رسائل محور المقاومة.. معادلة جديدة تردع قوى العدوان

 

عواصم/
معادلة جديدة فرضت نفسها اليوم في مواجهة العدوان الصهيوني – الأمريكي على دول محور المقاومة عنوانها أن هناك تثبيتاً لقواعد توازن القوى في المنطقة يخطها هذا المحور في اتجاه رسم مشهد جديد قد تيؤدي بالكيان الصهيوني إلى الزوال .
فما شهدته تطورات الأحداث الأخيرة ضد المصالح الصهيونية والأمريكية في المنطقة وفي عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي يمكن وصفها بالمفصلية برهنت على أن قوى المقاومة استطاعت بردها العسكري في أكثر من جهة إيجاد قواعد جديدة بأن أي اعتداء لن يمر دون رد، وأن زمن التعديات الصهيونية لن يمر مرور الكرام من قبل محور المقاومة .
والتعبير عن هذه المعادلة الجديدة ظهرت ترجمته بالأمس القريب فكان الصاروخ السوري الذي اخترق أجواء فلسطين المحتلة وأثبت قدرته على الوصول الى أخطر بقعة في ارض فلسطين إلى النقب جنوبا، حيث المفاعل النووي الصهيوني “ديمونا” في رسالة واضحة تبشر ببداية تغيير في قواعد الاشتباك و أنّ الرد سيكون عميقاً وموجعاً للإسرائيليين في حال أرادت تل أبيب ممارسة أي تصعيد.
كما شكل هذا الصاروخ السوري رسالة للعدو الصهيوني مفادها أن هذا الاختراق والاحتراق الكبير هو رسالة واضحة على أن أكثر المناطق الأمنية في كيان الاحتلال أصبحت غير آمنة وأن الغطرسة والقوة الإسرائيليّة مجرد وهم وسريعة التأكل أمام القدرات السورية التي هي جزء من قوة محور المقاومة والتي لم يعرف عنها العدو أي شيء.
وتأتي حادثتا تدمير المشروع السري لمنشأة تومر الصاروخية الواقع قرب مدينة الرملة المحتلة والقريبة من القدس العربية المحتلة وتسرّب الأمونيوم في حيفا كدليل آخر على جدية قوى المقاومة في الوصول إلى عمق الكيان الصهيوني .
إيران بدورها بعثت برسائل ميدانية إلى القوات الأمريكية في المنطقة وتحذيرها من أي مغامرة عدوانية، ومن هذه الرسائل إسقاط مسيَّرة أمريكية حاولت خرق المجال الجوي الإيراني في منطقة كوهي مبارك بمحافظة هرمز كان .
وكذلك إنزال طائرة أمريكية مسيَّرة والاطلاع على ميزاتها الفنية والاستفادة من تقنياتها، وهذا أمر غير مسبوق ويشكل أكثر من رسالة عن قوة إيران واستعدادها للتصدي لأي عدوان .
أما في العراق فقد تعرض العدو الصهيوني إلى ضربة ضد وكر تجسس في شمال العراق، وبالتحديد في مدينة أربيل حيث يقيم العدو الصهيوني ومنذ عشرات السنين مركزا تجسسيا كبيرا يستهدف كل دول المنطقة، وقد وأصابت العملية مركز التجسس الصهيوني وتم قتل ثلاثة ضباط من الموساد الصهيوني .
وهنا من اليمن كانت الرسالة اليمنية العملية عبر هجوم دكّ قاعدة الملك خالد الجوية بالطائرات المسيّرة، والتي أظهرت طبيعة التفوق العسكري للجانب اليمني وما وصلت إليه القدرات العسكرية من التخطيط والتكتيك وتحديد الهدف بدقة.
والمؤكد أن رسالة الجيش اليمني ولجانه الشعبية وصلت سريعاً، وأكملت مشهد الردع بشكلٍ واضحٍ في معادلة تقوم على مواجهة تحالف العدوان كعنوانٍ للمرحلة المقبلة ضمن إطارٍ رسمته المقاومة ومحورها .
وعليه فإن الإحداث الأخيرة تحمل رسالة المقاومة، وهى أن عهد ضبط النفس مقابل الاعتداءات الإسرائيلية قد انتهى، بل إن المقاومة جاهزة لضرب الكيان الصهيوني في عمقه الأمني ضمن استراتيجية ردع متوازنة تعتمد الرد على القصف بالقصف، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تشكل مانعاً للعدو الصهيوني عن تكرار اعتداءاته على دول المحور .
وأكدت أن قدرات محور المقاومة أوجدت مستوى جديدا من توازن القوى في المنطقة وجعلت الكيان الصهيوني يعي أن عليه أن يدفع ثمن أعماله العدوانية.
كما أكدت جهوزية المقاومة وحضورها في أي وقت لمواجهة مخططات العدو واعتداءاته وأفهمته أن أي اعتداء على المقاومة لن يمر من دون رد وعقاب، وسيكون الرد عليه صعباً وقوياً وستتغير المعادلة من الآن فصاعداً، وستفرض المقاومة معادلة الرعب على الاحتلال الصهيوني .
مراقبون أجمعو على أن هذا التطور في المعادلة الجديدة يخلط الأوراق ويعيد تحالف العدوان الصهيوني – الأمريكي إلى نقطة الصفر في حساباته، وأي اعتداء يفكر فيه العدوان ستكون عاقبته مكلفة وستفتح أبواب النار عليه من كل اتجاه، منوهين بأن جوهر قرار الرد الذي اتخذ من قبل جميع مكونات محور المقاومة من فلسطين إلى لبنان فسوريا فالعراق واليمن وصولا لإيران هو رسالة واضحة تؤكد وحداوية هذا المحور وأنه أصبح جسدا واحدا ولا يمكن الفصل بين مكوناته لا من حيث الفعل أو ردود الفعل وعلى امتداد رقعته الجغرافية.

قد يعجبك ايضا