شهيدنا الرئيس .. نود إخبارك بأن رحيلك وجع عصيٌّ على النسيان ، وأنه وبرغم مرور ثلاثة أعوام منذ تلك الفاجعة لكننا لم نمتلك القوة التي نخبئ بها ألم فراقك وغصة فقدك.
شهيدنا الرئيس .. ها هي القلوب تئن وتُحتضر ، وحدقات العيون تذرف دموع الحزن ، والفرح ينزوي مغادراً ساحات النفوس .
شهيدنا الرئيس .. رحلت إلى ضيافة ربك بعد أن أورثت قلوبنا وطناً من الحب مدججاً بالأمل المشرق ونلت من محبتنا ما لم ينله رئيس مثلك.
شهيدنا الرئيس .. أحببناك لأنك كنت عنواناً للشرف والنزاهة، ولأنك كنت جزءًا منا ومن معاناتنا. فلم تغرك السلطة ولم يغيرك المنصب فتذوقنا سوياً مرارة الصعوبات وقسوة الظروف وشظف المعيشة.
شهيدنا الرئيس ..أحببناك لأنك المؤمن الصالح ، والقائد المحنك ، والمسؤول المتواضع، والمجاهد المخلص ، والسياسي المخضرم، والمثقف الواعي ، والخبير الإداري ، واليمني الشهم ، والإنسان الخلوق ، والصامد الصماد.
شهيدنا الرئيس ..أحببناك لأنك خير رجلٍ جسد مبادئ وسلوكيات الثقافة القرآنية في أبرز تجلياتها وأنصع صفحاتها وأزكى نسماتها وأسمى أهدافها وأصدق مبادئها وأقدس غاياتها .
شهيدنا الرئيس .. أحببناك لأنك أحببت الوطن لوجه الوطن لا لوجه المصلحة الشخصية أو الفئوية ، وكنت رجل المسؤولية العظمى في الدفاع عنه وحمايته من مخططات الغزاة وقدمت دمك الطاهر فداء له وأنت تضمن له البقاء وتدعو أبناءه إلى البناء .
شهيدنا الرئيس ..هم أرادوا بقتلك حبس الشمس في فانوس الظلام لأنهم رأوا في رفع يديك أنامل الضوء المنساب من رحاب القرآن ؛ ولكن هيهات لنور الله أن ينطفئ.
شهيدنا الرئيس ..قتلوك حقاً ولكنهم لن يستطيعوا قتل محبتك في قلوبنا ، ولن يستطيعوا محو مواقفك وسيرتك العطرة من مجلدات عقولنا ؛ ستبقى فينا ما بقي الوطن ، وسيبقى دمك الطاهر جذوة الحرية التي تتقد في نفوسنا وتجبرنا على مواجهة كل الطواغيت في كل زمان ومكان ، وسيبقى اسمك النجم الساطع في سماء اليمن ، والاسم المرعب والمزلزل لعروش المجرمين والمتجبرين .