أحقية المشاركة الرياضية

د. جابر يحيى البواب

 

 

الأحقية هي مزيج من القانون والقوة ويتم بمقتضاها تحويل مطالب الفرد إلى أمر واقع في ظل امتلاكه للقوة وتحت مظلة القانون، لذلك فإن مشاركة منتخباتنا الوطنية الرياضية أو أي مشاركة كانت “ثقافية، اقتصادية، سياسية وعسكرية..” في دولة من دول العدوان ينطبق عليها مفهوم الأحقية ويصبح بموجبها المشاركون أصحاب قوة وقدرة وانتصار تحت مظلة القانون.. وهذا ما دفعني للرد على مقال الأستاذ القدير حسن الوريث المنشور في صحيفة الثورة يوم الثلاثاء تاريخ 20 أبريل 2021م العدد (20606) بعنوان مشاركة عبثية وخيانة لدماء الشهداء، وعلى اعتبار أن ما تم طرحه في هذا العمود هو وجهة نظر يجب احترامها لكن في نفس الوقت النقد وعرض وجهات النظر الأخرى متاح ولذلك وفي نفس العمود أؤكد أن مشاركة منتخبنا الوطني لكرة القدم في التصفيات الأسيوية، حق من حقوقه وأحقية لليمن يجب انتزاعها بالقوة وخصوصا أنها في بلد أسرته الحاكمة تكن لبلد الإيمان والحكمة الحقد والكراهية وتقود تحالف العدوان والحصار بل أنها تدفع إلى تدمير حضارة اليمن وبنيته التحتية من المنشآت وخصوصا المنشآت الرياضية، لذا وكما سبق توضيح مفهوم الأحقية التي تتضمن القوة والقانون فإن المشاركة جهاد وإثبات وجود وانتصار في عمق أراضي العدو، وليست خيانة لدماء الشهداء بل ثأر لهم ونقل قضيتهم وتأكيد وجودهم وانتصارهم.
كما أن مشاركة أي منتخب في أي دولة من دول العدوان وخروج هذه المنتخبات من صنعاء المحاصرة برا وجوا، له تأكيد على المضي في مشروع الشهيد الرئيس صالح الصماد “يد تحمي .. يد تبني”، كم كنا فخورين ونحن نشهد في هذا الشهر حفل تكريم المنتخبات الوطنية المحققة للإنجازات الخارجية خلال الأعوام 2016 – 2020م، وكم كانت سعادتنا جميعا بالانتصارات التي حققها اللاعبون في عدد من الدول ومنها الدول التي تشارك في تدمير اليمن وطمس هويته الإيمانية والوطنية، لكن الأبطال الرياضيين وبقدراتهم ومهاراتهم الرياضية البسيطة استطاعوا نقل قضية اليمن وإثبات وجودهم، من خلال تحقيق المراكز المتقدمة والصعود إلى منصات التتويج ورفع علم اليمن في سماء الدول المنظمة للفعاليات والمنافسات الرياضية، ومنها دول تحالف العدوان والشر.
هذا ما يسمونه انتزاع الحق بالقوة وتحت مظلة القانون، ومجددا أؤكد أن ذلك يعتبر انتصاراً لدماء الشهداء في مختلف جبهات العزة والكرامة، ومضياً في تنفيذ مشروع الرئيس الشهيد “يد تحمي .. يد تبني” ولأستاذي العزيز حسن الوريث أقول قد تكون حميتك وتعصبك وغضبك مما يحدث لبلدك اليمن، غير اتجاه البوصلة لديك من الحرص على تحقيق الإنجازات الرياضية والمضي في تفعيل الأنشطة الشبابية والرياضية، وحصد نتائج المشاركات وانتزاعها من بين أسنان العدو، إلى مقاطعة هذه المشاركات والجلوس في منصة الاحتياط والاكتفاء بخطة الدفاع، متناسين أن الهجوم أفضل وسيلة للدفاع والانتصار، الدخول إلى أراضي العدو، واستعراض قدراتنا الرياضية في مختلف ملاعبه وصالاته الرياضية، ليست خيانة ولكنها انتصار وتحويل لنقاط الضعف إلى نقاط قوة.
إن الاتصال والتواصل بالجمهور الرياضي من أبناء الشعب السعودي “وغيرهم من أبناء دول العدوان”، والذي أغلبيته العظمي لا تقبل بما تقوم به الأسرة الحاكمة من عدوان وحصار ضد شعب اليمن، يعتبر وسيلة من وسائل نقل قضية اليمن خارجيا، والتذكير بحقد وظلم آل سعود وآل نهيان على شعبنا قبل ظلمهم وخيانتهم لبلد الإيمان والحكمة، الرياضة وسيلة لتذكير العالم وليس دول الخليج فقط بأن اليمن أصل العرب وأصحاب حضارة عريقة، وبأن اليمنيين شعب لا يقهر ولا يمكن أن يقبل بأن تنتهك أراضيه، الرياضة جزء من العمل السياسي الدبلوماسي إن أحسنا استغلالها ووظفناها لصالح قضيتنا ومصالحنا الوطنية.. لا تقفوا في وجه المشاركات الخارجية، بل ادعموها واحرصوا على مشاركة أكبر عدد من المنتخبات لمختلف الألعاب الرياضية.

قد يعجبك ايضا