معلوم لدى الجميع من العرب والعجم أن المرتزق هو كل شخص يمكن شراؤه بالمال أو استئجاره واستخدامه لتنفيذ أعمال واتخاذ مواقف مقابل الحصول على المال حتى ولو كان يعمل ضد وطنه وضد شعبه والمجتمع الذي ينتمي إليه، وغالباً يُطلق اسم (مرتزق) على من يعمل في الجانب العسكري لمصلحة بلد أجنبي وعدو خارجي من أجل المال، والمرتزق في عصرنا الحاضر وفي زمننا هذا هو شخص عميل وخائن ومنافق لا وجود فيه لأي قيم سامية ولا مبادئ عظيمة ولا مواصفات راقية يخون وطنه وشعبه وأمته لمصلحة الأعداء والمستعمرين ولهذا يمكن القول أن المرتزق كائن بشري خبيث يتجرد من قيم الإنسانية هو ليس إنسانا بمعنى كلمة إنسان، لأن الإنسان الذي لا يزال على فطرته لا يقبل بأن يكون مطية لأعداء وطنه وشعبه ولا عميلاً للطواغيت والمستكبرين والمجرمين.
في اليمن- ومنذ أكثر من ست سنوات وتحديداً من شهر مارس عام 2015م إلى اليوم خلال المعركة الشاملة التي يخوضها الشعب اليمني الصامد في مواجهة دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي- ظهر الكثير من المرتزقة العملاء الخونة من الداخل اليمني للأسف الشديد بشكل مثير للسخرية والتعجب والحزن في آن واحد حيث هرولوا إلى تحت أقدام المعتدين لخدمتهم ومساعدتهم للعدوان على بلدهم وشعبهم بكل وقاحة وبكل ما للخسة والدناءة والحقارة من معنى وبذلوا في سبيل المعتدين دماءهم وأرواحهم وجلبوا الشر والدمار على شعب الإيمان والحكمة بدون أي مقابل بل هم من يدفعون الثمن وكل ما يحصلون عليه من أموال مقابل الارتزاق والخيانة لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يرقى إلى مستوى خسارتهم الكبيرة لإنسانيتهم وقيمهم ومبادئهم ووطنهم وشعبهم ومستوى خسارتهم لحياتهم ودنياهم وآخرتهم، ولهذا يمكن القول أن المرتزقة في اليمن هم أرخص وأحقر وأتفه المرتزقة على مر التاريخ.
خلال السنوات الست من الصراع مع دول العدوان رأينا وسمعنا وشاهدنا الكثير من المرتزقة من خلال المتغيرات والأحداث وهم يتساقطون إلى قعر جهنم وإلى مستنقع الخسارة تحت أقدام المعتدين وأكثرهم سقطوا قتلى بطائرات العدوان وسمعنا الكثير منهم وهم يتكلمون بحرقة عن الخزي والعار الذي لحق بهم والذل الذي يعتريهم نتيجة طاعتهم للمعتدين وعلى الرغم مما فعلوه وما قدموه لدول العدوان إلا أنهم لا يحصدون سوى الخسارة ويتسببون في قتل أبناء جلدتهم وفي احتلال وتدمير وطنهم ، وهنا نسألهم ونسال أنفسنا ما الذي استفاده المرتزقة من خيانتهم لشعبهم ووطنهم؟ وما الذي حققوه لأنفسهم ولدنياهم وآخرتهم؟ سنجد أن الإجابة لا شيء، لم يحققوا أي مصلحة لأنفسهم ولا حتى للمعتدين ولم يستفيدوا أي شيء بل خسروا أنفسهم وأهليهم وإنسانيتهم وحاضرهم ومستقبلهم وتسببوا في معاناة الكثير من أبناء بلدهم.
ولو نأتي إلى آثار ونتائج الارتزاق والخيانة سنجد الكثير والكثير من الظلم والخزي والعار والخسارة والدمار والدماء والمشاكل والفتن والفساد والجرائم والطغيان والاحتلال والذل والاستعمار والعبودية، حيث يتسبب المرتزقة في ظلم أنفسهم أولاً وفي ظلم أهاليهم وفي ظلم مجتمعهم ومحيطهم وشعبهم فهم يتسببون في معاناة الناس ويعبّدون الطريق للمستعمرين الغزاة لنهب ثروات الشعوب وهيمنة دول الاستكبار على الشعوب ويجنون على الناس في مختلف مجالات الحياة جناية كبيرة وخطيرة تتمثل في سفك الدماء واحتلال الأوطان ويجلبون الشرور والويلات على أنفسهم وعلى شعوبهم وتكون النتائج كارثية عليهم وعلى الناس بشكل عام.
ومصير المرتزقة العملاء الخونة مصير مخز وسيئ مصير قائم على الخسارة والهلاك والهزيمة والفشل لأنهم في موقف باطل ويعملون لمصلحة الأشرار والمستعمرين والطغاة فيتسببون في شقاء انفسهم ويوقعونها في سخط الله ويعذبهم الله في الدنيا على أيدي رجاله المجاهدين وعلى أيدي أولئك الذين يعملون في سبيلهم، وهذا ما نلاحظه باستمرار بالنسبة لمرتزقة دول تحالف العدوان إضافة إلى أنهم يخسرون دنياهم وآخرتهم ويكون مصيرهم يوم القيامة هو العذاب المهين في جهنم وهذا هو أسوأ مصير وهم يستحقون ذلك لأنهم من أوقعوا أنفسهم ولو استجابوا لدعوات المخلصين لهم الحريصين عليهم وعادوا إلى رشدهم لكان ذلك أفضل لهم وخيرا لهم ولكنهم ضلوا عن سواء السبيل فُحَّق عليهم العذاب.