الموضوع الذي أثرناه في الأسبوع الماضي، فتح الآفاق لاستعادة ممارسات الإخوان البشعة على مدى ثلاثة عقود من الزمن، فقد سعى الإخوان إلى استهداف الطقوس والأعمال المكملة لعبادة الصوم، ممثلة في إحياء دور العبادة بدراسة القرآن الكريم وانعقاد حلقات العلم وقيام أصحاب الفضيلة من العلماء الأجلاء بتدريس طلبة العلم أو الراغبين تنمية المعارف الدينية واستيعاب تعاليم الشرع القويم من مصادرها الجلية الثابتة في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة على صاحبها وآله أفضل الصلاة والتسليم.
وعندما زادت سطوة الإخوان وقوة النفوذ في الدولة – بفعل الدعم المباشر من السعودية – امتلكت قدرة رهيبة على الحشد وإيجاد جموع مفعمة بالحماس بالذات الشباب الحائر ممن سال لعابهم للإعانات المادية، إضافة إلى التنظيم والانضباط والولاء المطلق الذي كانت تفتقر إليه القوى السياسية الأخرى التي عانت كثيراً من الاستهداف والتضليل عندما مارست الجماعة الاستقطاب والتحريض بأساليب مختلفة، تارة بالترغيب وأخرى بالترهيب، واستخدام عصا الأمن وأذرعه الأمن السياسي في التنكيل وإقصاء الآخرين بما في ذلك استخدام نفس القوة لإغلاق المساجد بعد أداء الصلاة المفروضة وصلاة التراويح والتهجد في آخر الليل، مقابل اعتبار حلقات الدرس وتلاوة القرآن بدعة وضلالة، وبلغت الخطة الذروة عندما تم إقصاء الخطباء وأئمة المساجد واستبدالهم بآخرين بدعوى أن المبعدين روافض ومجوس يعادون الصحابة ويشتمون أمهات المؤمنين، لا لشيء إلا لأنهم يتبنون فكر آل البيت و المعارف الراجحة الثابتة عنهم والحديث عن فضلهم ومكانتهم، وفقاً لما ورد في الكتاب والسنة، تبعاً لنفس الثقافة المغلوطة تمادى الوعاظ الجدد في زرع الطائفية وتعميق مبدأ كره الأخر المسلم، ومحاولة استئصال الصورة المشرقة للتآلف والتسامح والقبول بالآخر القابع في مذهب مخالف، تحول التوجه إلى كارثة عندما امتدت الرغبة الرخيصة إلى مناهج التعليم وإبدالها بأخرى اشتملت على أفكار عنصرية وطائفية أثرت على البسطاء والعامة، وكادت تمزق المجتمع اليمني بما حوته من أخطاء فكرية وعقائدية، قد يتساءل البعض لماذا أقول هذا الكلام اليوم وقد استعاد المسجد دوره وأصبحت المساجد عامرة بتلاوة القرآن وحلقات العلم النقية البعيدة عن الغلو والتطرف؟.. والحقيقة أن ما دفعني هو ذلك الغثاء وحالة التباكي على الزيدية ومساجد صنعاء والمحافظات التي تنعم بالحرية والأمن والاستقرار عبر إحدى القنوات الفضائية التي اعتادت على ترويج الأفكار الظلامية من قبل شخص محدود الثقافة والفهم، لذلك وجب الرد عليه ببيان ما كان دائماً من ممارسات شيطانية استهدفت الدين برمته، وهذا فقط لكي يعرف الناس الحقيقة الجلية بأصولها ويدركوا حجم الجريمة التي ارتكبها أولئك الناس .. والله من وراء القصد..