاحة في هذه المعركة؛ لأن إزالة إسرائيل واجب على كل أبناء الأمة، لذلك يأتي يوم القدس العالمي كيوم لإعادة ترتيب الأولويات وحشد طاقات الأمة نحو معركة تحرير القدس وفلسطين.

قد يعجبك ايضا