رغم معاناتهم المعيشية الصعبة والكارثية جراء العدوان والحصار: اليمنيون يستقبلون شهر رمضان بحفاوة وروحانية وتكافل مجتمعي منقطع النظير

 

للعام السابع على التوالي الذي يحل فيه شهر رمضان المبارك على اليمنيين وهم يعيشون في ظل العدوان السعودي الأمريكي وحصاره الشامل وما نجم عن ذلك من تداعيات كارثية على الوضع الإنساني والمعيشي..
كالعادة سلب هذا العدوان المتواصل بريق الشهر الكريم وطقوسه وعاداته الروحانية بفعل المعاناة المتفاقمة وإذا بالناس أسرى تحت وطأة الفقر وقلة الحيلة والعجز عن توفير أدني متطلبات الشهر الفضيل فقد صادر العدوان كل جميل في الحياة وسرق حتى الفرحة من نفوس الأطفال بقدومه فمع حرمان الموظفين من مرتباتهم لأعوام صارت الحياة أكثر تعاسة وصعوبة وأصبح حلول الشهر الكريم محطة أخرى تتضاعف فيها معاناة المواطنين..
هذه الأوضاع الإنسانية المأزومة والمتفاقمة يقابلها المجتمع الدولي الذي دأب على النفاق والتزلف طمعا في خزائن الأموال السعودية بصمت وتجاهل معهود..
وهاهو تحالف العدوان الهمجي يوغل في إيذاء الناس ومحاربتهم في لقمة عيشهم ويعمد إلى احتجاز عدد من سفن مشتقات النفط قبالة ميناء الحديدة دون إعطاء أي اعتبار لحرمة الشهر الكريم ويقول مختصون إن تحالف العدوان يحتجز حاليا قرابة نصف مليون طن من المشتقات النفطية والسلع الغذائية وهي الإجراءات التي تتعمدها دول تحالف العدوان من أجل مضاعفة معاناة اليمنيين في الشهر الكريم ما يعكس الحقد الدفين الذي يكنونه إزاء الشعب اليمني..

شهر الجهاد
وبالرغم مما يعانيه أبناء الشعب اليمني من وضع معيشي صعب وكارثي جراء العدوان والحصار والتصعيد الاقتصادي الذي تزداد وتيرته كل يوم،لا يزال الإنسان اليمني من أكثر شعوب العالم فرحاً وابتهاجاً بقدوم هذا الشهر الفضيل.
وعلى مدى الأعوام الماضية احتل شهر رمضان المبارك مكانة عالية وسامية في قلب كل يمني لما تحققت فيه من انتصارات ضد العدوان السعودي على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين انطلقوا من خلال هذه المناسبة نحو الجهاد بروح إيمانية عالية وهمة قتالية كبيرة ومن خلفهم شعب صامد وصابر ومؤمن يعيش مظلومية ليس لها مثيل على مستوى العالم، بسبب ما يعانيه من ظلم وجور وحرب إبادة وقتل جماعي وحصار خانق غير إنساني أو أخلاقي وصل حد منع دخول الأغذية للأطفال والأدوية للمرضى الذين يموت العشرات منهم بشكل يومي.

انتصارات عظيمة
وما يميز أبناء هذا البلد عن غيره هو تمسكهم بالنهج المحمدي والسير على خطى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلذا كان شهر رمضان في عهد الرسول الأعظم مناسبة هامة للفتوحات الإسلامية وتحقيق الانتصارات العظيمة لهذه الأمة، باعتباره شهر الجهاد والعمل إلى جانب كونه شهر الصيام وشهر القرآن، وهو الطريق نفسه الذي يمضي عليه أبناء اليمن اليوم في ظل الحرب الظالمة التي تشنها دول الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل وأدواتهما من الأعراب المنافقين المتمثل بأنظمة آل سعود وآل زايد، فكما تنظر بقية الشعوب إلى هذا الشهر على أنه شهر المأكولات والمسلسلات والفوازير بفضل الثقافة المغلوطة والدخيلة المنبثقة من بعض المذاهب التي لا تمت للإسلام بأي صلة، فإن اليمني ينظر إلى هذه المناسبة بروح المؤمن المتعلق بربه يبتغي رضاه والذي لن يتأتى إلا برفع راية الجهاد دفاعاً عن هذا الدين ومعاداة كل من يعاديه من اليهود والنصارى ومن والاهم.

قطع المرتبات
مضاعفة معاناة الشعب اليمني هو هدف وضعه تحالف العدوان منذ وقت مبكر وذلك من خلال إجراءات ممنهجة لضرب الاقتصاد وتضييقا لحياة على حياة المواطنين ولن تتوقف تلك الإجراءات والممارسات الخبيثة منذ الأسابيع الأولى للعدوان قبل أكثر من ست سنوات وحتى اليوم وبالطبع لم يكن أولها قطع المرتبات من خلال إعطاء حكومة الارتزاق قبل أربعة أعوام الضوء الأخضر بنقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن المحتلة وما ترتب على ذلك من آثار كارثية مست كل مناحي الحياة وهي الخطوة الإجرامية والمخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية ومع ذلك ظل المجتمع الدولي على نهجه من النفاق والتأييد الصريح والضمني لكل تلك الخطوات والممارسات الخارجة عن كل الأنظمة واللوائح ولم تتوقف تلك الإجراءات المنضوية في إطار الحرب الاقتصادية الشاملة على الشعب اليمني على قطع المرتبات وما أسهمت به في مضاعفة الوضع الإنساني الكارثي وتوسيع رقعة الفقر بل استمرت لتشمل كل مناحي الحياة من إغلاق للمنافذ ومنع دخول الأدوية والسلع الغذائية والاحتجاز التعسفي لسفن المشتقات النفطية وما يترتب على ذلك من تكبيد الاقتصاد الوطني من خسائر فادحة حيث وصلت غرامات تأخير السفن المحتجزة حاليا إلى قرابة 50 مليون دولار كنتيجة مباشرة للحصار ومنع دخول المشتقات النفطية وهو ما ينعكس تلقائيا وبشكل سلبي على حياة المواطنين:

تعزيز الصمود
ويحلُّ شهر رمضانُ الفضيل للعام السابع بالتزامن مع وضع إنساني واقتصادي صعب زاد من معاناة البلد ناهيك عن الارتفاع الكبير في أسعار السلع الغذائية بفعل الحرب الاقتصادية والإجراءات التعسفية التي تفرضها دول العدوان على البلاد واستهدافها المباشر للمرافق الخدمية الأمر الذي انعكس بدوره على حياة اليمنيين خلال شهر رمضان بصورة مباشرة الا أنها لم تمنع اليمنيين من ممارسة حياتهم بما فيها من مناسبات دينينة ووطنية بل كان لها دور كبير في تعزيز صمودهم في وجه التحديات والأزمات المفتعلة من قبل تحالف العدوان .
فعلى الرغم من تراجع إقبال اليمنيين على ارتياد الأسواق لشراء احتياجات شهر رمضان من المنتجات الغذائية قياسا بسنوات ما قبل العدوان بفعل تفاقم الوضع المعيشي بعد ست سنوات ونيف من الحرب العدوانية والحصار إلا أن التكافل السائد في المحافظات الحرة لعب دوراً مهماً في تعزيز التماسك الاجتماعي، والحيلولة دون وقوع آلاف الأسر الفقيرة والمعدمة في براثن الجوع.،ويقول المواطنون إن هذه الجرائم والممارسات المتعمدة التي ينتهجها العدوان ومرتزقته من أجل مضاعفة معاناتهم والتضييق على حياتهم لن تحقق لهم ما يريدون من استسلام أو كسر للإرادة بل العكس فإن هذه الجرائم تقوي العزائم وتشحذ الهمم في مقارعة قوى العدوان والطغيان والتصدي له بكل الوسائل الممكنة.

تكافل اجتماعي
وفي ظل ضعف الدور الدولي والأممي وجد اليمنيون أنفسهم أمام واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية فتكا بالبشر ما دفعهم للتكاتف والاعتماد على النفس لإنقاذ مئات الآلاف من الأسر الأكثر تضرراً من تبعات العدوان والحصار انطلاقا من هويتهم الإيمانية وتاريخهم الحضاري وثقافتهم الحافلة بروابط الإخاء والتعاون والإيثار وفعل الخير والتراحم.
وشكل التكافل الاجتماعي بين اليمنيين أحد أهم أسرار وأسباب الصمود في مواجهة الحصار وسياسات التجويع والحرب الاقتصادية التي يمارسها تحالف العدوان الأمريكي السعودي ضد الشعب اليمني منذ سبع سنوات.
وجعل اليمنيون من التكافل الاجتماعي وسيلة دفاع ناجعة تفوق صواريخ وقنابل العدوان بما له من دور في الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، خصوصا بعد أن تحول إلى عمل مؤسسي منظم تبنته الدولة والحكومة في إطار خطط مدروسة تضمن وصوله إلى كافة الشرائح الاجتماعية المستهدفة.
وبفضل التكاتف الرسمي والشعبي استطاع اليمنيون إفشال مخططات العدوان ورهانه على ورقة الحرب الاقتصادية وسياسة التجويع لإخضاعهم واحتلال بلدهم بالتزامن مع استمرارهم في الكفاح والعمل بمختلف المجالات المعززة للصمود ومواجهة العدوان وتحمل تبعاته الخطيرة على الوضع المعيشي والإنساني.

قد يعجبك ايضا