الدين الإسلامي هو الدين الأكثر شيوعاً وانتشاراً حول العالم، لذا تتمايز العادات والتقاليد من دولة لأخرى أثناء إحيائهم مناسباته، ومن هذه المناسبات مناسبة شهر رمضان المبارك الذي يستقبله المسلمون في مختلف أنحاء العالم بطقوس وعادات مختلفة وغريبة معظمها تكون مرتبطة بثقافة الشعوب وجغرافية المكان , وهنا نسرد عادات وطقوس بعض دول وشعوب العالم عند استقبالهم لهذا الشهر الكريم:
في جزر القمر يخرج السكان في الليلة الأولى من شهر رمضان المبارك حاملين المشاعل ومتجهين إلى السواحل، فينعكس نور المشاعل في غسق الليل على صفحة مياه الجزر , ويضربون بالطبول إعلانًا بقدوم شهر رمضان ، ويظل السهر حتى وقت السحور.
وعن اليوم الأول من شهر رمضان في تايلاند فإن كل أسرة تايلاندية مسلمة تقوم بذبح ذبيحة احتفالاً بهذا الشهر الكريم، حتى الأسر الفقيرة التي لا تستطيع ذبح الكباش أو ما شابه فإنها تذبح أحد الطيور كعادة أساسية لديهم.
كما أن من عاداتهم أيضاً أن يخرج الرجال والنساء من المنازل في جماعات قُبيل موعد الإفطار لتناول الإفطار بشكل جماعي , ومن مظاهر الحب والعشرة لدى مسلمي تايلاند أن لا يأكل الرجل من الطعام الذي طهته زوجته وإنما يأكله شخص آخر.
ومن طقوسهم أيضاً خروج الشباب والأطفال للشوارع وأمام المنازل قبل موعد السحور وهم يحملون الفواكه ويأكلونها وهم حاملين الفوانيس التي تصنع من خشب بعض الأشجار وتضاء بالزيت .
أما المسلمون في ماليزيا، فعند ثبوت رؤية هلال رمضان يعلنون عن ذلك بالقرع على الدفوف بجانب إذاعة بيان في وسائل الإعلام الماليزية عن قدوم شهر رمضان، كما يقومون برش الشوارع الرئيسة بالمياه وينظفون الساحات العامة والمساجد ويضعون فيها البخور ، ويعلقون أسلاك الزينة والمصابيح الكهربائية في الشوارع والجوامع.
ولريف ماليزيا عادات اجتماعية مميزة حيث يجتمع يوميا أهل الريف الماليزي للإفطار مع بعضهم البعض، ويصنعون «فتري مندي» وهي وجبة شهيرة في شهر رمضان، ومن عادات الريف الماليزي أيضاً أن يتولى كل منزل في القرية إطعام أهل قريته خلال يوم من أيام الشهر الكريم لزيادة التماسك والتراحم.
أما عن طقوس رمضان في باكستان فإن ما يميزها هو اهتماهم بالأطفال في شهر رمضان وذلك من خلال حرصهم على غرس محبة وقدسية هذا الشهر الفضيل في نفوس أطفالهم فيحيّون يوماً يسمى بيوم ( زفاف المرة الأولى) وهو زفاف للطفل الذي يصوم للمرة الأولى , حيث يرتدي ملابس العريس البالغ مع غطاء ذهبي يزين الرأس، ومن غرائب عادات المسلمين في باكستان أنهم يستبدلون الماء بعصير يسمى ( روح أفزا) وهو عصير شعبي مصنوع من مجموعة مستحضرات نباتية وفواكه .
وعن إحياء مسلمي أوزباكستان لشهر رمضان المبارك فإن العائلات المسلمة تقيم حفلات إفطار جماعية وتدعو الجيران والأقارب والأصدقاء لحضورها، وقد يصل عدد المدعوين إلى 100 شخص في بعض الأحيان ، فتذبح الخراف، وتُخبَز أرغفة كبيرة في مع الزيت والحليب، وتُفرش مائدة وعليها مُختلَف أنواع الشاي الأسود والأخضر في أجواء رمضانية فرائحيه مبهجة .
في الكاميرون يحرص المسلمون هناك على عادة خاصة بهم، وهي عدم غلق أبواب البيوت والمنازل طوال شهر رمضان المبارك، استعدادًا لاستقبال أي صائم أدركه الأذان قبل الوصول إلى بيته، فيدخل للإفطار والتعارف مع إخوانه من المسلمين الذين يمثلون في الكاميرون نصف المجتمع على الأقل .
وفي ذلك تتشابه عادات وتقاليد مسلمي نيجريا مع مسلمي الكاميرون من حيث الإحسان والاهتمام بالمحتاجين ومشاركتهم وجبة الفطور، حيث من عاداتهم الأساسية أن تستضيف كل عائلة متيسرة فقيرا كل يوم وتكرمه في منزلها.
ومن العادات الدينية المعروفة لدى مسلميّ نيجريا أيضاً عادة (قارئ النص) حيث تستعين كل أسرة بعالم دين أو مفسر قرآن أو بمجموعة من الأشخاص الذين يجيدون ترتيل وتجويد القرآن، لتلاوة الآيات وتفسريها على نغم معين.