رمضان في الصين

 

شهر رمضان، أو ما يُعرف في الصين بـ « جاي يوه»،هو شهر الخير الذي يجمع المسلمين في كل بلاد العالم، وبه الكثير من العادات والمراسم والتحضيرات الخاصة به، ولكن هذه العادات تختلف من بلد إلى بلد ومن شعب إلى شعب، ومن البلاد التي يجتمع بها عدد كبير من المسلمين هي الصين ويتركزون في شمال غرب الصين، وبحسب الإحصاء الرسمي يبلغ عدد المسلمين في الصين نحو 30 مليون نسمة، بينما تقدر مصادر أخرى عددهم بنحو 100 مليون مسلم من إجمالي سكان الصين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.
يستقبل مسلمو الصين حلول شهر رمضان المبارك بطريقة مختلفة عن الدول العربية بسبب اختلاف العادات والتقاليد المتوارثة وبمظاهر الاحتفال الواسع به، ويتميز بالكثير من الخصائص والاستعدادات. فمع قدوم شهر رمضان المبارك تتأهب المساجد في العاصمة الصينية لاستقبال هذا الشهر المبارك بالعمل المنظم لمساعدة المسلمين الصينيين والأجانب المقيمين على تهيئة الظروف المناسبة للتعبّد والقيام بشعائرهم الدينية الخاصة بهذا الشهر المبارك بكل حرية، وباهتمام من قبل الحكومة الصينية، بخاصة بنظافة المساجد وتجميلها، وتعيين الموظفين القديرين لخدمتها، وغيرهم ممن يناط بهم القيام برعاية كافة شؤونها.
يتمتع المسلمون في الصين بحرية العبادة في المساجد دون أي قيود تحول دون دخولهم إليها لممارسة الشعائر الدينية، إذ تتميز الصين بالانفتاح والتسامح والتعددية، وتضم الكثير من الديانات والقوميات والأعراق، ويقوم كثير من قيادات الدولة بزيارة المساجد في شهر رمضان لتهئنة المسلمين ومشاركتهم في احتفالاتهم، ويتلقون التهاني بهذا الشهر الكريم من إخوانهم الصينيين غير المسلمين.
تحرص المساجد على توزيع إمساكيات ورقية على المصلين، توضح لهم مواعيد الإمساك عن الطعام ومواعيد الإفطار، وتقدّم المساجد في بكين مأكولات خفيفة تشمل التمر والفاكهة والحلوى، حتى يفطر الصائمين المتواجدين في المساجد، ومن ثم يتوجهون إلى قاعات الصلاة لأداء صلاة المغرب. وبعد الانتهاء من الصلاة يعود المسلمون إلى بيوتهم لتناول الإفطار مع عائلاتهم، وتخصص في المساجد اوقات للدروس الإسلامية وقراءة القرآن الكريم.
تعمل في الصين أعداد ضخمة من المطاعم والمتاجر المتخصصة بالأطعمة الإسلامية. ومن أشهر الأطعمة التي تنتشر في شهر رمضان، لحم الضأن المشوي، ويحرص المسلمون في الصين على تبادل الحلوى. ومن أشهر الحلويات الكيكة الغنية، وهي كيكة من التمر والزبيب والمشمش المجفف والسكر والسمسم والخبز المضفر والتمر والشاي وكذلك العصائر.
ويُعتبر “شارع نيوجيه” أكبر تجمع للمسلمين في العاصمة بكين.
وفي الصين تحدّد الجمعية الصينية الإسلامية في العاصمة بكين مطلع شهر رمضان المبارك وفقًا للحسابات الفلكية، وعليهم صيام ثلاثين يومًا، وتتضاعف الجهود الخيرية، ونلاحظ هنا أن التناغم والتعايش بين الحضارتين الصينية والإسلامية منذ القدم يسودهما الود والمحبة والتسامح والسلام.

قد يعجبك ايضا