مشاركة عبثية وخيانة لدماء الشهداء

حسن الوريث

 

 

الأبطال في جبهات العزة والكرامة يسطرون أروع الملاحم في الدفاع عن الوطن في مواجهة العدوان السعودي الإماراتي ومرتزقتهم، وقدم الشهداء أرواحهم في سبيل الدفاع عن الوطن من العدوان السعودي الإماراتي، والشعب اليمني صامد على مدى أكثر من ستة أعوام في مواجهة العدوان والحصار السعودي الإماراتي.. السعودية والإمارات تقتلان الشعب وتدمران البلاد.. والسعودية والإمارات ارتكبتا أبشع الجرائم في حق الشعب اليمني.
وأنا أقول هنا إن اتحاد كرة القدم يقتل الشعب اليمني.. أتعرفون لماذا؟ لأنه يُصِّر وبشكل غير طبيعي على إرسال منتخبنا الوطني لكرة القدم إلى السعودية الدولة التي تقود العدوان على الشعب اليمني وذلك للمشاركة في التصفيات الأسيوية التي ستقام هناك ضارباً بكل شيء عرض الحائط وربما لا يهمه سوى أن يقول الناس إنه تحدى الجميع وشارك رغم أنف كل اليمنيين وأنه شجاع كما لا يريد سوى أن يقول الناس إنه لا يخلط بين الرياضة والسياسة وإنه الاتحاد الهمام، وهو بهذا يفكر في الحصول على جائزة نوبل للسلام لأنه تحدى دماء اليمنيين الذين تقتلهم السعودية وتحالفها العدواني الشيطاني يومياً.
بالتأكيد أننا لا نرى مانعا من مشاركة منتخباتنا في البطولات الدولية والإقليمية لكن ليس في البلد الذي يقود عدوانا همجيا غاشما ويفرض علينا حصارا جائرا ويقتل البشر ويدمر الشجر والحجر، لأن أي مشاركة وذهاب إلى هذا البلد تعتبر خيانة عظمى لدماء الشهداء وللوطن وتضحيات أبنائه وإعطاء مبرر لهذا البلد لاستمرار القتل والتدمير ويمكن أن يقبل الاتحاد الدولي مبررات عدم المشاركة من قبلنا بل إننا نستطيع استغلال عدم المشاركة لصالحنا لدى العالم لو كان لدى مسؤولينا القدرة على التعامل بشكل صحيح في هذا الموضوع لكنهم بالتأكيد يمثلون العجز الكامل في إدارة الأمور لذلك نراهم يتخبطون وفي الأخير ينساقون وراء رغبات مسؤولي اتحاد كرة القدم ممن لهم أهداف ومآرب أخرى من المشاركات بل إنهم يعيشون هناك وهم جزء من المرتزقة الذين يشاركون في قتل الشعب اليمني.
ولمن يقول إن الخلط بين الرياضة والسياسة لا يجب أن يتم نقول لهم إن الكثير من الدول العربية والإسلامية تمتنع عن اللعب مع منتخبات وفرق الكيان الصهيوني لأن إسرائيل تحتل فلسطين وتقتل الفلسطينيين رغم أن السعودية ارتكبت في حق اليمنيين جرائم ومجازر لم ترتكبها إسرائيل في فلسطين، فجرائم الصهاينة في فلسطين طوال أكثر من نصف قرن تفوقت عليها السعودية في أقل من ثلاث سنوات ومع ذلك فإنك تجد أولئك المطبلين مازالوا يتفاخرون ويتشدقون بإبعاد السياسة عن الرياضة وكأن السعودية حمل وديع ترسل الورود إلينا بطائراتها وصواريخها وليس القتل والتدمير والحصار ولم تتورع عن ارتكاب أبشع المجازر والجرائم بدم بارد، وهناك من يبررون إرسال منتخباتنا إلى هذا البلد الذي يعتدي علينا لأنهم بالتأكيد يستلمون ثمن ذلك من السعودية لأنها تستغل مشاركتنا هناك وتستثمره أمام العالم لصالحها بينما نحن نعطيها المبرر أولا وليس لدينا القدرة على قطع المشاركات واستثماره لصالح قضيتنا ومظلوميتنا ثانياً.
مما لاشك فيه أن الأمر غير الطبيعي أن نرى منتخباتنا الرياضية تذهب إلى السعودية والإمارات كي تقيم معسكراتها الرياضية وتلعب مع أنديتها ومنتخباتها وتعود إلى صنعاء، بل إننا ندعمها ونقدم لها كافة التسهيلات والمال ونعلن عن مكافآت لها عندما تعود إلى صنعاء التي تدمرها السعودية والإمارات وتقتل أبناءها وشنت عليها عشرات الآلاف من الغارات الجوية بل واستخدمت فيها الأسلحة المحرمة دوليا ونحن نسمح لرياضيينا بالذهاب إلى هناك وكأننا نقول لهم استمروا في قتلنا وتدمير بلدنا ونحن على استعداد لإرسال المزيد من الرياضيين فكلما زاد عدوانكم ستزيد منتخباتنا وفرقنا الرياضية التي نرسلها إليكم.
هل يمكن أن يكون للمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ وقفة جادة أمام ما يحصل واتخاذ القرار بمنع هذه المشاركة العبثية فوراً وإعادة منتخبنا إلى العاصمة صنعاء، لأن تبعات المشاركة كارثية بينما تبعات الانسحاب ليس لها تأثير على أي صعيد بل على العكس فإننا بعدم المشاركة نكون قد انتصرنا لدماء الشهداء ولوطننا الذي يقاوم من أجل إنهاء الوصاية السعودية والإماراتية علينا وعلى قرارنا وقدم كل هذه التضحيات الكبيرة أما موضوع التخويف والتهويل من العقوبات الكروية علينا فهذا ليس مهما ولا يجب أن يجعلنا نتراجع حتى لو شاركنا فإننا لن نفوز بكأس العالم وحتى لو كان ذلك فكرامتنا أهم، كما أن على الحكومة والمجلس السياسي إحالة كل من كان وراء هذا القرار إلى التحقيق؟!.

قد يعجبك ايضا