في ذكرى استشهاده، ونحن نقف أمام شخصية وهامة وطنية جهادية كبرى فما علينا سوى أن نستلهم منه الدروس الفدائية والإيمانية والروح الجهادية لكي تضيءَ لنا الطريقَ نحو تحرير الأرض ودحر الغزاة والمحتلّين، وأن نسير على درب الصمَّـاد في جميع ميادين الصمود والتضحية وأن نطبِّق شعار الصمَّـاد “يدٌ تبني ويدٌ تحمي” في الواقع العملي من خلال بناء الدولة الحديثة ونبذ الخلافات وتوحيد الجبهة الداخلية ليكون الشعب صفاً واحداً في مواجهة طواغيت الأرض..
لقد أحدث الشهيد الصمَّـاد رغم التحديات وفي زمن قصير فارقاً كَبيراً في أدائه وتحَرّكاته وبصماته الوطنية والتنموية وهو على قمة هرم السلطة التي لم يرها مغنماً ولا وسيلة، فقد كان يرى أن مسحَ التراب من على نعال المجاهدين أشرف من كُـلّ مناصب الدنيا، حيث سعى لإحقاق الحق وإزالة الباطل وانطلاقا من ثقافته القرآنية ووعيه وصبره وتوجهاته الإيمانية وأخلاقه الكريمة وتطلعاته في مشروع بناء اليمن واقعاً عمليًّا، ساهم بكل الجهود المبذولة إلى إصلاح الخلل وَالعوائق في مؤسّسات الدولة في سبيل بناء الدولة الحديثة..
رسم الشهيد الصمَّـاد للشعب اليمني نهجَ الحرية والاستقلال والصمود ومقاومة الغازي المحتلّ، بما من شأنه جعل كل أبناء الشعب اليمني يمضون نحو انتزاع الحرية والاستقلال لتحقيق العزة والكرامة لكافة أبناء الشعب اليمني ورفض المشاريع الأمريكية والوصاية على شعبنا اليمني الصامد الحر الأبي، ومثلَّ الشهيد الرئيس صالح علي الصمَّـاد مدرسة فكرية وثورية ورسم تاريخاً مشرقاً مع من تعملقوا نجوماً في سماء الأُمَّــة، لم يعشقوا سوى الجهاد والاستشهاد في سبيل الله بما فيه من مواجهة المعتدين ومناصرة مظلومية الشعب اليمني والفلسطيني، فلقد زرعوا أشجاراً لتنبتَ في صحارى قاحلة قوافل الشهداء؛ لكي يعيدوا لليمن عزه ومجده من جديد..