قد أفلح “الصماد”

ريهام البهشلي

 

من بين صفحات الذكريات، وأنين الجراح، بين عُمق الغاية، ووضوح الهدف، وبين نبل الأفعال، وصدق الأقوال، وبين الآلاف من الشهداء رئيس واحد خلّد ذكرى صدق الرجال وأشرفهم، وبين ركام الحروب وصمود الشعب الذي سار ولا زال على نهج صماد رمز الصمود والإباء، والتضحية والفداء.
إن الذي يأتي ليقرأ أو ليطلع على مسيرة التاريخ بكلها سيجد رموزا قليلة من القيادات العظيمة التي ضربت أروع الأمثلة في تحمل المسؤولية، وصماد الرئيس الشهيد كان أحد هذه الرموز التي ستُسجل عَبر تاريخ العصر الحديث، حين تروى قصص الملاحم البطولية والمعارك المشرفة التي خاضها طيلة حياته قبل أن يكون أبا للأحرار، وما سطر من بطولات ومواقف شجاعة في أشرف معارك الأرض قد خاضها بكل رجولة وجهاد وفلاح، فكيف لا وهو رئيس الجهاد وخريج مدرسة الحسين.
فالرئيس الشهيد الصماد هو النموذج الأرقى الذي يجب أن يحتذى به من قبل جميع القيادات ليعرفوا من خلال سيرته معنى المسؤولية كتكليف وليست تشريفا ، إن حياة الرئيس الشهيد الصماد حياة حافلة بالجهاد والإيمان، هو الذي مضى واخذ بيد الشعب نحو دستور القرآن العادل وأخرجهم من مستنقع دساتير وقوانين الأباطيل واثبت معنى الاستقلالية على منهج الله وعلى خطى رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) فخط بذلك إنجازاً قهر وأرهب أعداء الله والأمة من المنافقين والأعراب وعباد الصليب من اليهود والنصارى، فكان كل منطقه وفكره وخطاباته قرآنية لا تخالف الشريعة الإسلامية وبعيدا كل البُعد عن منهجية الغرب التي دمرت الشعوب وأثقلت كاهلها حكوماتها التي تفتقر لمثل رئيس الجهاد ورجل المسؤولية صالح الصماد.
ونحن نعيش ذكرى استشهاده ، نزداد يقيناً بأن العظماء لا ينتهون بل تثور من بعدهم أمم تلو الأمم، ليتيقن الأعداء أن الشهادة مشروع يُحرك الآلاف من أبناء الشعوب للخروج من الهيمنة البشرية الإمبريالية التي يفرش مداها حُكام المنطقة بعَمالتهم وبيعهم لحقوق الشعوب وكرامتهم ، واليوم وفي هذه الذكرى نستطيع القول أنه قد افلح الصماد وفاز بعد أن أدى مهمته وأدى واجبه وفرض جهاده على أعلى مستوى وأجود حال، فبرغم العدوان إلا أنه بنى لليمن مشاريع تنهض به وتجعله يشد من عزمه لينهض ويُنتج ويُصنع في أي مجال كان ، فهو من رسم لنا طريقين واضحين ، ونواجه بهما حالة الحصار الذي يفرضه العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني، فقال: (يدٌ تبني ويدٌ تحمي)، وأثبت بذلك الشعب اليمني أنه لن يستسلم ما دام رئيسه هو السبّاق إلى التضحية في سبيل الله.

قد يعجبك ايضا