شهر رمضان المبارك، شهر الصوم والعبادة، وشهر الذكر والدعاء، وشهر العمل والمسؤولية، وشهر الصبر والصمود، وشهر التقوى الإحسان، وشهر التكافل والبذل والعطاء والإنفاق والسخاء، شهر نزول القرآن الكريم وشهر ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وشهر الجهاد في سبيل الله ومقارعة الطواغيت والمستكبرين، وشهر الانتصارات والإنجازات، شهر رمضان المبارك هو موسم خير وبركة من الله تعالى لعباده، الأعمال فيه مضاعفة والأجر فيه عظيم وكبير، ولهذا ينبغي أن يستغل كل إنسان مؤمن هذا الشهر المبارك من أول يوم فيه إلى آخر ليلة كفرصة ثمينة للتقرب إلى الله تعالى ومحطة تربوية للتزود بالهدى والوعي والنور، والتزود بالتقوى والعمل بحرص شديد على تطهير النفوس من الذنوب والمعاصي واستغلاله بالشكل المطلوب حتى نجني ثماره الطيبة والمباركة وفي مقدمتها وعلى رأسها الرحمة والمغفرة من الله لمن عمل فيه باستقامة.
وبالنسبة لشعب الإيمان والحكمة، شعب الجهاد والصمود، فإنه يستقبل شهر رمضان المبارك في مرحلة استثنائية، وظروف صعبة، بسبب غطرسة وطغيان دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي التي تفرض حصاراً اقتصادياً ظالماً على الشعب اليمني المسلم، وتواصل مشوارها العدواني بكل وحشية، ولكن الشعب اليمني يستقبل هذا الشهر العظيم بنفوس قوية مشحونة بالوعي والعزيمة والثقة العالية بالله تعالى، مستمداً من الله وحده العون والرعاية والسداد، ثابتاً على مواقفه المحقة وقضيته العادلة غير مكترث لطول أمد المعركة مع دول العدوان، بل إنه يعتبر شهر رمضان موسماً للعطاء والجهاد والعمل والنشاط والتقرب إلى الله أكثر ليمنحه القوة للتغلب على الطواغيت المعتدين وتحقيق النصر عليهم في مختلف مجالات الصراع وفي كل ميادين المعركة.
ويدرك الشعب اليمني الصامد جيداً أن شهر رمضان المبارك يمثل فرصة عظيمة إذا تم استغلاله بالشكل المطلوب كمحطة تربوية عبادية جهادية إيمانية عملية، فإنه سيحظى بعون الله ونصره وتمكينه، ولهذا يستقبل شهر رمضان المبارك بنفوس تواقة لهدى الله، متلهفة للقرب منه، عاشقة للفوز برضوانه، إلى درجة أنه يجعل من هذا الشهر المبارك ساحة زمنية كلها ذكر وهدى ونور ودعاء وتقوى، وموسم لتنمية الوعي والإيمان والاتصال الدائم بالله بالإنفاق والعطاء والعمل بكل الطرق والوسائل على التقرب من الله بمواقف عظيمة وأعمال مشرفة تتجسد في واقعه قولاً وعملاً من خلال التضحيات والجهاد في سبيل الله ومن خلال الصمود في ميادين المواجهة ضد المعتدين ومرتزقتهم والتغلب على كل الصعوبات والتحديات وتغيير النفوس نحو الأفضل بالشكل الذي يعزز عوامل الصمود ويغمر الواقع بالمواقف والإنجازات والانتصارات والتحولات الكبيرة والعظيمة التي يصنعها الله لعباده المتقين.
وبما أن شهر رمضان هو شهر نزول القرآن الكريم بعظمته وهديه ونوره وبركته، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر التي أشاد الله بها في القرآن في أكثر من سورة، والتي أُنزل فيها القرآن، وهو شهر التقوى والرحمة والمغفرة، ولأنه كذلك فإن قائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك الحوثي – حفظه الله – يوليه جل اهتمامه ويعمل على أن يجعل منه محطة ومدرسة ثقافية إيمانية قرآنية لتنظيف النفوس وتطهيرها من الدرن الذي يلحق بها، وتحصين العقول والقلوب من الغزو الفكري والثقافي والإعلامي الذي يستهدفها، وموسماً لبذر الهدى والوعي والنور في النفوس، وتعزيز صلتها بالله تعالى من خلال محاضرات ثقافية دينية تربوية عظيمة أخلاقية وإنسانية وجهادية تشمل مختلف مجالات الحياة، ولهذا يتم استغلال شهر رمضان كما يجب ويتم الخروج منه بنتائج عظيمة وثمار مباركة.