الإمارات .. طائرات شبح منزوعة الدسم مقابل تطبيع كامل الدسم!

 

قال مساعدون في الكونغرس الأمريكي، إن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت الكونغرس أنها ستمضي قدما في صفقة بقيمة 23 مليار دولار، لبيع أسلحة للإمارات من ضمنها طائرات إف-35 وطائرات مسيرة مسلحة ومعدات أخرى. وكانت إدارة الرئيس الديمقراطي قد علقت الاتفاقات التي أقرها سلفه الجمهوري دونالد ترامب من أجل مراجعتها.
من ناقلة القول، أن لأمريكا “ثابتا” واحدا في سياستها الخاصة بالشرق الأوسط، وهذا الثابت هو “إسرائيل” و “امن إسرائيل”، وباقي عناصر هذه السياسة هي متغيرات، حتى النفط كذلك، بعد أن تحولت أمريكا إلى بلد مصدر له، لذلك، لا يمكن تصور أن تجازف أمريكا وتُقدم على ما من شأنه أن يعرض “امن إسرائيل” للخطر، عبر بيع الأنظمة العربية، حتى لو كانت تابعة وتدور في فلكها، وتطبع مع “إسرائيل” ، وتقوم بتهنئتها في ذكرى “تأسيسها” على ارض فلسطين وعلى أجساد الفلسطينيين وعلى مقدسات المسلمين، ومنها النظام الإماراتي، أسلحة متطورة مثل طائرات أف 35.
“امن إسرائيل”، هو هدف الدولة الأمريكية العميقة، ولا فرق بين دونالد ترامب الجمهوري المتطرف والعنصري، وبين بايدن الديمقرطي “الرافع”!!، لواء حقوق الأنسان!!، إزاء هذا “الثابت”، الذي كان بالمناسبة، هو السبب وراء بيع أمريكا لطائرات أف 35 للأمارات، والتي كانت هدية من أمريكا لها في مقابل “التطبيع الحميم مع إسرائيل”!.
لا خلاف بين المراقبين على أن أمريكا، لن تبيع الأمارات ذات الطراز من طائرة اف 35 التي باعتها إلى “إسرائيل”، وهذا ما تجلى وبشكل واضح بعد زيارة وزير الحرب “الإسرائيلي”، بيني غانتس، إلى واشنطن في شهر أيلول من العام الماضي، حيث ناقش مع الأمريكيين موضوع الحفاظ على التفوق النوعي لكيانه ، والتطرق إلى نوعية المنظومات والمكونات التي ستكون في الطائرات التي ستبيعها أمريكا إلى الأمارات. وقد كشفت قناة 12 “الإسرائيلية”، أن “إسرائيل” تعمل على أن تباع طائرات “وضيعة” بشكل نسبي مقارنة مع الطائرات التي استلمتها هي .
ما تصفه “إسرائيل” بالطراز “الوضيع” من طائرات اف 35، هو ذلك الطراز الذي تم نزع الكثير من مميزات الطراز “الإسرائيلي” من الطائرة عنها، لتبقى “إسرائيل” المتفوقة جويا على باقي دول المنطقة.
هنا قد يسأل سائل، اذا كان الأمر كذلك فما هو السبب وراء إصرار الإمارات على شراء طائرات “منزوعة الدسم”، في مقابل تطبيع كامل الدسم!!. وللجواب على السؤال يمكننا القول أن هناك أسبابا وليس سببا واحدا ومن هذه الأسباب:
-تبرير التطبيع مع “إسرائيل”!!.
-مساعدة الاقتصاد الأمريكي، كلما ضاقت الحال بأمريكا.
-إيجاد مبرر للدفع للسيد الأمريكي، وهو دفع يندرج في اطار المهمة الوظيفية لبعض الأنظمة العربية في الخليج الفارسي.
-أن تستخدم هذه الطائرات في قتل العرب حصرا، فهي لا تحارب “اسرائيل” لتحتاج إلى إمكانيات تقنية متطورة على الطائرة.
-اعتادت الإمارات أن تكون “متميزة” في وجود “اعلى بناء” و “اغلى ناقة” و “اجمل تيس”و..، يبدو أنها تريد أن تكون “متميزة” أيضا في كونها أول دولة في المنطقة تحصل على طائرات “الشبح”، ليضاف إلى إنجازاتها “المتميزة” السابقة!.
رغم أن البعض يرى أن أمريكا باتت لا تفرق بين “إسرائيل” والإمارات، حيث ترى في الأخيرة قاعدة عسكرية متقدمة لـ”إسرائيل”، يمكن أن تستخدمها في أي صراع مع ايران، إلا أن هذا التبرير غير مقنع، فالإمارات تعلم علم اليقين، أنها تخاطر بوجودها اذا ما انخرطت في أي مؤامرة ضد ايران، لذلك ستبقى قضية شراء طائرات “اف 35″، بالنسبة للإمارات، لا تعدو سوى حركة استعراضية، تناغم أحلام ابن زايد، الذي مازال لا يستشعر الفرق الهائل ، بين أن تمتلك سلاحا يُصنّعه غيرك، وبين ان تمتلك سلاح القرار المستقل، وشتان بين السلاحين.

قد يعجبك ايضا